خلال 5 سنوات سابقة اعتادت جماهير الكرامة والاتحاد على الحضور الآسيوي المستمر ، حتى بات موضوع مشاركة الفريقين أمر شبه بديهي وطبيعي في البطولات الآسيوية (باسثناء عام 2009) وفي كل الأعوام التي تلازمت فيها مشاركة الفريقين سوية لم يكن هناك مجال لمقارنة مشوار ومسيرة الفريقين في البطولة فقد كان الكرامة دائما متألق في ممارسة دور البعبع للفرق الأخرى في حين خلا سجل الاتحادات من الإنجازات الكبيرة ومن المشاركة بالأدوار المتقدمة واقتصر على بعض اللمحات القليلة في دور المجموعات كالفوز على سيباهان الإيراني في إيران.
لكن هذا العام حدث ما هو عكس المعهود...فقد تفوق الاتحاد بمشاركته الآسيوية على الكرامة وإن وضعنا نتائج الدور الأول جانباً نجد أن الحلبي تفوق بشكل كاسح أداء ونتيجة في وقت كان الكرامة يجد فيه الصعوبة بخلق شيء جديد في مشواره بالبطولة.
قبل الدور الربع نهائي توفرت للكرامة كل معطيات الملعب من لاعبين جيدين فاستقدم الزينو والحسين والعبدالله (المصاب) واسترجع فابيو الذي كان حلم الجمهور الأزرق لفترة ليست بسيطة ومع حضور نخبة من لاعبي الخبرة الآسيوية كالحموي وعبد الدايم والشبلي وريتشارد والحارس الرائع مصعب بلحوس والمواهب المعروفة في منتخب الشباب النكدلي والمواس وحاج محمد كان لابد للكرامة أن يضرب أي شيء سيقع بطريقه...أما تيتا الاتحاد فلم يكتفي بمبدأ جود بالموجود ، وأثبت أنه مدرب من طينة العمالقة الذين علينا الافتخار بحضورهم في دوري بلادنا ، فقبل عام كان معظمنا يجهل أسماء لاعبين كمحمد فارس والشحرور والغباش ودياب والحسن والكثيرين ممن قدموا دروسا طيبة في كرة القدم قياسا على الظروف المتاحة في الفريق.
فقد تمكن تيتا من قيادة عقلية لاعبيه الشبان فأدخلهم عالم ال(4-4-2) التي تهرب منها معظم أنديتنا ومنتخباتنا في حين لم يستثمر القويض فرصة حضور فابيو وريتشارد وبقي على ال(3-5-2) التقليدية لتنخلق الشوارع في وسط الكرامة في لقاء موانغ تونغ الذي دوخ الكرامة بالاعتماد على الأطراف تارة وعلى اللعب من المحور تارة أخرى فتلاعب بأوراق الكرامة الدفاعية كما شاء حتى وصلنا لمرحلة نرى فيها لاعبي الوسط والدفاع جميعا يقفون تقريبا على خط واحد في هجمة عادية تاركين للتايلندي فرصة التحضير بسهولة وتهييئ كرة ممتازة وثم تصويبة قوية بعيدة المدى كانت كافية لضرب كل أوراق الكرامة الذي حاول تغيير جلده ولعب خطة دفاعية بحتة وغريبة فتحمل مسؤولية تغييره هذا وضربت شباكه بهدفين كان من الممكن أن تكثر لولا سير الأمور بشكل عادل بين الفريقين.
أهلي تيتا الحلبي قدم وجها معاكسا لوجه الكرامة في لقاء الكويت فتنظم لاعبي الحلبي وعرف كل منهم مهامه وانضبط في مركزه وأمتع البعض ببعض المهارات التي كان لها بالتأكيد الدور الكبير في حسم لقاء الكويت للحلبي.
ولمزيد من التذكير لابد أن نتذكر أن الاتحاد انتصر بثلاثة أهداف لهدفين في حلب بعد أن تسابق لاعبوه على ضرب ضيفهم بأهداف رائعة أمتعت جمهوره وجعلتهم على ثقة بفريقهم رغم الفارق الضئيل في مباراة حلب.
لقد عمل تيتا بصمت خلال الفترة الماضية فحضر فريقا متماسكا وقويا واستغل كل فرصة ممكنة ليقدم لشبانه درسا جديدا في الانضباط ولعل الجركس كان له نصيب الأسد من هذه الدروس فمن ينسى إخراج المدرب للحارس الذي أراد خداعه وإخفاء إصابته ليعطي تيتا بعدها الثقة للحاج عثمان الذي يبدو أنه بدأ الآن ليرد للمدرب هذه الثقة التي منحه إياها.
في حين وبكل نظرة بسيطة يمكن لأي شخص أن يلاحظ أن الكرامة لم يقدم أي تطور على مستوى الأداء منذ بداية مرحلة الإياب في الموسم المنصرم وفعلا باتت تتعالى الأصوات التي تتساءل "على ماذا يتمرن الكرامة؟" فمن الواضح أن اللاعبين جميعا مستواهم لا يخضع للتطور في التمرين والفريق يعتمد على نفس طريقة اللعب دائما التي حفظتها كل الفرق المحلية والآسيويةومع قيام اللاعبين بنفس الأدوار وعندما غابت المهارات وغاب الإبداع كانت النتيجة الطبيعية بغياب الكرامة عن نصف نهائي آسيا لأن الكرامة افتقد الجوكر القائد و القادر على خلط الأوراق في الملعب ووسط إبعاد المواس عن مستطيل الخطورة تاهت هجمات الكرامة في المقدمة مع مطالبة الزينو بمساندة الزملاء ودخول الحسين والإبراهيم بنمط الأنانية المفرطة.
الكل يتحدث اليوم عن فراغ إداري في الكرامة وعن عجز الجهاز الفني للقيام بأي تطور بالفريق ، ومن يدري فقد تكون هذه الفرصة الذهبية لإحداث تغيير في الكرامة ليوقف هذا الانحدار التدريجي للأزرق ويعيد سمعة ابن العاصي.
لهذا تألق وتطور الاتحاد...وتاه الكرامة آسيويا

هاني سكر - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية