أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إسماعيل حيدر.. شاب من مصياف دفع حياته ثمناً لمحاولته تبرئة الثورة من تهمة الطائفية

حيدر

في ذكرى استشهاده الثالثة عشرة، تعود إلى الواجهة سيرة الشاب السوري إسماعيل علي حيدر، ابن مدينة مصياف، الذي قُتل على يد قوات النظام في الثالث من أيار/مايو عام 2012، بعد أن قدّم نموذجاً نادراً لشاب اختار الانحياز إلى الثورة رغم انتمائه إلى بيئة موالية تقليدياً، وحتى رغم وقوف والده، وهو شخصية سياسية بارزة، إلى جانب النظام السابق.

كان إسماعيل، الملقب بـ"أبو كفاح"، من أوائل المشاركين في الحراك السلمي منذ انطلاق الثورة السورية، حيث شارك في مظاهرات حمص وخاصة في أحياء الخالدية وباب السباع، كما ظهر في اعتصام ساحة الساعة التاريخي. وألقى كلمة باسم "أحرار مصياف" في إحدى المظاهرات بحمص إلى جانب الناشط البارز عبد الباسط الساروت.

وفي ظل التصعيد الأمني، تنقل إسماعيل بين عدة مناطق، وشارك في مظاهرات بدمشق وريفها، حاملاً دائماً شعارات تدعو إلى الوحدة الوطنية، رافضاً تصوير الثورة على أنها طائفية أو متطرفة. 

وتعرض لمحاولة اعتقال أمام مبنى مجلس الشعب خلال احتجاج على الدستور الجديد، حين رفع لافتة كتب عليها بخط يده: "الرحمة لشهدائنا والحرية للمعتقلين".

وبحسب ما رواه عمه الناشط عمار الشيخ حيدر لـ"زمان الوصل"، فإن إسماعيل غادر دمشق في صباح الثالث من مايو متجهاً إلى مصياف، مروراً بمدينة حمص حيث سلّم معونات طبية. 

وفي مساء اليوم نفسه، وُجدت جثته ملقاة على طريق قرية سمعاليل، إلى جانب مرافقه "فادي عطاونة". 

ووفق رواية العائلة، فقد بدا واضحاً أنهما أُعدما ميدانياً، حيث أصيب إسماعيل بطلقات نارية في الرأس والصدر، بينما أُصيب مرافقه بطلقة في الفم فجّرت رأسه.

تم نقل جثمان إسماعيل إلى مشفى حمص العسكري، حيث تكفل عمه بتكفينه قبل نقله إلى مصياف ليوارى الثرى، وسط حالة من الصدمة والحزن بين من عرفوه ورافقوا مسيرته النضالية.

وقد ترك إسماعيل خلفه وصية معنوية، وُجدت بين أوراقه، كتب فيها: "كفى بالموت شرفاً أن نهديه أرواحاً طاهرة"، عبارة تلخص إيمانه العميق بالثورة التي لم يُكتب له أن يرى انتصارها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(120)    هل أعجبتك المقالة (12)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي