توجت مجلة "العربي" الكويتية مؤخراً بلقب أفضل مجلة ثقافية في الوطن العربي في الاستفتاء الذي اجراه الاتحاد العربي للصحفيين ، وسبق لمجلة أن فازت بأفضل مجلة ثقافية عربية في استفتاء اجرته مجلة "الأهرام العربي" منذ عدة سنوات , وسبق وان شاركت منظمة «يونسكو» في الاحتفالية بمرور 50 عاماً على إصدار مجلة «العربي»، في عام 2008. «العربي» مستمرة حتى اليوم في احتفالاتها بمرور خمسين عاما على صدور عددها الأول في ديسمبر من العام 1958، وسبق ان اطلقت في العام 2009 محطتها التلفزيونية الفضائية والتي تحملت اسم (قناة العربي الثقافية) ، وهي مجلة ثقافية عربية تعنى بكل ما يتعلق بالثقافة والمعرفة والعلوم، مجلة «العربي» نجحت في تسويق نفسها على أنها مجلة الكويت للعرب ومجلة العرب في الكويت، فلا يوجد مفكر أو كاتب أو شاعر أو مؤرخ أو أديب إلا كان أثره واضح في تلك المجلة، فخلال الخمسين سنة الماضية كانت «العربي» مرجعا مهما لكل الطلبة والسياسيين، فساهمت المجلة في توثيق الحياة العربية العالمية وتطورها وخصوصا في بلادنا العربية، فمجلة «العربي» كانت أول مجلة عربية تنشر خرائط تفصيلية لأراضي الإمارات المتصالحة قبل قيام دولة الإمارات ، وكانت اول مجلة تنشر معلومات عن السلطانات التي كانت قائمة في اليمن وكانت من أوائل المجلات التي نشرت استطلاعات عن البلدان العربيه غير المستقله وعن المدن الفلسطينية قبل الاحتلال مدعمه بالخرائط والصور الملونة والتي كانت في تلك الفترة شحيحة ، كذلك ساهمت بشكل كبير بتعريف العرب ببلادهم عبر استطلاعات شهرية للبلاد العربية والإسلامية، فكانت وما زالت همزة الوصل بين العالم العربي وبقية إنحاء العالم.ان استمرارية المجلة لهذه الفترة الطويلة تعتبر أمرا نادر الحدوث في عالمنا العربي، فمجلة((العربي)) خلال الخمسين سنة الماضية تعرضت للكثير من الصعاب منها محنة الاحتلال و تدمير البنية التحتية، واحتجاجات البعض على ماتنشره و مصادرة إعدادها اومنع توزيعها في بعض البلاد عربية لفترات مختلفة.فتعاقب على تحريرها الدكتور احمد زكي وهو أول رئيس التحرير لها (1958 ـ (1975، ثم تولى الأستاذ احمد بهاء الدين رئاسة التحرير (1976 ـ1982)، ثم خلفه الدكتور محمد غانم الرميحي (1982 ـ 1999). وأخيرا سليمان إبراهيم العسكري وحتى الان .ربما يكمن سر نجاح مجلة «العربي» في أنها ثقافية لا تحمل توجها سياسيا معينا و ان كان بعض كتابها كذلك، فإنها تقدم ما يفيد، ويجمع ولا يفرق، إذ إن جميع المثقفين في العالم العربي يقرؤون المجلة ويكتبون فيها، بغض النظر عن اهتماماتهم السياسية أو الفكرية، فحافظت على مدى السنوات الماضية على تقديم المعلومة الموثقة بأسلوب سلسل، ضمن إطار من الرسومات والصور الأنيقة فقدمت الشعر الحديث والمقفى والشخصيات العربية والاجنبية التي أثرت العالم بنتاجها الفكري، وعنت بشكل خاص بالتاريخ الإسلامي كما اهتمت بالرواية والقصة .تأثير مجلة «العربي» على الثقافة العربية بدا ملموسا في كل بيت وكل جامعة، هذا التأثير ظهر واضحا فمجلة «العربي» ليست بالمجلة العادية التي يتم التخلص منها بمجرد الفراغ منها، بل تحفظ لثراء لمقالات والدراسات الواردة بها لذلك يتم إصدار فهرس خاص في نهاية كل عام لكل ما نشر على صفحاتها تسهيلا على القارئ والباحث للوصول للمعلومة بيسر.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية