بواقع تفشي القهر والخذلان وحتى الشعور بالذل، جراء قصف الاحتلال وما سبقه من ملامح تمزّق داخلي وسفك دم الأخوة على يد الأخوة، ربما لابد من التطرق، إلى ما ليس منه بد.
1- سورية ضعيفة بأدواتها وقواها الخشنة، وأخص القوة العسكرية، والجوية، طيران ومضاد طيران تحديدا، لكنها قوية وقوية جدا بباقي الصنوف، ويعرف العسكر والمهتمون، أن المعارك لا تحسم إلا على على الأرض، لذا، الثقة بمن حرر سوريا بأيام، حقيقة وليست تسكينا..
بالمقابل، تمتلك سورية أدواتا وقوى ناعمة وتزداد، سياسية ودبلوماسية واعلامية، وهي صاحبة التأثير الأدوّم، وإن كانت تحتاج وقتا وجهدا وخبرات.
2- لم ولن ولايمكن للعدو الأزرق، مهما بلغ الاستقواء والدعم والتغطية الأمريكية والضعف والذل العربي، ان يقدم على حماقة عسكرية برية أو يوسع العدوان، وهذا لا يعني عدم تكرار القصف، لامتصاص فورة دروز اسرائيل، والذين لهم حيثية بالجيش" لواء جولاني" وسلاح الطيران. كما ليبقي سوريا الوليدة بحالة تيه وترقّب ويزيد شعور استقواء اطراف داخلية وتحريض أخرى على التمرد وتأخير وحدة سوريا.
3- سبق موقف نبلاء الجبل، صنائع حكمت الهجري وعجائب موفق طريف، وربما كان توقيع الاتفاق امس، السبب المباشر للقصف بمحيط القصر الرئاسي، بعد التظاهر بشمال فلسطين ومحاولة اغتيال الشيخ البلعوس ومقتل رئيس بلدية أشرفية صحنايا وابنه، ممن يعريهم وعمالتهم، التوافق والاتفاق بين الأخوة السوريين.
4- الوضع العام بسوريا حرج وبالسويداء أكثر حرجا وتعقيدا، نظرا لزيادة الاصطفاف و تعاظم ملامح الانقسام العمودي الخطر، حتى ضمن المكوّن نفسه والمدينة ذاتها.. ما يستوجب الهدوء والابتعاد عن اي استفزاز واتخاذ قرار حاسم..
وهنا ولأخوتي شرفاء بني معروف، وما أكثرهم، اتمنى وآمل وارجوكم، عدم الاستفزاز ومواجهة اخوتكم بالجبل، وان بالكلام، لأن التوتر على اشده والفترة حرجة وتختلط فيها المشاعر وردود الأفعال، خاصة بعد وهم الاستقواء بالخارج، وثقوا إخوتي أن هذي الملامح زائلة، ويكفيكم عدم فقدان الوجهة وضياع البوصلة..
هم أهلنا وعلينا واجب الاستيعاب والنصح والتوعية.. ريثما يوقن الواهمون والمغرر بهم، أن درعا هي درع السويداء وادلب حصنها ودمشق مرجعها واللاذقية توأمها.. هذا قدر الانتماء والجغرافيا والعروبة والمصير..
5- أقرأ وأسمع من أولاد جهلة، وعلى كلتا الضفتين، ما يزيد التوتر ويكرس العداوة، بل والتعاطي وكأننا دخلنا طريق اللاعودة وبات القتل والاذلال، موضع تفاخر..
اصحوا يا أولاد، التاريخ يكتب من جديد، ولن تشدوا عضدكم إلا بأخوتكم، ومن يدفعكم للثأرية والضغينة، قبض سلفا ثمن الدم وتمزيق الجغرافيا..
هي فترة ولن تطول، عودوا للتاريخ ومن يحفظ ولمن أرّخ، ليأتيكم صدى كلامي..
6- شاهدت ملامح استقواء على الدولة وتمادي بالشروط والتحدي والاساءة، وهذي كارثة بشقين..
الاول ضعف الدولة يطاول كل من فيها دونما استثناء، والعكس صحيح. ولعلّ من هاجر خلال مقتلة الاسد ورأى كيف ينظر العالم كونك فقط سوري، سيصله بعد كلامي.
الثاني والأخطر أن هذا التمادي والعداوة، سيورثنان بالذاكرة واللاوعي، عداء وضغينة، سيتفجران كل حين ويخلقان صدعا بالتعايش والجغرافيا وحتى تقبّل الآخر..
والمؤلم بالمشاهدات، استمرار المتثاقفين نقل عيدان حقدهم لزيادة رقعة نيران الفرقة والعداء، بين الجبل والسهل بحوران، وبين السويداء وأمها سوريا..
وهؤلاء الحرادين من جميع المكونات والمدن، والرابط بينهم الحقد على الدولة والحزن على الأسد والتطلع للتمزيق.. وبعضهم من مرضى الظهور القذرين المتلونين.
وأما سابعا وبعد جولة المشاهدات والأوجاع أقول: السلطة والتعاطي بمفهوم الدولة، هو المنطلق والمنتهى ، واعادة النظر بكل شيء ، مكسب عام يعود على السلطة وتقبلها واستقرارها اولا.
في حين التذاكي واستمرار الاعتماد على الهواة والتافهين، يزيد المشهد تعقيدا، بل وينقله لجغرافيا أخرى.
بدهي ومعروف وأكدته كل التجارب والأحداث، ان قوة أي سلطة أو دولة، إنما تتأتى من قوتها الداخلية وتماسك مجتمعها، ومن مدى العدالة بتوزيع الثروة والفرص.. وسيادة القانون..
لذا، أكرر إنه لا ضير ولا صغر ولا هزيمة، إن أعاد الرئيس الشرع النظر بكل شيء كل شيء، لأن الثمن ومهما تعاظم، ممكن اليوم وربما يصعب او يستحال غدا..ولن افصل بمؤتمر حوار عام او اجبار الفصائل على الانضواء وحتى تعيين شركاء جهاد الأمس.
وأتمنى لجم وتجريم أولاد الضفادع، الذين قوتهم بفكيهم ليس إلا، وأخص من لبس منهم ثوب الإعلام مقلوبا. فهؤلاء وعلى المدى البعيد، وجراء استفزازهم وولدنتهم وجهلهم، سيكونون أوجع المؤثرين وعوامل الضعف والمماسك والذرائع، للداخل والخارج.
وأنهي بما بدأت، لا تحزن أخي السوري وتشعر بالإحباط أو المهانة، فترة وستمر وإن ببطء وأوجاع.. وهي مؤشر مهم على خشية السفلة من الدولة السورية، بالداخل والخارج.
وأسوق من قبيل لزوم ما لايلزم، ليقيني بكفاءة الخارجية رغم حداثتها وقلة تجاربها.. لابد من العمل، سياسيا ودبلوماسيا على الأحداث والتعديات، على الدولة والشعب والتطلع لبناء سوريا الجديدة.
سواء بشكايات وكتب للمنظمات الدولية، سواء بجولات مكوكية أو اجتماع مع سفراء وتمثيل الدول بدمشق.. وهذا من القوى الناعمة التي تحدث تأثيرا مع التراكم وحسن التسويق، كما قلنا.
أجل، أنا مع الدولة ووحدة جميع أراضيها وحصر السلاح والمحاسبة والمساواة بين الجميع، تحت سيف ومظلة القانون.. وأي ملاحظة أو مطلب أو انتقاد، يؤجّل أمام خطر يطاول أهلي وسوريتي.
عدنان عبد الرزاق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية