أسبوعان فقط يفصلانا عن بدء دوري المحترفين الذي يبشر هذا العام باستحقاقه ألقاب الماراتوني والأطول والأكثر تأخراً ولعلنا منذ الآن سنستبشر خيراً إن توقعنا انتهاء الدوري قبل شهر تموز من العام القادم.
لقد راهن اتحاد الكرة أثناء تأجيله للدوري على عدة عوامل تتطلب توفير الراحة لفرق سورية لديها استحقاقات خارجية وهي:
-مشاركة الكرامة والاتحاد بكأس الاتحاد الآسيوي.
-مشاركة المنتخب الأول ببطولة غرب آسيا للرجال.
-مشاركة منتخبنا الشاب بالبطولة الآسيوية لتحت ال19 عام.
-البطولة العسكرية ومشاركة نادي الجيش.
إضافة لذلك أن بداية دورينا في 2910 تعني أننا سنلعب شهر واحد فقط قبل أن تتاح فترة استعدادات للمنتخب في شهر كانون الأول المليء بالوديات قبل أن نشارك في أمم آسيا في الشهر الأول ، مما يعني غالباً أننا في شهر شباط سنلعب مرحلة الذهاب من الدوري.
بالتأكيد عذر سيء أن تكون مشاركة ناديين من أصل 14 خارجياً كافية لأن تؤجل دوري بكامله ففي معظم بلدان العالم هناك أندية تشارك في بطولات قارية ولم نسمع بحياتنا عن دولة مهما كانت مغمورة أجلت دوريها من أجل ناديين والأجمل هو عندما نكتشف أن الكرامة ودع بعد أسبوع فقط من بدء مشاركته بعد أن خسر أمام موانغ تونغ التايلندي الذي كان بكامل جاهزيته البدنية نظراً إلى أنه قد لعب 30 مباراة دوري قبل مواجهته الكرامة ، في حين كانت المباراة القارية هي افتتاح موسم الكرامة.
منتخبنا في غرب آسيا كان حكاية أكثر سوءاً وفضائحاً من الحالة الأولى...فلقد غادر منتخبنا إلى عمان وبقي في البطولة لمدة 48 ساعة خسر فيها من الكويت وتعادل مع الأردن ، حتى أن بعض اللاعبين قضوا بالبطولة ساعات قليلة فقط فكلنا بات يعرف قصة لاعبي الاتحاد الذين عادوا من تايلاند والتحقوا بالمنتخب قبل مباراة الكويت بساعات قليلة وشاركوا باللقاء.
أما منتخبنا الشاب وحتى إن أراد اتحاد الكرة إيقاف دوري الكبار من أجل منتخب تحت 19 سنة إلا أنه لابد أن يتذكر طويلاً أن منتخبنا قد خرج من الدور الأول نظراً إلى فقر واضح في التحضير بدا واضحاً في مستوى المنتخب المفاجئ ، فيكفي بأن نقول أن المنتخب السعودي الذي أتى إلينا من دولة تعمل باحترافية عالية وتسير دوريها منذ شهرين كان قد وصل إلى الصين قبل البطولة بعشرة أيام في حين أننا وصلنا إليها قبل ثلاثة أيام فقط ، أما عن الحالات التكتيكية وعدم الانسجام فهذا موضوع آخر بدا كارثياً وواضحاً أمام كل من تابع المنتخب الذي ورغم إمكانيات لاعبيه أصحاب الأسماء المعروفة إلا أنه لم يسجل أكثر من هدف في ثلاث مباريات وفشل بإنهاء جملة واحدة فقط في المرمى ، وبعدها يخرج مدرب المنتخب ليقول أن الفريق كان بحاجة للمزيد من التحضير نظراً إلى أنه لم يلعب سوى 6 مباريات في حين أن لاعبي المنتخب السعودي الملتزمين مع أنديتهم خاضوا حوالي 30 لقاء ودي كمنتخب أثناء تحضيرهم للبطولة من أهمها مشاركتهم بالعديد من البطولات الودية التي لم يكن يسمع بها منتخبنا.
أما مشاركة الجيش أو منتخب سوريا العسكري في البطولة العربية العسكرية بدمشق فهو كلام آخر ، ومن صعوبة البطولة فقد عانى الجيش كثيراً في لقائه الأول وفاز بصعوبة بالغة على الموريتاني بعد أن دك شباكه بأربعة عشر هدفاً ولو أني لا أذكر أني سمعت بالفترة القريبة برقم كهذا في مباراة أطلق عليها صفة الرسمية والمهمة لكن هذه الرسمية أظهرت ضعف وتواضع مستوى هذه البطولة التي نحن بانتظار أن يدك فيها نادي الجيش مرمى خصومه بعشرات الأهداف حتى نبدأ دوري المحترفين ، علاوة على أن هذه البطولة تشارك فيها بأحسن الأحوال أندية الجيش في البلدان العربية الأخرى ، وفي معظم البلدان العربية نادي الجيش يتواجد في الدرجة الثانية ومن تواجد بالأولى فهو غير قادر على التفرغ لهذه البطولة إضافة إلى مشاركته دون محترفيه الأجانب.
إضافة أنه ومن الغرابة أننا لا نسمع بهذه البطولة إلا عندما نستضيفها أو عندما لا يشارك منتخبنا في بطولة كدورة الألعاب الآسيوية في الصين ويشارك بهذه البطولة حتى أن القنوات الرياضية العربية بالكاد تذكرها في أخبارها.
هكذا وبحصيلة عمل اتحاد الكرة بتأجيل الدوري نحصل على نتائج ممتازة وهي خروج الكرامة من ربع نهائي كأس الاتحاد الآسيوي و وخروج منتخبنا للمرة الأولى من الدور الأول لبطولة غرب آسيا وأداء مخجل وخروج غير مقنع لمنتخبنا الشاب من الدور الأول للبطولة الآسيوية ومشاركة الجيش في بطولة لن يجد فيها من يقارعه أصلاً ، ووحده فريق واحد ترفع له القبعة بجدارة بكل هذه المصائب هو نادي الاتحاد الذي أثبت علو كعبه آسيوياً مرة أخرى فتفوق على كاظمة الكويتي ووصل نصف النهائي وضرب موعداً مع موانغ تونغ ستغني معه كل جماهير سوريا لأنه من حقنا كلنا أن نرى لقب كأس الاتحاد الآسيوي يعود إلى أرض وطننا من بوابة الأهلي الذي من حقه الطبيعي أن يرى الجمهور السوري يزحف نحو ملعب حلب الثلاثاء في التاسع عشر من هذا الشهر ، لكن وإن أتينا للإنصاف فالاتحاد نجح لأنه يملك أشخاصاً يعرفون كيف يعزلون فريقهم عن المشاكل الخارجية ولعل هذه هي الصفة التي بات يشتهر بها المدرب الروماني تيتا إضافة إلى تكاتف الإدارة بقيادة محمد عفش الذي قدم حتى الآن كل ما يملك لناديه على أمل تحقيق البطولة الآسيوية ولا عزاء لدورينا المؤجل.
كل رهانات اتحاد الكرة على تأجيل الدوري فشلت....
هاني سكر - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية