بلديات هولندية تدق ناقوس الخطر: تصاعد الجرائم بين القُصّر السوريين غير المصحوبين

أعربت عدة بلديات هولندية، من بينها أوتريخت وخرونينغن، عن قلقها المتزايد من ارتفاع وتيرة الجرائم والمشكلات الأمنية المرتكبة من قِبل مجموعة من اللاجئين القُصّر السوريين غير المصحوبين، داعية وزارة اللجوء والهجرة إلى توفير دعم عاجل وتوجيه أكثر فعالية لهؤلاء الشباب.

ووفقًا لما أورده موقع Sikkom المحلي، فإن عددًا من رؤساء البلديات قد تقدموا بطلب رسمي إلى الحكومة لتقديم مساعدات إضافية لهيئات حماية القُصّر، مشيرين إلى أن الفئة المستهدفة صعبة التوجيه وتفتقر إلى الاستقرار النفسي والاجتماعي.

وتركّزت الأحداث بشكل خاص في مدينة خرونينغن، التي شهدت خلال شهري مارس وأبريل وحدهما أربع حوادث متفرقة بين شبّان سوريين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً، تضمنت اشتباكات في الشوارع وساحات عامة مثل "غروت ماركت" وشارع "هيريسترات"، حيث ضبطت الشرطة أسلحة نارية وسترات واقية بحوزة بعضهم.

وقررت بلدية خرونينغن فرض حظر إقليمي على القُصّر الضالعين في حادثتين أو أكثر خلال الأشهر الأخيرة، وهو إجراء قالت البلدية إنه "ساهم في تهدئة الأوضاع بشكل ملموس منذ شهر أبريل".

ورغم النجاح النسبي للإجراءات الأمنية، أعربت السلطات المحلية عن انزعاجها من عدم إمكانية تبادل المعلومات بين البلديات، بسبب قانون الخصوصية (AVG) الذي يمنع مشاركة البيانات الشخصية، مما يعيق التنسيق الوطني لمواجهة الظاهرة.

ودعت بلدية خرونينغن وزارة اللجوء إلى تعزيز الدعم الموجّه لهيئة حماية الشباب وجمعية "نيدوس" المختصة برعاية اللاجئين القُصّر، بهدف وضع إجراءات توجيه أكثر فاعلية تحد من الانزلاق في الجريمة، وتمنح هؤلاء الشباب شعورًا بالاستقرار والانتماء.

بحسب الإحصائيات الرسمية، فإن القُصّر السوريين يشكّلون النسبة الأكبر من طالبي اللجوء غير المصحوبين في هولندا. ففي عام 2023 فقط، سجّل 1865 طفلًا سورياً ضمن هذه الفئة، ما يمثل 48% من إجمالي عدد القُصّر غير المصحوبين.

وتشير البيانات إلى أن نسبة كبيرة من هؤلاء القُصّر يقدّمون لاحقًا طلبات لمّ شمل لأسرهم، إذ بلغ عدد الطلبات المقدمة حتى أغسطس 2023 أكثر من 6000 طلب، مقارنة بـ3850 طلبًا خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.