الرئاسة السورية تُعلن تشكيل هيئتين للعدالة الانتقالية والمفقودين

أعلنت رئاسة الجمهورية السورية، يوم السبت، عن تشكيل هيئتين وطنيتين مستقلتين، هما: الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، والهيئة الوطنية للمفقودين.

وجاء في المرسوم الرئاسي رقم 20 لعام 2025، الذي نُشر نصّه عبر وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن تشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية يأتي بهدف محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة المرتكبة في عهد النظام البائد، وضمان جبر الضرر للضحايا، وترسيخ مبادئ عدم التكرار.

ونص المرسوم على تعيين عبد الباسط عبد اللطيف رئيسًا للهيئة، وتكليفه بتشكيل فريق العمل ووضع النظام الداخلي خلال مدة أقصاها 30 يومًا من تاريخ صدور المرسوم.

وجاء في نص الإعلان أن تشكيل الهيئة يعكس "إيمان الدولة بأهمية العدالة الانتقالية كركيزة أساسية لبناء دولة القانون، وتحقيق الإنصاف للضحايا، ودعم المصالحة الوطنية الشاملة".

بالتزامن، أعلنت الرئاسة أيضًا عن تشكيل "الهيئة الوطنية للمفقودين"، لتكون جهة مستقلة تُعنى بـالبحث والكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرًا، وتوثيق الحالات، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية، بالإضافة إلى تقديم الدعم القانوني والإنساني لأسرهم.

وتُعالج هذه الهيئة واحدة من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا في ذاكرة السوريين، حيث تشير تقديرات محلية ودولية إلى أن مئات الآلاف فقدوا أو اختفوا خلال سنوات الثورة، بسبب الاعتقال أو التهجير أو الأعمال العسكرية.

ويأتي الإعلان عن هاتين الهيئتين في ظل تزايد الضغوط المحلية والدولية بشأن ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم في سوريا، وكشف مصير المفقودين، خصوصًا بعد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي انعقد في فبراير الماضي، والذي أوصى بشكل واضح بـ"تفعيل مسارات العدالة الانتقالية والإنصاف القانوني والاجتماعي".