مرة أخرى تعود إخفاقات المنتخب السوري لتكون محور الحديث المؤلم للشارع وللجمهور السوري الذي اعتاد النقمة على مدربي منتخبه الواحد تلو الآخر نظراً على اعتياد المنتخب على الإخفاقات المتتالية فيبدو أن التأهلل لأمم آسيا لم يكن سوى جرعة مسكن صغيرة هضمها الجمهور السوري قبل أن يتفجر بسلسلة إخفاقات ودية كبيرة انتهت بخسارتين مسيئتين لسمعة التحضيرات السورية أولهما مع الكويتي في الكويت بثلاثية وثانيهما وآخرهما كانت خسارة تاريخية من اليمن بهدفين لهدف.
مازال يتفاعل بأذني صوت المعلق اليمني وهو يتغنى بإنهاء اليمن لعقدة سورية تجاوز عمرها عشرات السنين وما زال صدى عده التنازلي في اللحظات الأخيرة يخلق بداخلي شيئا من الأنين الذي يكاد يخنقني حالي كحال أي شخص تربى على حب علم ومناداة اسم بلد حلم بأن ينادي باسمه بمحفل أكبر من المحلي.
دائماً ننتظر من المنتخب أن يكون هو الصورة التي نحلم بها ، مثلما نطالب أنديتنا أصحاب القرار بتقديم مستوى يليق بحجم جمهورها وبكبر تاريخها ، لكن وإن أتينا إلى الواقع فلن يصعب علينا استنتاج الأسباب التي تجعل من منتخبنا الوطني الدافع الأساسي لسد ثغرة الأحلام التي نعيشها ، لكن...
عندما تنتهج جميع أندية الدوري السوري وبكل الفئات العمرية معظم فترات الموسم خطة اللعب نفسها (3-5-2) التي أكل عليها الزمان وشرب فكيف سيتمتع لاعب منتخبنا بقدرات تكتيكية تسمح له بمواكبة تغيير جديد في المنتخب يتناسب مع تغيرات الفرق الكبرى...
عندما يفشل الدوري السوري خلال موسم بأكمله من أن يظهر موهبة شابة أو أن يبزغ اسم جديد في الدوري كان مغمورا من قبل فكيف سيتطور المنتخب...
عندما نصاب بجنون الفرحة نتيجة وصول اثنين من أنديتنا إلى ربع نهائي كاس الاتحاد الآسيوي الذي يصنف لفرق الدرجة الثانية في آسيا فكيف سنتطور...
عندما يخرج بطل الدوري السوري من دور المجموعات لكأس الاتحاد الآسيوي أمام فرق لا تقترب من فرق المقدمة في بلادها فكيف سنتطور...
عندما يترحل لاعب بين ثلاثة أندية وأكثر خلال فترة الانتقالات الصيفية وتقوم الأندية بضم اللاعبين إلى تداريبها قبل توقيعهم على الكشوف فكيف سنتطور...
عندما يقوم لاعب سبق ووقع على كشف ناد أن يتمرن مع ناد آخر ويهدد ناديه الأول بترك الفريق ويطالبهم بحقوقه المالية فكيف سنتطور...
عندما يضطر أحدهم لتقبيل الأيادي من أجل الموافقة على إقامة معسكر أوروبي للمنتخب نحلم به منذ سنوات طويلة وينتهي به المطاف بملاقاة منتخبنا لأحد فرق الدرجة الثانية في دولة مجاورة ليسافر مع طاقم من المرافقين يفوق عدده عدد اللاعبين فكيف سنتطور...
عندما تلعب 8 مراحل من الدوري السوري في ظرف شهر واحد ليتوقف الدوري لمدة شهر من أجل لقاءين وديين للمنتخب فكيف سنتطور...
عندما ينادي الجمهور باسم لاعب لم يراه يوماً يجري في الملعب ولم يفكر بمدى توافق هذا اللاعب مع المنتخب وفي النهاية يتنصل من مطالبه بعد فشل هذا اللاعب مع المنتخب فكيف سنتطور...
عندما يوضع مدرب المنتخب تحت الأمر الواقع بالخضوع لرغبات الأندية بمن تريد إرساله للمنتخب ومن لا تريد فكيف سنتطور...
عندما تخوض معظم أنديتنا تداريبها في ملاعب لا تصلح لرعي الخراف فكيف سيتطور المنتخب...
عندما يضطر لاعبو المنتخب إلى تقاسم الملعب في تمارينهم مع أحد اندية المدينة التي يجري فيها معسكر المنتخب فكيف سنتطور...
عندما يعتاد اللاعب السوري على اللعب تحت ضغط المادة ويعتاد عدم التماس حقوقه من النادي إلا بعد شهرين أو ثلاثة على أقل تقدير فكيف سنتطور...
عندما يبقى مدرب المنتخب لعدة ساعات مسجوناً في نظارة مطار إحدى الدول العربية ويختنق منتخبنا لسبع ساعات في المطار فكيف سنتطور...
عندما تلتقط للاعبي المنتخب صورة وهم يقومون بجر حافلة المنتخب لتقودهم من دمشق لحلب فكيف سنتطور...
عندما ننهي لقاء الذهاب في فيتنام ونسافر نحن والمنتخب الفيتنامي إلى لقاء الإياب في حلب ويصل ضيوفنا قبلنا بأكثر من يوم فكيف سنتطور...
عندما نحتاج رحلة ترانزيت بين الكويت واليمن فكيف سنتطور...
عندما يقوم ناد من الدرجة الممتازة بطلب ثياب من ناد آخر للمشاركة بإحدى مباريات الدوري فكيف سنتطور...
عندما يتم تعيين إداري لمنتخب الرجال وتبديل مدرب الحراس دون علم المدير الفني ومدرب المنتخب فكيف سنتطور...
عندما يقوم مدرب المنتخب بتقديم طلب لضم خبرة كروية محددة (عمار عوض) للمنتخب ويقابل بالرفض العاجل فكيف سنتطور...
هندما يذهب المنتخب لدولة مليئة بالجمهور السوري الذي يمثل الجالية التي تنهال على مدرب منتخبها بالشتائم عوض المساندات خارج البلد فكيف سنتطور...
عندما نصل لحال يتقاضى فيه مدرب المنتخب الوطني راتباً يرفضه أي مدرب لنادي درجة ثانية في الدوري فكيف سنتطور...
عندما يتم اللجوء لنفس المدرب الوطني عشرات المرات ويرفض المدرب لنفس الأسباب المادية قبل أن نعود ونلجأ مرة أخرى دون أن نصحح مشاكلنا فكيف سنتطور...
عندما يقوم أحدهم بحجز معسكر للمنتخب في مدينة ساحلية بهدف تحضير المنتخب للقاء سيجري على مدينة ساحلية تقع بشرق القارة الآسيوية فكيف سنتطور...
هذه كلها ليست سوى مجرد أفكار سريعة راوغت فكري وأنا أتأمل منتخبنا دائماً يحقق إنجازات لا تليق إلا بمنتخب لديه دوري قوي له روزنامة سنوية واضحة ويصرف على تحضيره الكثير ويلعب على ملاعب مجهزة بإمكانيات عالية...
عندما يرمي لاعبنا المحلي نفسه على أي عرض خارجي يأتيه ويرى به المخلص الأبدي له من مصائب كرتنا المحلية فكيف سنتطور...
عندما تطلب أنديتنا التمويل الذاتي لدعم فرقها وهي تملك من الاستثمارات ما هو أسوأ من العدم فكيف سنتطور...
دائماً نبحث من خلال أنديتنا ومنتخبنا عن تحقيق معجزات نحن نتيقن لصعوبتها لكننا نرفض الاستسلام لفكرة أننا نسير على يد واحدة في زمن بات فيه الجميع يسير على قدمين ويدين ليسبق الآخرين إلى التطور.
وإن كان في بالي شيء فلا أخفي تفكيري بأن وقت إدخال الأيادي الأجنبية قد حان بقوة لكي نستفيد من أشخاص يتمتعون بخبرة تفوق خبرتنا بكثير لكي نتعلم ونستفيد منهم في حل مشاكلنا الداخلية قبل الخارجية.
عندما يتحول ستيديو تحليلي إلى سمعة وطن...عن منتخب سوريا
هاني سكر - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية