أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دورة الأدهار .. حكمت نايف خولي

وتغوصُ نفسي في ظلالِ الكونِ في وهمِ الوجودْ
فتجوزُ في أسفارها الأدهارَ
تعبرُ في محيطاتِ الضبابْ
حيث الحقيقةُ والخيالُ وكلُّ ألوانِ المبادىء والفكرْ
حتى الخرافةُ والأساطيرالمزركشة الصورْ
من كل معتقداتِ أصنافِ البشرْ
الكلُّ يغمره التَّشوُّشُ والضياعْ
وتلفُّه الأسرارُ تحجبُه البراقعُ والستُرْ
ينأى ويطويه السرابْ
ويغور في طياتِ أمواجِ الفناء ْ
في مبهمات ِ الغيبِ يرسوفي خِضمِّ اللاوجودْ
ويفيقُ ، بعد سباتِ أزمنة السكونْ
من غفوةِ الآبادِ يصحو كي يعوَدَ إلى الوجودْ
عدمٌ يؤوبُ إلى التكونِ والتكثفِ والوجودْ
فتلوحُ ، تظهرُ، في هيولاه الشفيفةِ ،
يقظةُ الأمواجِ تسري في شرايين العدمْ
وتجسداتُ الكونِ تمضي في تواجدها
وتنحو في مسالكها تعودْ
وتعودُ ألوانُ الحياةِ إلى التشكلِ والتفتحِ والصعودْ
فتشعُّ، تنسابُ الحرارةُ في عروقِ الكونِ في الزمنِ الجديدْ
ويموجُ فيه الدفءُ بعد صقيعِ أحقابِ الجمودْ
وتعودُ في جريانها الأدهارُ في مدٍّ وجزْرٍ وارتقاءْ
تجتازُ في سيلانِها عتباتِ كلِّ المدركاتِ وكلِّ أشكالِ البقاءْ
حيث الزمانُ يذوبُ
في دوامةِ الآبادِ في الأزلِ العتيقْ
حيث التشوُّشُ والعماءْ
فهناك في الأزلِ العتيقْ
قبل انبلاجِ النورِ من رحمْ الفناءْ
الكلُّ كان هناك في عُبِّ السكونْ
والكلُّ يكمنُ في سباتٍ خامدٍ رهن انتظارْ
متأهِباً ليسيرَ في مجرى المشيئةِ والقرارْ

(95)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي