التقى ليل أمس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ورفض الطرفان التعليق على اللقاء. وذكرت مصادر أن السفير فيلتمان جاء مكرراً التحفظ على زيارة الرئيس الإيراني لبيروت داعياً إلى القيام بكل ما يلزم لحفظ الاستقرار الداخلي. وأكد أن واشنطن تدعم استقلالية المحكمة الدولية واستمرارها في عملها للوصول الى العدالة، كما أشار إلى أن واشنطن لن توقف دعمها للجيش اللبناني.
وتحدثت المصادر عن مناخ غير إيجابي خرج به جنبلاط من اجتماعه مع فيلتمان.
فيما كان الرئيس السوري بشار الأسد يزور السعوديّة للقاء ملكها عبد الله بن عبد العزيز، وبعد أيّام قليلة على زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى بيروت، حطّ مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى، السفير الأميركي الأسبق في بيروت جيفري فيلتمان، أمس، في لبنان في زيارة سريعة حيث التقى رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان، واتصل بالرئيس أمين الجميّل، وجمعه بالنائب وليد جنبلاط لقاء «ودّي عندك وسياسي عند الرئيس سليمان» كما أبلغ فيلتمان جنبلاط. اللافت أن فيلتمان أتى إلى بيروت من الرياض التي حطّ فيها رئيس الحكومة سعد الحريري أول من أمس في زيارة قالت مصادره إنها «عائلية».
قمّة الرياض
وفي الرياض، التقى الأسد عبد الله في زيارة استمرت بضع ساعات عاد بعدها إلى دمشق، وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أن الطرفين «بحثا خلال الاجتماع مجمل التطورات على الساحتين الإسلاميّة والعربيّة وموقف البلدين منها وفي مقدمها تطورات القضية الفلسطينيّة». كما تناولت المباحثات الأحداث على الساحة الدوليّة إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها. وقد حضر الاجتماع الذي عُقد في قاعدة الرياض الجويّة الأمير عبد العزيز بن عبد الله، ولم يُشارك الرئيس سعد الحريري في الاجتماع الذي تركّز على الوضع في العراق. وحسب مصادر لبنانية على صلة بدمشق، فإن العنوان المركزي لزيارة الأسد يتعلق بالوضع في العراق والنقاش حول تركيبة السلطة السياسية الجديدة هناك، خصوصاً أن دمشق هي التي تتولى التحدث باسم التفاهم القائم بين سوريا وإيران وتركيا حول الوضع العراقي، وأن السعودية تخشى تأليف حكومة لا تشمل كل عناصر الحياة السياسية.
وقالت مصادر قريبة من المباحثات لوكالة «يو بي آي» إن الجانبين أكّدا خلال اللقاء «ضرورة عدم ترك مجالات لأي تدخلات أجنبيّة لأن المنطقة لا تتحمل أكثر من ذلك في إشارة إلى التدخلات الخارجيّة في الشأنين اللبناني والعراقي». وقال مصدر سوري في الرياض للوكالة نفسها إن «العلاقات السعوديّة السوريّة مهمة على الصعيدين الثنائي والإقليمي». وعن تأثير الزيارة على الوضع القائم في بيروت أبدى المصدر «تفاؤله بمسار العلاقات السعوديّة ــ السوريّة التي تنعكس إيجاباً على لبنان».
من جهتها، قالت صحيفة الوطن السعودية نقلاً عن مصدر حكومي سعودي إن «التعاون السعودي السوري هام في هذه المرحلة لمواجهة التحديات المصيريّة التي تتعرض لها المنطقة والتي تتطلب تكاتف جميع القادة العرب لتفادي تأثيراتها السلبيّة». وأضافت الصحيفة إن «التوافق السعودي السوري يعدّ العنصر الحاسم لنجاح عدد من القضايا العربية أولاها الملف العراقي حيث ترغب الرياض في تكريس الدور السوري في العراق لإيجاد توازن بين الفرقاء تدعمه علاقتها بإيران».
فيلتمان: لا صفقة
وإلى بيروت، وصل فيلتمان في زيارة مفاجئة، لم يكن مُعلناَ عنها مسبقاً، ولذلك استقبله رئيس الجمهوريّة في عمشيت. وقد جدّد دعوة الجميّل إلى زيارة واشنطن، بحسب مصادر حزب الكتائب، «وهو نسّق مع الرئيس الجميّل الأمور، وأكّد دعم بلاده للمحكمة».
وقد أعلن فيلتمان بعد زيارة رئيس الجمهورية أن «المحكمة الخاصة بلبنان لمحاكمة الضالعين في اغتيال رفيق الحريري يجب أن تستكمل عملها من دون تدخّل خارجي». وأضاف أن أوباما «يدعم بقوة عمل المحكمة الخاصّة بلبنان، أسوة بالمجتمع الدولي».
وأضاف فيلتمان في تصريح أورده بيان للسفارة الاميركية في بيروت «نحن نعتقد أنه يجب أن يُسمح للمحكمة بأن تستكمل عملها بحسب توقيتها من دون تدخل خارجي إلى أن يمثل المسؤولون عن اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وغيره من الشخصيات أمام العدالة».
ونقل بيان السفارة عن فيلتمان قوله «كان لنا نقاش مثمر للغاية حول الوضع الراهن في لبنان»، مشيراً الى أنه سلم رسالة من أوباما إلى سليمان «أكدت التزام الولايات المتحدة الأميركيّة الثابت بتطور لبنان مستقل وذي سيادة مع مؤسسات دولة قويّة وفعّالة».
وأضاف إن الولايات المتحدة «ملتزمة مساعدة لبنان في بناء مؤسسات قويّة من خلال برامجنا للمساعدات في مجالي الأمن والاقتصاد. إن لبنان قوياً، ومستقراً وذا سيادة هو من المصالح الحيويّة للشعب اللبناني والمنطقة والولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي»، مضيفاً: «نحن قلقون إزاء أي عمل من شأنه أن يقوّض هذه السيادة والاستقرار».
وعن سبب إيصال رسالة من أوباما في هذا الوقت، قال إن السبب هو «وجود توترات داخل البلد، فوجدنا أن من الضروري إعادة تأكيد هذا الالتزام تجاه لبنان»، وعن قلقه من احتمال حصول اشتباكات في لبنان قال: «رأينا أشياء تحدث في لبنان سابقاً، نحن مصممون على أن نستخدم تأثير قيادة الولايات المتحدة ونفوذها للتخفيف من حدة التوتر داخل لبنان». ورداً على سؤال عن المحكمة الدولية وإمكان وجود صفقة، قال: «لا صفقة على المحكمة».
شهود الزور: لا تصويت
وفي ما يتعلّق بجلسة يوم الأربعاء الوزاريّة التي يُفترض أن تبحث ملف شهود الزور، فإن الموقف لا يزال ضبابياً عند تيّار المستقبل، إذ قال النائب عقاب صقر إن فريقه ينتظر عودة الرئيس الحريري من السعوديّة لتبيان القرار النهائي في ما يتعلّق بإحالة الملف إلى المجلس العدلي أو عدم إحالته. لكن الأجواء السياسيّة أشارت إلى أن جلسة الأربعاء ستكون مماثلة للجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، إذ سيؤجّل الموضوع إذا لم يصل الفريقان إلى توافق، ولن يتم اللجوء إلى التصويت.
بالنسبة إلى جلسة مجلس النواب غداً التي ستشهد انتخاب رؤساء اللجان ومقرريها وأعضائها، فقد ذكرت مصادر مقربة من رئيس الحكومة وأخرى من المعارضة السابقة، أن ثمة توافقاً مبدئياً بين الطرفين على إبقاء رؤساء اللجان ومقرريها كما هم. أما أعضاء اللجان، فسيخضع تغييرهم أيضاً للتوافق. ولفتت المصادر إلى عدم وجود نية لدى أي طرف لفتح معركة على قضيّة تعيين رؤساء اللجان. وسيجري تشاور إضافي بين الطرفين، وخاصة بين الرئيسين بري والحريري، اليوم أو غداً، لوضع اللمسات الأخيرة على هذا «التوجّه التوافقي».
بدوره، قال النائب ميشال عون خلال تكريم طلاب التيّار الوطني الحرّ «لا يرضون اليوم بالقضاء اللبناني، إن المسؤول عن القضاء المشكوك في نزاهته واستقلاليته هو من حكم لبنان منذ عشرين سنة» سائلاً «لماذا بلغ الدين هذا الحدّ لأن هناك سرقة وصفقات، وهل من المعقول أن لا يكون هناك حسابات في الدولة، ومن يدرس أصول المحاسبة يعلم أن لبنان مسروق والحياة الطلابية في لبنان مع اشياء كثيرة مفقودة تعيد لبنان الى الوراء». وأكّد أن أسباب الحرب ليست طائفيّة ولا دينية، بل «اقتصادية أو لمواجهة نزعات السيطرة، والمذهبيّة غطاء لحرب إسرائيليّة علينا لتفكيك لبنان ولترحيل فلسطينيي 1948 الى خارج إسرائيل، وإذا كنا نتمتع بقوة الممانعة فلن يستطيع أحد أن يفكك وطننا». أمّا رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة سمير جعجع فقد قلّل من احتمال وقوع حرب أهليّة «نظراً إلى موقف رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الدفاع وقائد الجيش لجهة التصدي لأي عمل عسكري في الداخل»، لكنه لم ينكر «احتمال وقوع حرب في المنطقة قد يتأثر بها لبنان طبعاً وخاصة على الحدود الجنوبية بسبب الارتباط الاستراتيجي لحزب الله بإيران». ونفى أن تقوم القوات اللبنانيّة بمواجهة حزب الله عسكرياً.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية