أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قراءة في وضع منتخبنا الشاب آسيوياً

أنهى منتخبنا الوطني لقاءه الثاني في البطولة الآسيوية بخسارة من المستضيف الصين في مباراة تفوق فيها لاعبونا بالمهارات الفردية وخسرها منتخبنا بفارق الانضباط والتمركز والتكتيك الواضح لمصلحة التنين الصيني.
فعلى الرغم من تقديم منتخبنا لوجبة كروية جيدة إلا أن شباننا تعاملوا مع المباراة بطريقة تشبه مباريات المدارس التي تحضر فيها المهارات ويغيب التنظيم والتكتيك عن الفريق حتى لو أني أعلم بأن الحالة التكتيكية ليست بهذا السوء لكنها أمام تنظيم أصحاب الأرض هكذا بدت.
تعلم منتخبنا الشاب منذ الآن أمراضنا التكتيكية فها هي ال(3-5-2) تحضر لتكون خطة فرق قواعدنا بدل أن نعلم أجيالنا الجديدة الطرق والخطط الحديثة لكي نجد من خلالهم التغيير المطلوب في أنديتنا ومنتخبنا.
اضطر بعض لاعبي منتخبنا لاستعمال الكثير من المهارة لخلق الفرص الخطيرة فشاهدنا في هجمات كثيرة لاعب منتخبنا يتجاوز لاعب ويراوغ آخر قبل أن يمرر تمريرة تائهة لغياب لاعبين متمركزين بشكل سليم أو يسدد كرة من بعيد تشكل خطورة على المرمى الصيني أو تذهب أدراج الرياح.
طوال الوقت كنا نشعر وكأن اللمسة الأخيرة لن تحضر لأن التحضير للهجوم بالأصل لم يكن بشكل مميز ولم يكن هناك كرات ذهبية تصل بانتظار مهاجم من الصنف الجيد لاستثمارها لهذا لاحظنا عودة المهاجمين في الكثير من الأوقات للاستلام والتحضير في الخلف تاركين المواقع الأمامية شاغرة للدفاع الصيني.
في حين كنا نشاهد نجاح الصيني حتى لو بهجمات أقل من خلق خطورة كبيرة على مرمى منتخبنا لأنه كان يلعب وكأن كل شيء مدرب ومحضر من قبل وكأن الصينيين يلعبون هذه المباراة نفسها للمرة الثانية فيعلم كل منهم كيف يقف ويتحرك زميله مما يترجم فكر تكتيكي مميز لجيل الصين الشاب وهذا ما مكن الصينيين بالنهاية من التفوق على منتخبنا باللقاء.
في اللقاء الأول ظهر منتخبنا بصورة جيدة بالأداء ممتازة بالنتيجة بعد أن حقق فوزاً مهماً على التايلندي بهدف وحيد سجله الشاب المتألق صاحب الفكر المميز رضوان قلعجي الذي وإن نجح بأخذ حقه بدورينا فأظن أنه وبرفقة العديد من لاعبي المنتخب سينجحون بتغيير واقع العديد من الأندية السورية.
في المباراة الأولى اضطر منتخبنا لخوض أوقات كثيرة من اللقاء باللعب على إيقاع التايلنديين بالأخص بعد أن حرمنا من جهود قائد الفريق محمود غباش الذي طرد قبل نهاية النصف ساعة الأولى من اللقاء في حالة مشكوك بها تحكيمياً ولم تكن واضحة بالإعادة نظراً لضعف التصوير الموجود والذي لم يساعد برؤية اللقطة بصحتها لكن بالتأكيد كان من المفترض ألا يقوم قائد منتخبنا الشاب بمثل هذه العراكات مع حارس الخصم خاصة كون قائد فريق شباب لابد أن يتحلى بالهدوء للحفاظ على ضبط المجموعة.
حالة استغراب كبيرة أصابت الكثيرين بسبب عدم إشراك نصوح نكدلي كلاعب أساسي وإشراكه في الدقائق الأخيرة للقاء بالأخص كون النكدلي قد فرض إيقاعاً جديداً بعد نزوله وخفف من الزحف والضغط التايلاندي باتجاه مناطق دفاع منتخبنا ، وبالنهاية استحق منتخبنا النقاط الثلاث بالتأكيد لأنه تحامل على ظروفه وتمكن من الحفاظ على شباكه ونظم نفسه وسجل هدف اللقاء الوحيد من لقطة ذكية ومن كرة ثابتة تحسب للقلعجي.
إن أتينا إلى مجمل الحديث عن المنتخب فلا يمكننا إغفال الارتباك الحاصل بسبب وجود أكثر من مدرب للمنتخب وبالتالي أكثر من قرار نظراً إلى أن الكل كان يعرف أن كيفورك مرديكيان هو الاختصاصي عادة بلقب المدرب إلا أن محمود فيوض كان قد أعلن خلال لقاء صحفي منذ فترة قصيرة أنه هو مدرب المنتخب وليس مارديكيان وخلال مباراتي الصين وتايلاند لاحظنا تبادل مارديكيان والفيوض المواقع على الخط الجانبي للملعب.
كان لابد أن نتفادى هذه المظاهر أمام منتخب لاعبوه لا يتجاوزون بالعمر ال19 عام وكان لابد أن يروا صورة محترمة وواضحة عن قائدهم ومساعده وألا يروا اختلافاً بينهما.
فقد لاحظنا حالة مشابهة بأرض الملعب في لقاء الصين عندما حصل القلعجي على خطأ في الدقائق الأخيرة فرفض لعب الكرة بسرعة وطلب تثبيتها ليرسل كرة مميزة إلى داخل الجزاء الصيني إلا أن قائد الفريق أديب عيسى أزاحه بطريقة بدت غير ودية عن الكرة واستبد بتنفيذها ليرمي بها طويلة وبعيدة عن الجميع ويمنع القلعجي من فكرة خلق شيء جديد بالكرات الثابتة.
في لقاء الصين شاهدنا حارساً كبيراً ومميزاً ويوحي بمستقبل عظيم اسمه إبراهيم عالمة الذي أنقذ منتخبنا من العديد من الكرات المحققة وأكد براعته الكبيرة وتحضيره المميز.
لاحظنا في لقطات كثيرة العصبية الزائدة من لاعبي منتخبنا وقلة التفكير فقام العديد من اللاعبين بالتسديد المباشر من بعيد بفرص كان من الواضح أنها غير متاحة كما شاهدنا اعتراضات كبيرة على الحكام كلفت فريقنا إنذارين في الدقائق العشر الأخيرة على عكس الصينيين الذين كانوا يحاولون استمالة الحكم لصالحهم بأي طريقة.
ومع رفضنا لكلمة "لو" إلا أن منتخبنا لو لم يتلق الهدف الثاني لتغيرت حسابات التأهل للدور القادم وكان تعادلنا مع السعودية في آخر لقاءات المجموعة يكفينا للتأهل نظراً إلى أن السعودية فازت بصعوبة على تايلاند بهدف متأخر.
منتخبنا الآن بات بحاجة لتحقيق فوز على السعودية باللقاء الأخير في حين يضعنا التعادل خارج حسابات البطولة ويكفي الأخضر السعودي للتأهل ، وهذا بالتأكيد يطلب من منتخبنا المزيد من التنظيم والحذر نظراً إلى أننا نلاقي منتخب ذو سمعة آسيوية ممتازة.
من تابع لقاءي المنتخب السعودي لا يصعب عليه استنتاج أن المنتخب السعودي ليس بذلك المرعب وبإمكان منتخبنا من خلال التركيز على وسط الملعب وعلى التحضير الجيد للهجوم التفوق على شباب السعودية لكن كل ما نحتاجه حالياً هو تركيز الجهاز الفني للمنتخب على تحضير اللاعبين على المزيد من التواصل والتفاهم...ففي المباراة الأولى عاب منتخبنا كثرة التمريرات الخاطئة بالأخص في نصف ملعبنا ، في حين اختفت هذه الظاهرة باللقاء الثاني وحل مكانها ضعف تحضير الوسط وإيجاد الحلول المناسبة لخلق كرات خطيرة دون اضطرار المهاجمين للعودة للخلف والمساهمة بالتحضير.
وبالنهاية نتمنى بالتأكيد كل التوفيق لمنتخبنا الشاب بتجاوز المنتخب السعودي ونذكر أن المباراة ستقام صباح الخميس في تمام التاسعة والنصف فنتمنى من هذا المنتخب أن يكون الإفطار الطيب لنا يوم الخميس.

هاني سكر - زمان الوصل
(75)    هل أعجبتك المقالة (80)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي