تكشف وثيقة حصلت على صورتها "زمان الوصل" من أرشيف فرع "الخطيب" (الفرع 251 أمن الدولة)، واحدة من الحلقات الإجرامية في سلسلة التعامل مع المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري البائد، وتحديداً في العاصمة دمشق.
تعود الوثيقة إلى تاريخ 19 شباط/فبراير 2013، وتحمل توقيع قسم الطب الشرعي في مشفى حرستا العسكري، وهي تؤرخ استلام خمس جثث تم تسليمها من فرع "الخطيب" إلى ثلاجة الموتى في المشفى.
الضحايا الخمسة لم تُذكر أسماؤهم، بل كتب "بلا"، وتم تسليم الجثث بأرقام مرجعية فقط (4203/a حتى 4207)، ما يعني أنها كانت جزءاً من منظومة قتل ممنهجة تُدار بإجراءات بيروقراطية دقيقة، لكنها خالية تماماً من أي بعد إنساني أو قانوني.

اللافت في الوثيقة:
الجثث جميعها سُجلت بتاريخ واحد: 19 شباط/فبراير 2013، وهو يوم الوفاة، ويوم الكشف الطبي، ويوم التسليم... ما يرجّح أنها أُعدمت أو ماتت تحت التعذيب دفعة واحدة.
اسم الطبيب الموقع على الكشف هو "النقيب أيمن خلو"، وقد كرر توقيعه على كل الجثث دون توضيح لسبب الوفاة.
الجهة المسلمة هي "أمن الدولة - فرع 251"، والمستلم هو مشفى 600 (الاسم الرسمي لمشفى حرستا العسكري)، وهو ما يشير إلى تنسيق مباشر بين الفرع والمشفى العسكري ضمن منظومة الإخفاء والتصفية.
هذه الوثيقة لا تُظهر فقط البيروقراطية الباردة في التعامل مع جثث الضحايا، بل تفضح كيف كانت الدولة تُدير آلة قتل منظمة، تُحوّل فيها أرواح المعتقلين إلى أرقام في قوائم طب شرعي مزوّر، لتُوارى لاحقاً في مقابر جماعية، دون أن يُبلّغ أهاليهم، ودون حتى أن تُدوّن أسماؤهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية