أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أقاصيص مُرَّة! ... حسن م يوسف

 بعد تجديد صالة مطار دمشق الدولي توقعت أن يلغى رسم عربات الأمتعة، لأنه لا مثيل له في العالم برمته! ولكي أجنب آمالي مزيداً من الخيبات توقعت على الأقل أن تستبدل العربات الدميمة المصروعة بأخرى جديدة، لكن سعادة الإدارة لم تكتف بالمحافظة على العربات الجربانة المتهالكة فحسب، بل رفعت رسم استخدامها من 50 إلى 75 ليرة!.
- قبل أقل من شهرين استبدلت سيارتي، وبعد يومين دشنها لي أحد النشامى بأن قذفها من أعلى ببيضة! أخذت السيارة إلى المغسل لإزالة آثار العدوان، لكن ما إن انتهى حمام السيارة حتى عقدت الدهشة لساني، إذ اختفى السواد تماماً عن اللوحتين الأمامية والخلفية، كما لو أن مصنِّعي اللوحات قد غشوا دهانها أو استبدلوه بشحوار الطناجر! اتجهت بالسيارة إلى أقرب دهان وأنا على أعصابي خشية أن يضبطني أحد رجال المرور متلبساً بجرم تشويه اللوحات عمداً بقصد التهَرُّب أو التَّهْرِيب!.
- عندما عمم التصميم الحالي للوحات السيارات، قبل عقدين ونيف، كتبت عن ركاكته باعتبار أنه يتضمن رقم المركبة مرتين بالأرقام الهندية والعربية، كما أشرت إلى دمامته باعتباره مستطيلاً يضم خمسة مستطيلات، وهاهو يكتسب صفة الغش والهشاشة إضافة للركاكة والدمامة!.
- في كل بلدان العالم تصنف الطرق إلى ثلاث أو أربع فئات، كل فئة لها حدود سرعة، لكن عندنا حتى على الطرق الدولية تتذبذب السرعة صعوداً ونزولاً بين ستين ومئة وعشرة كيلومترات. وما يحول الطين إلى (مرطيسة) هو أنهم يضعون شاخصة واحدة لإعلام السائقين بتغيير السرعة، فإذا ما تصادف مرور حافلة أو قاطرة ومقطورة على اليمين، لن يرى السائق الذي يقود سيارته في المسار الأوسط أو الأيسر الشاخصة، ما يوقعه في شباك الكميرات. لذا نقترح تكرار شاخصات تحديد السرعة ثلاث أو أربع مرات، إلا إذا كان الغرض هو مخالفة السائقين على الطالعة والنازلة!.
- قبل وفوق وبعد جسر الرستن تم تغيير حدود السرعة عن طريق لصق أوراق مائلة فوق الشاخصات القديمة، وهذا اختراع عجيب سيجعل حدود السرعة تتشتش عندما تهطل الأمطار!.
- قبل ساعات من كتابة هذه الكلمات اتصل بي الزميل كاتب السيناريو فتح اللـه عمر وأبلغني أنه قد شاهد يوم الأربعاء الماضي في مديرية نقل اللاذقية رجلاً على مشارف الستين يدور بلهفة واضطراب من مكتب لآخر راجياً من الموظفين أن يعيدوا له رسم سيارته العمومية (خمسون ألف ليرة) الذي دفعه قبل ساعتين فقط من صدور قرار استبدال رسم المركبات بإضافة أربع ليرات على لتر البنزين.

وخاصة أن رسوم سيارته مسددة حتى الثامن والعشرين من الشهر الحالي. وعندما أفهموه أن إعادة الرسم أمر محال، جلس في ركن منعزل، وراح يبكي مصدراً من حلقه أصواتاً أشبه بخوار الحمل حين يُذبح. اقترب زميلنا من الرجل خائفاً أن يصاب بأزمة قلبية. حاول عبثاً التخفيف عنه، وبعد فترة طويلة من الصمت الممزوج بالنشيج قال السائق بالحرف الواحد: « واللـه حرام واحد متلي عنده عيلة كبيرة وبيشتغل ليل نهار ليدبر حالو يدفع الرسم مرتين!» فهل ستنصف الحكومة هذا السائق وأمثاله ممن دفعوا رسوم العام القادم؟ أم إن السرايا ستصم أذنيها عن صيحات القرايا؟.

الوطن
(88)    هل أعجبتك المقالة (81)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي