بدأت ملامح خارطة الدراما التلفزيونية السورية للموسم القادم تتضح مع إعلان بعض شركات الإنتاج عن أعمالها الجيدة.
وتؤكد صحيفة "الوطن" أن الدراما السورية تدخل موسماً جديداً وأصداء وتداعيات الموسم الفائت مازالت ماثلة و"خاصة أن نتائج الكثير من الأعمال السورية لم تكن على مستوى الطموح والأمنيات حيث لم يشكل الموسم بمجمله إضافة حقيقية للدراما السورية وخاصة على صعيد الخطاب الفكري المتميز فالدراما التي قدمت خلال السنوات الفائتة أعمالا من العيار الثقيل على الصعيدين المعاصر والتاريخي بدت وكأنها تعيش مرحلة تراجع وتكرار على صعد عدة".
وتشير إلى وجود عدد كبير من المسلسلات الاجتماعية أبرزها مسلسل "الغفران" للكاتب حسن سامي يوسف والمخرج حاتم علي وإنتاج مشترك بين شركة "عاج" وفضائية "دبي".
ويبدو أن نجاح مسلسل "أسعد الوراق" شجع الجهة المنتجة ذاتها على إنتاج مسلسل "دليلة والزيبق" الذي يعد من أبرز كلاسيكيات الدراما السورية والعربية، والنسخة الجديدة من تأليف هوزان عكو وإخراج سمير حسين وبطولة قصي خولي وصبا مبارك.
ومن الأعمال الأخرى التي اتضحت هويتها مسلسل "في حضرة الغياب" الذي يتناول سيرة الشاعر الكبير محمود درويش وهو من تأليف الكاتب الصحفي حسن م يوسف وإنتاج مؤسسة فراس إبراهيم ولم يحسم بعد أمر مخرج العمل.
ويرى مراقبون أنه الموسم الحالي شهد تنوعا كبيرا "حيث أنتجت ماكينة الدراما السورية كل صنوف الدراما من تاريخي وكوميدي وبدوي ومعاصر وبيئة، الأمر الذي يؤكد أن هذه الدراما تملك كل مقومات الاستمرار والتجذر في المشهد الإعلامي العربي وإن الخشية عليها من التراجع لا مبرر لها ومبالغ فيها ووهمية".
في حين يبدي آخرون تشاؤما تجاه واقع ومستقبل الدراما السورية، حيث يرون أن موسم 2010 كان مخيبا للآمال " فمن بين أكثر من ثلاثين مسلسلاً أنتجتها شركات الإنتاج السورية لم تستطع إلا عدة أعمال لفت انتباه أنظار المشاهدين والنقاد".
ويتضمن الموسم القادم عدة أعمال تنتمي للبيئة الشامية منها الجزء الثاني من مسلسل "الدبور" ومسلسل جديد يحمل عنوان "طالع الفضة" وهو من تأليف الفنان عباس النوري وزوجته عنود خالد ويفترض أن يخرجه سيف سبيعي وتنتجه شركة "سوريةالدولية"، وكان المخرج بسام الملا أعلن في وقت سابق أن مشروعه الدرامي القادم يحمل عنوان "خان الشكر" وتؤكد مصادر أن هناك نية لإنتاج جزء سادس من مسلسل "باب الحارة"، لكن الملا لم يؤكد أو ينفي الخبر.
ويستعد المخرج أنور القوادري للشروع في تصوير عمل جديد من تأليفه يحمل عنوان "رجل من الشرق" يستعرض فيه بدايات تأسيس السينما في سورية ومصر معتدا على سيرة حياة رجال كان لهم إسهامات سينمائية رائدة منهم والده تحسين القوادري والناقد رفيق الصبان، ويؤدي الفنان قيس الشيخ نجيب بطولة العمل الذي تنتجه شركة "الجابري" السورية.
وثمة نص للكاتب فادي قوشقجي يحمل عنوان "تعب المشوار" ومن المرجح أن يقوم سيف الدين سبيعي بإخراجه، ونص آخر للكاتب فؤاد حميرة يحمل عنوان "حياة مالحة" وكلا العملين من إنتاج شركة "بانة"، ومن النصوص الأخرى المتوقع أن ترى النور في العام القادم نص للكاتبة أمل حنا يحمل عنوان "جلسات نسائية" وهو من إنتاج شركة "سورية الدولية" ونص للكاتبة ريم حنا يتناول شؤوناً تخص المراهقين من المرجح أن يخرجه مروان بركات.
وتشير صحيفة "الوطن" أن مؤسسة الدراما التي تأسست هذا العام من المرجح أن تقوم بدعم صناعة الدراما في سورية من خلال إنتاج بعض الأعمال، وسيكون باكورة إنتاجها مسلسل عن البيئة الحلبية من إخراج عبد الغني البلاط.
وتؤكد أن الدراما السورية بحاجة ماسة إلى آليات إنتاج جديدة ولابد من المراجعة والوقوف مع الذات للاستعداد الصحيح لما هو قادم و"خاصة أن هناك درامات عربية تتعافى وأخرى تصعد، وفي ظل استمرار توافد درامات الجوار الجغرافي للعالم العربي إلى فضائنا وبقوة، هذه كلها عوامل تستدعي تقليب درامانا على نار هادئة".
ويشهد الموسم الدرامي القادم عودة المسلسل الشهير "مرايا" للفنان ياسر العظمة والمخرج سامر برقاوي وإنتاج شركة "قبنض"، وأمام المخرج باسل الخطيب أكثر من مشروع منها مسلسل عن المقاومة اللبنانية.
ومن المتوقع أن يشهد الموسم القادم إنتاج مسلسل تاريخي يتناول سيرة حاتم الطائي وهو من تأليف وفيق خنسا وإخراج أحمد إبراهيم أحمد.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية