بدأ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاربعاء زيارة رسمية الى لبنان يتوقع ان تعطي دفعاً قوياً لحليفه حزب الله، في وقت يتخوف سياسيون من فريق الاكثرية النيابية المناهض للحزب الشيعي من استخدامها من اجل "تغليب فريق على فريق آخر" في الداخل.
وتوجه الرئيس الايراني واعضاء الوفد المرافق بعد خروجهم من المطار الى القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت حيث بدأت المحادثات مع الجانب اللبناني وعلى رأسه ميشال سليمان.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية "ارنا" عن احمدي نجاد قوله لدى وصوله الى مطار بيروت متوجها الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كان في استقباله، "انا فخور بوجودي في لبنان اليوم"، مضيفاً "انه يوم جديد بالنسبة الينا".
وتابع ان "اعداء لبنان وايران سيصيبهم الذعر عندما يرون دولتي ايران ولبنان تقفان الواحدة الى جانب الاخرى".
ورد بري من جهته، بحسب ما نقلت عنه الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية الرسمية، "فخامة الرئيس انت مالئ الدنيا وشاغل الناس في لبنان منذ ان اعلن عن هذه الزيارة"، مضيفاً "كل لبنان وخصوصاً الجنوب متعطش لرؤيتكم".
وتأتي الزيارة في اجواء ضاغطة بين طهران من جهة واسرائيل والغرب من جهة ثانية على خلفية برنامج ايران النووي، وقد انتقدت كل من اسرائيل وواشنطن الزيارة.
وشق موكب الرئيس الايراني طريقه ببطء شديد لدى خروجه من المطار متوجها الى المقر الرئاسي، وسط عشرات الوف الاشخاص الذين احتشدوا على جانبي الطريق وسط تدابير امنية مشددة واطلقوا هتافات مرحبة.
وحمل المحتشدون اعلاماً ايرانية ولبنانية وصوراً للرئيس الايراني، وكانوا ينثرون الارز والورد على الرئيس الذي خرج من سقف السيارة المكشوفة ليحيي الناس باسما.
وعلقت على الطريق الرئيسية المؤدية الى المطار وطرق الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، صور للرئيس الايراني بالاضافة الى صور مؤسس الجمهورية الاسلامية روح الله الخميني ومرشد الجمهورية علي خامنئي، مع عبارات "شكراً" و"اهلاً وسهلاً".
وفي المقر الرئاسي، اقيم استقبال رسمي لاحمدي نجاد حيث اطلقت 21 طلقة مدفعية احتفاء به، ووقف الرئيسان اللبناني والايراني على منصة خلال عزف نشيدي البلدين.
وقد عقد الرئيسان اللبناني والايراني مؤتمراً صحافياً مشتركاً في قصر بعبدا، ظهر الأربعاء بعد ساعات من وصول أحمدي نجاد إلى بيروت، في زيارة تستمر ليومين، ويزور خلالها الجنوب.
وفي كلمته، تحدث أحمدي نجاد عن الروابط القوية التي تجمع ايران بلبنان، وأكد دعم الشعب اللبناني بأسره، داعياً اللبنانيين إلى الوحدة والتضامن. واعتبر أن "منطقتنا ليست بحاجة لأي تدخّل قوى خارجية"، معرباً عن معارضته "لكلّ الخروقات التي يقوم بها الكيان الصهيوني". كما أكد على ضرورة تحرير كامل الاراضي الفلسطينية.
من جهته، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن الترحيب الشعبي الذي لاقاه نجاد عند خروجه من مطار بيروت، "هو تعبير صادق عن مشاعر الحكومة أيضاً". وقال "ليس بغريب على ايران ان تدعم لبنان في مجالات الطاقة وهذا ما سنوقّعه في الإتفاقيات"، لافتاً إلى أن المناقشات بحثت سبل استيراد الكهرباء والغاز والمشتقات النفطية من ايران.
كما أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في كلمة متلفزة الأربعاء 13-10-2010 بحضور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الضاحية الجنوبية في بيروت،
وقال نصر الله موجهاً كلمته إلى أحمدي نجاد: "نرحب بكم صديقاً عزيزاً وداعماً للمقاومة"، مضيفاً "نرى فيك الخميني".
وذكر أن هناك من يروّجون لمشروع إيراني في المنطقة، ويريدون تخويف العرب والمسلمين من إيران، مستدركاً أن "المشروع الإيراني هو المشروع الفلسطيني، وأن ما تريده إيران لفلسطين هو ما يريده الفلسطينيون وهو إقامة دولة فلسطينية".
وأوضح أن أسباب الحملة الدولية على الرئيس الإيراني تكمن في أنه "ينطق بالحق عندما يقول إن إسرائيل يجب أن تزول"، ونفى أن تكون إيران قد أصدرت أوامر إلى أي قوى في لبنان.
وأعلن أن "إيران تجدد اللاءات العربية التي أطلقها العرب في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ونسيها البعض". وقال "نفخر بالإيمان بمبدأ ولاية الفقيه في إيران".
وعدّد نصر الله مواقف للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي التي عمل فيها على درء الفتنة بين السنة والشيعة. وقال إن الشخص الذي هاجم أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) في لندن لا ينتمي للشيعة.
على الصعيد الداخلي في إيران ، اعتقلت السلطات الأمنية مهدي خزعلي وهو من أشد المنتقدين للرئيس محمود احمدي نجاد من داخل التيار المحافظ.
ويزعم مهدي خزعلي ان لديه وثائق تؤكد أن احمدي نجاد يهودي ومن أسرة يهودية معروفة وقام بنشرها بموقعه على الإنترنت في السابق.
و يقول مهدي خزعلي نجل آية الله خزعلي المعروف بدعمه أحمدي نجاد، إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اكتسب اسم أسرته الحالي، بعدما غيّر اسم "أسرته اليهودية" في شهادة الجنسية، مؤكدا أن هذا التغيير مسجل في الشهادة نفسها.
ومضى مهدي خزعلي قائلا إن الرئيس الإيراني المحافظ "جذروه يهودية" وينتمي إلى من وصفهم بـ"حلقة المال والقوة والمرواغة" في إشارة منه إلى اليهود.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية