حس إنساني رفيع المستوى سكن حنايا الملأ في المنطقة الخضراء ببغداد ، دفعهم للموافقة على سداد 400 مليون دولار تعويضا لأميركيين يدعون انهم تضرروا في حرب الخليج الأولى ، دون ذكر أي تفاصيل تتعلق بعدد المتضررين او ما هية وظروف الأضرار التي لحقت بهم ، ولا شك ان هذا موقف اخلاقي يحسب للساسة العراقيين الذين أقروا دفع هذا المبلغ للصوص بغداد ، دون ان يعرف احد كيف تم تقديره ، وهل تم بايعاز من سلطات الاحتلال ام بمبادرة شخصية من الساسة العراقيين يؤكدون فيها منظومة الأخلاق العربية التي تنتصر للمظلوم وترد عنه الأذى؟.
في المقابل فاننا نتوقع ان ينتصر هؤلاء لمواطنيهم ووطنهم ، الذي يخضع لاحتلال دموي شرس ولأسباب عبثية أعادت العراق قرنين الى الوراء كما يقول كوفي انان الأمين العام السابق للامم المتحدة ، بعد ان تواطأ وكتم قول الحق وهو في منصبه حتى يشبع من فلوس برنامج النفط مقابل الغذاء ، وطبعا قوائم الاتهام موثقة جاهزة لتقديمها لمحكمة الجنايات ومحكمة العدل الدولية ، وتشمل اعداد القتلى والجرحى ، والأرامل واليتامى ، وتخريب مرافق البنية التحتية وتلويث التربة ومصادر المياه بقذائف اليورانيوم المستنفد ، والأجنة المشوهة بسبب استخدام قنابل محظورة دوليا ، والمليارات المنهوبة من مشروع إعادة اعمار العراق ، وسرقة نفط العراق وكنوزه الأثرية ، واضطرار ملايين العراقيين للهجرة الى بلدان اخرى هربا بأرواحهم..والقائمة طويلة جدا.
لا بد للحس الانساني والوطني لساسة المنطقة الخضراء ان يكون ظهيرا وسندا لمن لا ظهير لهم ، وان يشمل كرمهم العربي مواطنيهم وان يحركوا دعوات جنائية ضد كل من خطط ونفذ جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية مازالت تتواصل في بلاد الرافدين ، حتى تقطع ألسنة من يدعون ان ساكني المنطقة الخضراء مجرد وكلاء محليون لحكم العراق بالإنابة عن البيت الابيض ووفق مشيئته وهواه!.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية