أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رفع العقوبات عن سوريا الجديدة.. بداية التحرر الاقتصادي

من دمشق - رويترز

بعد سقوط النظام، لم يعد السوريون يواجهون فقط مهمة إعادة الإعمار المادي، بل تحرر شامل من إرث سياسي وأمني واقتصادي ثقيل.

وفي قلب هذا التحول، يقف ملف رفع العقوبات الدولية بوصفه حجر الأساس لانطلاقة اقتصادية حقيقية، تعيد وصل سوريا بالعالم، وتفتح الباب أمام الاستثمارات، وفرص العمل، والنهضة الوطنية المنشودة.

العقوبات سلاح استُهلك
العقوبات التي فُرضت خلال أكثر من عقد كانت تستهدف النظام ورموزه، لكنها انعكست، بحكم الواقع، على مفاصل الحياة اليومية للسوريين.

اليوم، ومع زوال النظام البائد وسقوط أدواته المالية، رفع هذا القيد عن شعب لم يكن جزءاً من منظومة الفساد، بل ضحيتها.

رفع العقوبات لا يعني فقط السماح بالتحويلات أو استيراد السلع، بل يعني تحرير الاقتصاد من الحصار السياسي، والانطلاق نحو بناء علاقات متوازنة مع العالم، قائمة على الشفافية، لا على الرشى والسمسرة.

فرصة لإعادة تعريف الاقتصاد
سوريا الجديدة أمام لحظة نادرة لإعادة تصميم اقتصادها من الصفر:
- بنوك مستقلة تخضع للرقابة لا للمخابرات.
- مؤسسات استثمار تضمن الحقوق وتمنع الاحتكار.
- شركات وطنية تنافس بشفافية، لا واجهات لأمراء الحرب.
- رفع العقوبات هنا لا يُفهم بوصفه "هدية"، بل اعتراف دولي بسقوط النظام، وبدء مرحلة جديدة تحترم المعايير الدولية وتحمي الحقوق.

تحفيز عودة الكفاءات
مع تسهيل الحوالات المالية وفتح قنوات التعاون مع الخارج، يمكن لسوريا الجديدة أن تستعيد أبناءها من المغتربين: مهندسين، أطباء، رجال أعمال، كانوا عاجزين عن العمل في ظل الحصار المزدوج: حصار دولي من الخارج، وفساد أمني من الداخل.

رفع العقوبات سيخلق بيئة تستقطب هذه الطاقات، وتوظفها في خدمة التنمية، لا في تغذية اقتصاد المنفى.

من اقتصاد الحرب إلى اقتصاد العدالة
السوريون لا يريدون تعويضاً عن سنوات الخراب، بل فرصة لبناء دولة حديثة، تقوم على توزيع عادل للثروات، وعدالة اجتماعية، واقتصاد منتج لا ريعي.

وهذا لن يتحقق إلا إذا اقترن رفع العقوبات بخطة وطنية لضبط السوق، ومكافحة الاحتكار، واستعادة الأموال المنهوبة، وإخراج كل الميليشيات من دائرة القرار الاقتصادي.

ختاماً: ليس رفع العقوبات مكافأة.. بل واجب أخلاقي
إذا كانت العقوبات قد فُرضت بحجة حماية المدنيين، فرفعها هو احتراماً لهؤلاء المدنيين أنفسهم، الذين قدموا دماءهم في سبيل الحرية، ويستحقون اليوم اقتصاداً حراً، ووطنًا مفتوحاً على العالم.

سوريا اليوم لا تطلب صدقات، بل تطالب بحقها في الانطلاق نحو المستقبل.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(10)    هل أعجبتك المقالة (9)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي