أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مصطفى عبد الله .. الطائر المحلق بأجنحة الشوق ... محمد عبده العباسى


حين تقابله تجده كأنك تعرفه منذ زمن ويعرفك من أول وهلة إنساناً حنوناً ودوداً متدفق المشاعر فى حميمية صادقة وأريحية تنبئ مسبقاً بمصريته ، ناهيك عن إبتسامته إلى جانب المودة الطيبة فهو دمث الأخلاق هادئ الطبع ، وهو رغم نحافته تشعر بأنك أمام عملاق تواجد بقامته المديدة ليسبغ عليك الكثير القوة لمواجهة دروب الحياة ، تجده فى العديد من المحافل يحمل على كتفه حقيبته وتراه هادئاً يخطو بثقة ومهل وهو يستعد للحاق بمناسبة قبل ان تبدأ فيرصدها بقدرة فائقة وحماس متقد زائد ، ثم يحنو عليك بقبلة ملؤها الدفء ، لتطيح أسئلته المتتابعة بعدها كمن يستجوبك ليعرف ما غمض عليه ..
رأسه بفضل ماتحمله من ثقافة ووعى وإدراك بكل مايدور فى دهاليز الحياة الثقافية المصرية والعربية سواء بسواء تبدو ضخمة ، يعرف من يحادثه بمهارة مهما فرقت بينهما الأيام أو باعدت المسافات ، ويرد بشكل مدهش الكثير من الأسئلة بكلمات تحمل معانٍ إنسانية عالية ، تجده يحررباباً شهرياً بعنوان " مدارات " فى مجلة دبى الثقافية يثير من خلاله الكثير من القضايا الثقافية والأدبية ويلقى الضوء بإفاضة محببة على مبدع عربى على امتداد خارطة الوطن العربى بأسره ، وفى مقابل إخلاصه منحته المجلة درعها فى أكتوبر 2009م مع الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى ، والشاعر الجميل أدونيس ، كما منحته للدكتورسليمان العسكرى رئيس تحرير مجلة العربى الكويتية ، وللشاعر السكندرى أحمد فضل شبلول، والفنان والشاعر خالد الصاوى فى الحفل الذى أقيم هناك فى الدورة السادسة لتوزيع جوائز الفائزين .
وعلى صفحات مجلة العربى الكويتية يكتب لنا مصطفى عبد الله عن مجريات الأمور فى الحياة الثقافية بمصر ملقياً الضوء على الأنشطة الهامة التى تدور فى المحروسة ، كما أننا نجده يكتب فى الأعداد الأخيرة من مجلة الثقافة العربية التى تمثل رافداُ هاماً ومنارة تسطع بنورها على حياتنا الثقافية فى مصر بعد أن أصبحت بين يدى شباب مثقف مقبل على الحياة بعد رحيل المبدع سامى خشبة ـ رحمه الله ـ وتولى طارق الطاهر رئاسة تحريرها ثم تلاها عمرو رضا ، فإننا نجد مصطفى عبدالله يطل من نافذتها على ساحة الثقافة والأدب بتغطية مثالية تنم عن خبرة صاحبها وقدراته الخاصة ورؤيته لمسيرة الحياة الثقافية فى مصر ..
لم يقف الأمر بمصطفى عبد الله عند هذا الحد فهو كثيراً مايفرد ذراعيه مثل طائر ليحط فى أى من البلدان العربية أوالأجنبية فهو كالنحلة التى لا تكل ولا تمل ـ منحه الله الصحة ـ لترتشف لنا من رحيق هذه البلاد كل ماتحتاجه النفس من عطاء يزودها بطاقة لا محدودة من عمق الرؤية وحسن المشاهدة وجمال الصورة ليصبه فى قالب من عبق معطرعلى صفحات مجلة إبداع التى يترأس تحريرها شاعرنا الجميل أحمد عبد المعطى حجازى ..
فكما أننا نجده رحالة يتنقل بين البلاد ، فإن قلمه الذى يسيل بالعطاء يسطر الموضوعات ويطرح الكثير من القضايا فى الحقل الثقافى ويدق الأبواب المغلقة وينشر الرؤى ، ففى بدايات حياته الصخفية كتب فى مجلة آخر ساعة التى أسسها أمير الصحافة محمد التابعى فى العام 1934م وآلت بعدذلك لمصطفى وعلى أمين ، كما كتب فى مجلة الكاتب ، ومجلة الجديد التى كان يترأس تحريرها الدكتور رشاد رشدى ومجلة الأزمنة ومجلات الفيصل والحرس الوطنى واليمامة فى السعودية ، والشمس الثقافى ومجلتى المجلة وسيدتى اللتان تصدران فى لندن وكذا جريدة الشرق الأوسط وكتب مصطفى عبدالله فى مجلة الإذاعة والتليفزيون المصرية ومجلة أواصر ، كما كتب فى مجلة السينما والمسرح وشباب بلادى .
وعلى الرغم من هذا العطاء الصحفى والأدبى الثرى والذى قدمه فى الحقل الثقافى المصرى والعربى فإننا نجد مصطفى عبد الله يؤكد أن هذا كله صرفه عن التحليق فى عالم الإبداع وأبعده عن تزويد المكتبة العربية بكتاباته خاصة بعد ظل قرابة العشرين عاماً بعد أن أصدر كتابه " أسطورة أوديب فى المسرح العالمى " الذى نشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب فى العام 1982م ، فأصدر فى العام 2002م كتابه " ضد الهيمنة " ضمن إصدارات مكتبة الأسرة عام فى عهد الدكتور سمير سرحان وفى العام 2003م أصدر كتابه " ضد التيار " ..
ولأن مصطفى عبد الله من هذه الفئة التى تتمتع بذائقة أدبية وصحفية عالية اكتسبها فى خلال رحلته العملية فقد أصدر كتابه " الحروف المتمردة " عن دار أطلس للنشر عام 2005م متضمناً الحملة التى أدت للمشاركة المشرفة للدول العربية كضيف شرف فى معرض الكتاب الأول على مستوى العالم فى معرض فرانكفورت بألمانيا عام 2004م والتى ساندتها جامعة الدول العربية فى تلك الحملة .
وفى العام 2005 صدر لمصطفى عبد الله كتاب " جهاد فى الفن" عن المجلس الأعلى للثقافة ، والذى أبحر فيه بسفائنه مع شيخ القصة القصيرة يحيى حقى بمناسبة الذكرى المئوية لرحيل صاحب القنديل ، والتى تعكف حالياً المستعربة الإسبانية " كارمن رويث " على ترجمة هذا السفر للغة بلادها وسيصدر بإذن الله عن دار " كانت ارابيا" الشهيرة بمدريد .
ومصطفى عبد الله من مواليد القاهرة يوم الثامن والعشرين من يونيو عام 1954م ، وتخرج فى قسم الأدب المسرحى والنقد بالمعهد العالى للفنون المسرحية عام 1976م بتقدير جيد جداً ..
التحق فور تخرجه بمؤسسة أخبار اليوم بعد أن رشحه أستاذه رشدى صالح للعمل فى مجلة آخر ساعة ثم جريدة الأخبار التى عمل محرراً بصفحتها الأدبية زمن موسى صبرى ، ومع تولى جلال دويدار رئاسة تحرير الأخبار أسند له مسئولية الإشراف على الصفحة الأدبية التى حملت فى البداية عنوان أخبار الأدب كل يوم أربعاء ثم أصبحت جريدة ترأس تحريرها مع أوائل التسعينييات من القرن الماضى الروائى الكبير جمال الغيطانى ثم حملت الصفحة اسم أدب وثقافة ثم ضارت ضمن ملحق حمل اسم ثقافة وفنون .
وظل مصطفى عبد الله يقوم بدوره فى حياتنا الثقافية حتى يونيو من هذا العام ـ 2010م ـ واكتفى بكتابة يوميات الأخبار فى عدد الجمعة بدأها بمقال عنوانه " مهنة مهددة بالزوال !! ".
حظى مصطفى عبد الله بكثير من التكريم من الهيئات والمؤسسات الكبيرة ، فكرمه السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية ، وكذلك كرمه السفير الألمانى بالقاهرة مارتن كوبلر بمناسبة حلول ألمانيا ضيفاً على معرض القاهرة للكتاب عام 2005م .
وشارك عبد الله فى العديد من المؤتمرات المحلية والدولية فى مصر والدول العربية والأجنبية ، وأسهم بدور كبير فى مد جسور الثقافة والمعرفة وبعدها تأسس أول مركز كورى يهتم باثقافة العربية والإسلامية .
أسهم فى تأسيس أول مركز فى كوريا الجنوبية يهتم بالثقافة العربية والإسلامية فى مدينة إنتشون ، وتم توقيع أول بروتوكول فى العاصمة سيؤل للتعاون بين المركز القومى للترجمة فى مصر ممثلاً فى الدكتور جابر عصفور وبين المستعرب الدكتور هان دوك كيو رئيس جمعية كويا والشرق الأوسط فى كوريا الجنوبية.
وتم تكريمه فى مؤتمرات ومهرجانات عربية فى المغرب وتونس والسعودية ، كما كرمه مؤتمر أدباء مصر كأفضل إعلامى ومنحته الأكاديمية الدولية لعلوم الإبداع شهادة تقدير نظراً لما قدمه من مساهمات فى مؤتمرها الذى حمل عنوان الفضائيات العربية ومتغيرات العصر عام 2004م

وظل مصطفى عبد الله يقوم بدوره فى الإسهام فى الحركة الثقافية والأدبية بعضويته فى هيئة معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين بالكويت منذ العام 1989م .
وفى العام 2008 م تم تعيينه مستشارً إعلامياً للدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة .
وهوعضو العديد من اللجان المتخصصة على المستوى القومى مثل لجنة الآداب والدراسات اللغوية بمكتبة الإسكندرية ، ولجان الدراسات الأدبية والكتاب والنشر والكتاب الأول ، ولجان فحص الإنتاج المقدم لنيل جوائز الدولة التشجيعية بالمجلس الأعلى للثقافة.




ـــــــــــــــ
بورسعيد
مصر

(99)    هل أعجبتك المقالة (87)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي