أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

التجمعات الثقافية، والعودة إلى الحياة المدنية

تتماهى مدينة سلمية مع السلام، ولأن السلام، كما كان في البدء، يأتي من "كلمة" طيبة، قوامها التشاركية في محاربة القبح والانتصار للجمال، فقد اختار مجموعة من أدباء وأديبات المدينة، هذه المفردة لتكون عنواناً رمزياً عريضاً، ومنسجماً مع ما جاء به البيان التأسيسي الذي استهلت به الافتتاحية على لسان إحدى مؤسسي التجمع، الأديبة "إباء الخطيب" للإعلان عن تجعهم الثقافي، من حضن" جمعية أصدقاء سلمية" بجمهورها الواسع، وبحضور رئيس اتحاد الكتاب العرب "الدكتور محمد طه العثمان" الذي أكد بكلمته الموجزة على دور الاتحاد في المساهمة الفعالة لحياة كريمة يستحقها الانسان السوري بعامة، والأدباء بخاصة، في سوريا الجديدة.



وكانت البداية في يومها الأول مساء الخميس 29 أيار 2025 مع الفن بأغنيات تمجد الوطن والسلام، قدمتها فرقة "كورال، اليوبيل" السلمونية، تلتها على مدار يومين نصوص شعرية وقصصية تساهم جملها الباكية من ماض كئيب، برسم أمل لابد وأن يساهم بتضميد النزف السوري إلى الأبد، هذه النصوص التي حمل لنا دمعها شجناً اتحد مع اللغة بشفافية الجمال، ليقدمه كل من الأدباء: (الشاعر حسين العبدالله- دير الزور)، (القاصة روعة سنبل- دمشق)، (الشاعر محمد طه العثمان- حماة)، (الشاعر حسن بعيتي- حمص) (الشاعر عبد السلام العبوسي- القامشلي)، (الشاعر د. سعد الدين كليب) و( القاصة فدوى العبود- عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب) التي قالت لـ"زمان الوصل" بأننا جئننا إلى سلمية لإيماننا بوحدة  الشعب السوري، وبجدوى الكلمة كبلسم مستدام لجراح السوريين، هذه المدينة التي كانت أثناء الثورة، ومازالت بعد انتصارها، تشكل نقطة ناصعة من سوريا في الاخاء والتسامح والوطنية، ديدن شعبها في ذلك الأدب والفن، المرتكز دائماً على نبذ خطاب الفرقة، والكراهية، والعنف، هذه المدينة من حقها علينا ان نكون شركاء معها في حلم لطالما آمنا به جميعنا لإعادة بناء سوريا الحديثة، سوريا المحبة.



كما شارك (الشاعر هانيبال عزوز) و(الشاعرة ديمة قاسم) من مدينة سلمية ومن الأعضاء المؤسسين لـ"تجمع كلمة الثقافي" وكان للفنانين (حسام بصو، وانجيلا عجوب) نصيب في تقديم مقطوعات موسيقية شفيفة أثناء افتتاح الأمسية في اليوم الثاني، الذي شهد أيضاً في ظهيرته محاضرة  نقدية حوارية بعنوان (ملامح موضوعية وفنية من الشعر السوري في زمن الثورة والحرب ، وآفاقه المستقبلية) قدمها الدكتور مازن أكثم سليمان، الذي استعرض من خلالها رؤيته بصفته باحثاً وناقداً، مؤكداً على أن الشعر السوري الذي كتب أثناء فترة الحرب، اتخذ من الموت فكرة اساسية لموضوعاته المتنوعة، إلّا أنه سيبقى مجرد ظاهرة طارئة، أكثر من أن يؤسس لمدرسة أدبية، فشعر الثورة والحرب -من وجهة نظره- لم يُكتب ، بمعناه النقدي كمدرسة لها حساسيتها، إلى الآن، وإنما سيكتب في المستقبل، وبعد نهاية الجلسة، كان لا بد من أن يصارح موقع "زمان الوصل" بأن (هذه أول رحلة لي خارج دمشق بعد 14سنة وثلاثة أشهر و26 يوماً) ويضيف أنه أخيراً كسر عزلته، وحضوره إلى مدينة سلمية للمشاركة بإشهار" تجمع كلمة الثقافي" جاء من إيمانه بأن أي تجمع ثقافي له دلالات رمزية، أهمها كسر البندقية والعودة إلى الحياة المدنية..

فاتح كلثوم - زمان الوصل
(11)    هل أعجبتك المقالة (10)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي