أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محاولة اغتيال ليث البلعوس تعيد فتح جريمة اغتيال والده.. نايف أبو طرابة بين الاتهام والتصفية في سجون الأسد

ليث البلعوس

نجا ليث وحيد البلعوس، نجل الزعيم الروحي المعروف في السويداء، من محاولة اغتيال وقعت أمس الخميس في شهبا بريف السويداء من خلال إطلاق النار على سيارته، في مشهد يعيد إلى الأذهان التفجير الدموي الذي أودى بحياة والده الشيخ وحيد البلعوس عام 2015. 

الحادثة الجديدة لم تكن مجرد عمل معزول، بل تُقرأ على نطاق واسع كجزء من سياق أمني وسياسي يهدف إلى تصفية كل من يمثل مشروعاً مستقلاً فلول النظام البائد وأجهزته.

وسبق أن نجا البلعوس من محاولة اغتيال في 2023، حيث أُطلق النار على سيارته في بلدة المزرعة بريف السويداء الغربي، مما أسفر عن إصابته بجروح طفيفة.



اغتيال الشيخ... والرواية الرسمية المتصدعة
بعد اغتيال الشيخ وحيد البلعوس في تفجير مزدوج استهدف موكبه في مدينة السويداء، سارعت سلطات النظام البائد إلى الإعلان عن إلقاء القبض على منفذ العملية، وهو الوافد نايف أبو طرابة، وقدّمته كمنفذ رئيسي للجريمة التي أثارت احتجاجات غير مسبوقة في المحافظة.

لكنّ رواية النظام لم تصمد طويلاً. فقد تسرّبت لاحقاً شهادات من ضباط منشقين ومصادر مطلعة، تؤكد أن نايف أبو طرابة لم يكن سوى واجهة ملفّقة لتغطية تورط أجنحة أمنية رفيعة في تصفية البلعوس، الذي مثّل تحدياً مباشراً لهيبة السلطة، ولنهج عسكرة المجتمع في جبل العرب.



تصفية أبو طرابة... إغلاق الحساب بالجريمة
بحسب مصادر نشرتها "زمان الوصل" سابقا ونقلتها عن ضابط منشق، فإن نايف أبو طرابة قُتل تحت التعذيب في سجن الأمن العسكري بدمشق بعد فترة من إعلان القبض عليه. لم يُقدَّم للمحاكمة، ولم يُسمح لأهله برؤيته أو توكيل محامٍ له. وحتى جثته، لم تُسلَّم، في مشهد يذكّر بأساليب تصفية الملفات الأمنية المحرجة داخل أقبية المخابرات.

الهدف من تصفية أبو طرابة لم يكن تحقيق العدالة، بل طمس الحقيقة ومنع كشف الجهة الحقيقية التي خططت ونفّذت اغتيال الشيخ، والذي كان في ذروة صدامه مع أجهزة الدولة الأمنية، ورافضاً لتغلغل النفوذ الإيراني في الجبل، ومعارضاً لممارسات "الدفاع الوطني" وفساد قياداته.



محاولة اغتيال ليث... استكمال لمسار التصفيات
اليوم، وبعد قرابة عقد من الجريمة الأولى، تطال يد الغدر ليث البلعوس، الشاب الذي حمل إرث والده وخطابه، وبقي شوكة في خاصرة من أرادوا إخضاع السويداء بالكامل لمنطق السلاح الميليشياوي. ورغم نجاته، فإن الرسالة كانت واضحة: مشروع "الكرامة" لا يزال مستهدفاً، واليد الخفية التي غيّبت وحيد، لا تزال فاعلة رغم سقوط الأسد.. 



"مشايخ الكرامة": استمرار رغم الاستهداف
منذ اغتيال مؤسسها، تعرضت حركة "مشايخ الكرامة" لحملات ممنهجة من الاختراق، التشويه، والاغتيالات. ومع ذلك، بقيت حاضرة في وجدان أبناء السويداء، كرمز للممانعة المدنية ورفض عسكرة المجتمع، والدفاع عن كرامة الإنسان. 

إن محاولة اغتيال ليث البلعوس اليوم، ليست مجرد حادث أمني، بل تذكير بأن مشروع الكرامة لا يزال مستهدفاً، وأن العدالة المؤجلة في جريمة اغتيال والده لن تُنسى، مهما طال الزمن...

زمان الوصل
(12)    هل أعجبتك المقالة (6)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي