من جديد تقوم مجموعة من الملثمين بفعلة نكراء جديدة في قطاع غزة، ويتم توجيه أصابع الاتهام إلى جهات مجهولة، وكأن قطاع غزة إحدى القارات الشاسعة التي يمكن الاختفاء فيها هكذا بكل بساطة ويسر، ومن جديد يثبت هذا الفعل الجبان الذي ارتكبه من ارتكبه في عتمة الليل ان الأمن والاستقرار اللذان يتم التغني بهما من قبل العقول المتكلسة مفقودان، وان كذبة الطمأنينة وامن وسلامة المجتمع التي يتم الترويج لها ليست حقيقية ولا هي أصلا موجودة في قطاع غزة.
إحراق هذا المنتجع "الجميل" بحسب التقارير التي تم نشرها عنه قبل فترة ليست طويلة، ليس سوى عملية من سلسلة من العمليات التي جرت في القطاع، منذ استيلاء حركة حماس على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية، وهي ليست العملية الأولى وبالضرورة لن تكون الأخيرة، حيث شهد القطاع خلال تلك الفترة عشرات العمليات التي تم خلالها إحراق أو تدمير وتخريب صالونات تجميل ومقاهي انترنت وغير ذلك، هذا عدا عن الاعتداءات المتكررة على الحريات الفردية وخصوصيات الناس، تحت حجج وذرائع ما انزل الله بها من سلطان، وفي معظم الأحيان ان لم يكن في جميعها يتم تسجيل الوقائع - الجرائم- ضد مجهول.
ان هذه العملية التي تأتي في ظل وطأة حصار مجرم تمارسه دولة الاحتلال ضد أبناء قطاع غزة، لم يكن لها ان تتم لولا وجود الأرضية التي تمت تهيئتها في القطاع من خلال الترويج لأفكار التطرف والتشدد الديني التي تم اتباعها منذ سيطرة حركة حماس بقوة السلاح أو الحسم العسكري على قطاع غزة، ومحاولات فرض ما تعتقد بأنه الإيديولوجية الدينية الصحيحة على الناس هناك. كما ان هذه العملية تأتي بعد سلسة من القرارات والإجراءات التي تم اتخاذها والتي بدون شك شجعت قوى الظلام على ارتكاب المزيد من الجرائم والممارسات الظلامية والهمجية التي تذكرنا بما حدث خلال حقبة سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.
من الواضح تماما ان مثل هذه الأعمال لن تتوقف، وهي كما نعتقد سوف تزداد اتساعا تحت عناوين وشعارات مختلفة، من خلال كل قوى التطرف والهمجية والأفكار السوداء، تلك القوى التي ترعرعت في ظل سيطرة حماس على الأوضاع في القطاع، هذه السيطرة التي وفرت لهؤلاء غطاء وأرضية ما كان لها ان تكون لولا الممارسات الكثيرة البائسة التي مارستها الحركة، والتي أعطت لكل هؤلاء مبرر وجودهم وتنامي ظاهرتهم. هذه الأعمال بالضرورة سوف تكون إحدى الأدوات أو الوسائل التي ستقوم دولة الاحتلال باستغلالها أبشع أو "أفضل" استغلال، من اجل صب المزيد من النار على الأوضاع البائسة في قطاع غزة من خلال مئات أو ربما آلاف العملاء المنتشرين في القطاع، وسوف تقوم دولة الاحتلال بتحريك هؤلاء بحيث تضيع " الطاسة" وتصبح الأمور أكثر سوءا وتزداد البلبلة بين أبناء الشعب الفلسطيني.
من هنا فان على الخيرين في حركة حماس وفي جميع الفصائل الإسلامية والوطنية والقوى السياسية وكذلك منظمات المجتمع المدني العمل على وضع حد لمثل هذه الممارسات التي تؤرق أمن وسلامة أبناء القطاع.
21 أيلول 2010
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية