في 7 تموز 2012، خرج حسام زردة، المولود عام 1985 في مدينة حمص، من مكان عمله في منتجع "الخيرات" السياحي في مرمريتا كمدرب رياضي، في وادي النصارى متوجهاً لشراء بعض الحاجيات. لم يعد. اختفى تماماً، كأن الأرض ابتلعته. منذ ذلك اليوم، لم تسمع والدته "وفاء" خبراً عن مصيره، سوى همسات عن تورط جهات مسلّحة محلية في اختطافه، يتقدمها بشر يازجي قائد ميليشيا "أسود الوادي"، وصقر رستم، أحد أبرز أذرع الأمن العسكري واللجان الشعبية حينها.
الضحية لم يكن شخصاً عادياً في محيطه، فقد عرفه أبناء حمص حارساً بارعاً في صفوف نادي الكرامة لكرة القدم، وناشطاً مجتمعياً يرفض العنف والطائفية. بعد اندلاع الثورة السورية، اختار أن ينأى بنفسه عن السياسة، لكنه دفع ثمن "نيّته الحسنة" حين استُدرج إلى مصير مظلم لم يعرف أحد حتى اليوم نهايته.
تقول عائلته: "كان شاباً محبوباً، لم يكن مسلحاً ولا ينتمي لأي جهة… خاف من الاعتقال فهرب إلى مرمريتا، بحثاً عن الأمان، لكنهم كانوا بانتظاره… بشر وصقر كانوا يعرفون من يدخل ويخرج من البلدة، وكانوا يتعاملون مع الأمن في حمص".
شهادات محلية وشكاوى سابقة وثّقت سلسلة من الاختفاءات القسرية في وادي النصارى خلال الفترة ذاتها، غالبيتها استهدفت شبانا من حمص لجؤوا إلى القرى المسيحية هرباً من الحملة الأمنية الشرسة على أحيائهم. وتبرز ميليشيا "أسود الوادي" كأحد أبرز المسؤولين عن تلك الانتهاكات، بدعم مباشر من فروع الأمن وشخصيات نافذة في النظام السوري.
لكن ملف حسام يظل مفتوحاً، صامتاً، ينتظر من يعيد إليه صوته.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية