زيلينسكي: اقتراح بوتين لإجراء محادثات سلام "إشارة إيجابية"

أعرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن سروره لرؤية روسيا تشارك أخيرا في جهود لإنهاء الحرب، لكنه أكد أنه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل بدء محادثات السلام.

ووصف زيلينسكي اقتراح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإجراء محادثات سلام بأنه "إشارة إيجابية".

وقال زيلينسكي إن "العالم بأسره انتظر هذا الأمر منذ زمن طويل. والخطوة الأولى الحقيقية لإنهاء أي حرب هي وقف إطلاق النار".

ووصف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريحات بثها التلفزيون الروسي اليوم الأحد، اقتراح بوتين بأنه "جاد للغاية"، وقال إنه "يؤكد وجود نية حقيقية لإيجاد حل سلمي".

وأضاف بيسكوف أن "أهداف المحادثات واضحة: وهي إزالة الأسباب الجذرية للصراع، وكذلك ضمان مصالح الاتحاد الروسي".

ومن ناحية أخرى، استأنفت روسيا هجماتها المكثفة بالطائرات المسيرة على أوكرانيا، صباح اليوم الأحد، بعد انتهاء فترة الهدنة التي أعلنتها لمدة ثلاثة أيام.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان اليوم الأحد، أن روسيا شنت هجمات على أوكرانيا باستخدام 108 طائرات مسيرة تم إطلاقها من ستة اتجاهات مختلفة.

وقال البيان إنه تم إسقاط 60 طائرة مسيرة، فيما فشلت 41 طائرة مسيرة خداعية أخرى في الوصول إلى أهدافها بسبب الإجراءات الأوكرانية المضادة.

واتهمت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، أوكرانيا بـ"انتهاك" وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو لمدة ثلاثة أيام أكثر من 14 ألف مرة.

كما اتهمت أوكرانيا روسيا بانتهاك الهدنة التي أعلنتها، ووصفها وزير الخارجية الأوكراني بأنها "مهزلة".

ولم توافق أوكرانيا على وقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا من جانب واحد في الفترة من 8 إلى 10 مايو/أيار الجاري واتهمت روسيا بانتهاكه مرارا وتكرارا.

وأكد الرئيس الأوكراني تمسكه بمقترحه لبدء وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوما اعتبارا من غد الإثنين. وقال زيلينسكي: "لا جدوى من استمرار القتل ولو ليوم واحد. نتوقع من روسيا أن تؤكد وقفا لإطلاق النار، كاملا ودائما وموثوقا، اعتبارا من الغد، 12 مايو (أيار)، وأوكرانيا مستعدة لذلك".

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد رفض فعليا هذا العرض في تصريحاته لوسائل الإعلام ليلا، واقترح بدلا من ذلك استئناف المحادثات المباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول يوم الخميس "من دون شروط مسبقة"، مضيفا أن وقف إطلاق النار قد يتم الاتفاق عليه خلال المفاوضات.

من جانبه، تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد مع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الروسي بوتين في مكالمتين هاتفيتين منفصلتين، وأبلغهما بأن تركيا مستعدة لاستضافة محادثات السلام. وقال، وفق بيان صادر عن دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، إن ثمة "نقطة تحول تاريخية" قد تم بلوغها في الجهود الرامية لإنهاء الحرب.

وجاء عرض بوتين المضاد بعد أن هدد قادة أربع دول أوروبية كبرى بزيادة الضغط على موسكو إذا لم تقبل بوقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يوما، وهو العرض الذي قدموه يوم السبت في إظهار قوي للوحدة مع كييف.

واجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، مع زيلينسكي في كييف، وأصدروا دعوة منسقة لوقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يوما بدءا من يوم الإثنين.

وقد حظيت الخطة بدعم كل من الاتحاد الأوروبي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد عدة ساعات من تصريحات بوتين الليلية حول محادثات السلام: "ربما يكون ذلك يوما عظيما لروسيا وأوكرانيا".