في مشهد يثير الاستغراب ويعمّق جراح الضحايا، ظهر ثابت جوهر، قائد ميليشيا الدفاع الوطني السابق بالحسكة، في العاصمة دمشق كأمين عام لحزب "الوطن السوري"، متحدثًا عن "خطاب الكراهية" و"السلم الأهلي"!
الندوة التي عُقدت في فندق الشام قبل يومين، تحت عنوان "خطاب الكراهية والحد منه"، أدارتها د. ندى ملكاني، وشكّلت أول ظهور سياسي علني لجوهر منذ تأسيس حزبه، رغم تاريخه المعروف في قيادة عمليات قمع وجرائم ضد المدنيين خلال السنوات الماضية، بحسب ما وثقته زمان الوصل من شهادة مصورة للناشط المعتقل السابق سامي أحمد الحسين.
اللافت أن من يوصف من قبل ناشطين كـ"شبيح هارب" يتصدر اليوم مشهداً سياسياً في دمشق، متحدثاً عن "مجتمع متماسك"، في وقت لم يُحاسَب فيه على الجرائم المنسوبة إليه، ولم يُفتح أي تحقيق رسمي حول دوره في الانتهاكات.

ويُعد حزب "الوطن السوري" أول تشكيل سياسي يخرج علنًا من رحم رجال النظام السابق، معلنًا استعداده لدخول الحياة السياسية في سوريا ما بعد الأسد، وهي الحياة التي دفع ثمنها أكثر من مليون سوري بين شهيد تحت القصف والتعذيب، في سبيل بناء دولة حرة وعادلة.
حتى الآن، لا تتوفر معلومات دقيقة وموثقة عن تاريخ تأسيس الحزب أو مصادر تمويله، لكن نشاطه العلني وظهوره في قلب دمشق يشير إلى أنه يتحرك بحرية لافتة.
هذا الواقع يفتح بابًا واسعًا للتساؤل حول مستقبل العدالة والمحاسبة، ومعايير المشاركة في المرحلة الانتقالية، لا سيما حين يتحول رموز القمع إلى لاعبين سياسيين دون مساءلة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية