أصدر "المؤشر السوري لاستطلاعات الرأي" تقريره الجديد حول المرأة العاملة في شمال سوريا، وشارك فيه 243 امرأة عاملة، معظمهن في الفئة العمرية بين 20 – 25 عاماً، و62% منهنَّ متزوجات، حيث تنوعت العينة من حيث العمر، التعليم، والخلفيات الاجتماعية، ما أعطى صورة شاملة عن أوضاع المرأة في المنطقة.
وتعاني النساء في شمال سوريا تحديات إضافية، من ضمنها قلة الفرص المهنية المتاحة فقط، والإفتقار إلى التعليم والتدريب المهني، بسبب نقص الموارد والفرص التي تؤهلهن للعمل في مجالات تتطلب مهارات متقدمة مثل التكنولوجيا وريادة الأعمال.
إضافة إلى ذلك، تشكل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في سوريا عبئاً حيث تشير تقارير البنك الدولي إلى أن الاقتصاد السوري تعرض لخسائر كبيرة قدرت بـ 442 مليار دولار، ما أدى إلى زيادة معدلات الفقر، وندرة فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين النساء.
*استبيان إلكتروني
واعتمد التقرير على استبيان إلكتروني شمل 249 امرأة من شمال سوريا، بهدف فهم التحديات والفرص المهنية والدعم المجتمعي المتاح لهن.
وشملت الدراسة نساء فقط من مناطق مختلفة في شمال سوريا، تراوحت خلفياتهن بين النساء العاملات في منازلهن أو في القطاعات غير الرسمية، وكذلك النساء العاملات في القطاعات الإنسانية والتعليمية.
وتنوعت العينة من حيث العمر، التعليم، والخلفيات الإجتماعية، ما أعطى صورة شاملة عن أوضاع المرأة في المنطقة.
*الصمود والتكيف
وتوزعت أسئلة الاستبيان على 3 محاور: وهي التحديات القانونية والاجتماعية لعمل المرأة، والدعم المجتمعي والبيئة المواتية للنساء في سوق العمل، والفرص المهنية المتاحة للنساء للدخول في الحياة العملية، وحجم الفرص والتدريبات التي تُمنح لهن.
ورغم التحديات، أظهرت العديد من الدراسات أن النساء في شمال سوريا يمتلكن قدرة كبيرة على الصمود والتكيف. ويساهمن في دعم أسرهن من خلال العمل في القطاعات غير الرسمية أو بدء مشاريع صغيرة خاصة بهن، مثل الخياطة أو الحرف اليدوية.
ومع ذلك، تبقى هذه الجهود محدودة في ظل غياب الدعم المجتمعي والتدريب المهني الذي يمكن أن يساعدهن على التطوير.
وواجهت النساء قيوداً اجتماعية وقانونية، ووفق التقرير الذي نشر على موقع المركز أظهرت نتائج الاستطلاع أنَّ 34.52% من النساء يعزون ضعف مشاركتهن في سوق العمل إلى لنقص الدعم المجتمعي والمؤسساتي، وقال 63.49% إنهنَّ يواجهن تمييزاً في الحصول على مكافآت وترقيات.
كذلك فقد عبرّت 51.19% من النساء أنهنَّ لا يعتقدن بوجود خطط مناسبة لتمكينهن في سوق العمل، وقالت 36.90% منهنَّ إنَّ نقص التمويل يعيق حصولهنَّ على تدريب مهني، وفنّدت النساء المشاركات نوع الدعم الذي يحصلن عليه من الجمعيات النسائية.
*المرأة وسوق العمل
كما قد أظهر هذا الاستبيان أنَّ 35.71% يحتجن لبرامج تعليمية وتدريبية للانخراط بسوق العمل، وعبرت 42.86% عن حاجتهنَّ لدورات تحسين المهارات العملية والفنية لديهن.
وتركزت أغلب فرص العمل المتاحة للنساء في شمال سوريا ضمن قطاعات مثل التعليم والصحة، بينما افتقرت القطاعات الأخرى للتدريب أو الفرص المتاحة للنساء.
وتوصل التقرير إلى ضرورة تعزيز برامج التدريب المهني وتشجيع الدعم المجتمعي و توسيع الفرص الاقتصادية، ومراجعة السياسات الاجتماعية وتعديل السياسات لتمكين المرأة وتعزيز المساواة في التوظيف.
و"المؤشر السوري لاستطلاعات الرأي" هو مركز محلي مستقل يهدف لقياس نبض الشعب السوري عبر إجراء استطلاعات رأي دقيقة وموثوقة في سوريا والدول التي يتواجد فيها السوريون، وذلك عبر تقديم تحليلات واستبيانات شاملة حول القضايا المجتمعية والحقوقية التي تهم الشارع.
وُيشرف عليه فريق من الشباب المؤمن بأهمية إبراز قضايا شعبه والسعي إلى إيصال صوته، والبحث عن حلول للمشاكل التي يعاني منها.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية