أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حافيًا أمام أطفاله.. الحكاية الموجعة لمعين شكري أوغلان

أوغلان

في صباح قاتم من عام 2013، اقتحم عناصر ميليشيا "الدفاع الوطني" منزل المواطن معين شكري أوغلان، الواقع في حي الأزهري بدمشق، دون مذكرة توقيف، دون أدلة، ودون أدنى مراعاة لإنسانيته أو لحرمة منزله. 

أُخذ حافي القدمين، أمام أعين أطفاله الستة، وسط صرخات زوجته، ودموع طفله الصغير، الذي لم يكن يملك سوى نظرة حارقة تلاحق والده إلى حيث المجهول.

لم تكن التهمة سوى "تمويل الشباب في الجيش الحر"، وهي تهمة باتت آنذاك مبررًا جاهزًا للاعتقال والإخفاء والتصفية. أما الجرح الأعمق، فكان أن ابنه البكر، ذو السبعة عشر ربيعًا، كان قد قُتل قبلها بطيران النظام السوري في منطقة جورين، بعد أن انضم إلى صفوف المقاتلين الذين رأوا في الثورة طريقًا للكرامة والحرية.

في مفارقة مأساوية، كانت "تهمة" معين أوغلان هي ابنه؛ تهمة لا تُغتفر في نظر نظامٍ لم يحتمل حتى الفكرة. ومنذ تلك اللحظة، انقطعت أخباره. لا زيارة، لا اتصال، لا محاكمة، لا قبر.

ظلّت عائلته لسنوات تتشبث بالأمل، تنتقل بين الأفرع الأمنية، تدفع الرشاوى، وتنتظر خبرًا. لكن الصمت كان أبلغ. وفي عام 2023، تسرّبت معلومة إلى العائلة تفيد بأن معين توفي تحت التعذيب في سجون النظام في عام 2017.

الآن، وبعد مرور أكثر من عقد على اختفائه، تبقى ذكراه حية في قلوب أبنائه، ويظل ملفه شاهدًا جديدًا على بشاعة الإخفاء القسري، وجريمة لا تسقط بالتقادم.

"زمان الوصل" تدعو كل من يعرف شيئًا عن مصير معين أوغلان أو ظروف اعتقاله أو سجنه أو وفاته إلى التواصل، من أجل توثيق الحقيقة، وتحقيق العدالة التي طال انتظارها.

زمان الوصل
(6)    هل أعجبتك المقالة (6)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي