في ظهيرة يوم 13 أيار/مايو 2013، اختفى محمد بيهس منصور، الطالب في كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق، دون أن يترك أثراً. وُلد محمد في 7 كانون الثاني/يناير 1993، وترعرع في حي دمر الدمشقي، وكان على مشارف التخرّج حين خطفه مصير غامض، قيل إنه الاعتقال، وانتهى به الأمر في صورة مسرّبة ضمن ملف "قيصر".
لم تعرف العائلة كيف اعتُقل أو لماذا. لم يُوجّه له أي اتهام، ولم يُسمح لأحد برؤيته أو التواصل معه. الرواية الوحيدة التي وردت لاحقاً تشير إلى أنه أودع فرع "215" سيئ الصيت، حيث يتبع جهاز المخابرات العسكرية، والذي وثقت منظمات حقوقية محلية ودولية أنه من أسوأ أماكن الاحتجاز في سوريا من حيث حالات الموت تحت التعذيب.
في 31 أيار/مايو 2013، تبلّغت العائلة – عبر وسيط غير رسمي – بأن محمد توفي في مشفى 601 العسكري في المزة. لم تسلَّم جثته، ولم يُبلّغوا بمكان دفنه، ولم يُقدَّم أي تفسير.
لم تعرف عائلته مصيره الحقيقي إلا بعد سنوات، حين صادفت صورته بين آلاف الصور المسربة من معتقلات النظام، ضمن ملف "قيصر" الذي نشر صور أكثر من 11 ألف معتقل قضوا تحت التعذيب.
وجه شاحب في الظلام
يقول والده لـ"زمان الوصل": "تعرفتُ على ملامحه فوراً... كان وجهي أنا منحدراً في ملامحه. الصورة كانت شاحبة، لكن لا شك لدي أنها ابني. كنتُ أنتظر عودته من الجامعة.. فعاد جثة في صورة مسرّبة من جحيم لا يُرى".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية