اليوم جاء دور رئيس وزراء بريطانيا الأسبق طوني بلير حيث تعرّض للرشق بالبيض والأحذية، وسط العاصمة الأيرلندية دبلن. حدث ذلك لدى وصوله إلى أحد دور بيع الكتب للتوقيع على كتابه الجديد، على يد مجموعةٍ من الناشطين المعارضين للحرب على «الإرهاب»، الذين رفعوا شعارات تطالب بالقبض على «السفّاح بلير»! كما ردّدوا شعارات مهينة بحقه، مثل «بلير رجل بوش أيديهما ملطخة بالدماء».!في هذه المذكرات، دافع بلير عن موقفه المتماهي تماماً مع الموقف الأميركي، وهو ما أثار غضب المتجمهرين الذين ملوا من طرق استعراضه المكرّرة منذ كان في الحكم قبل سنوات،. وعلى لائحة الاشخاص الذين تعرض للضرب بالكندره اسماء كثيره منها وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام، حيث ذكرت الأنباء أن صحفيا من طائفة السيخ أطلق عليه صلية من الأحذية، الوزير الهندي رياضي من الطراز الأول حيث استطاع بسهولة ان يتفادى الضربة القاتلة بسرعة يحسد عليها.
وبعد تدقيقي في الصورة عدة مرات، وجدت أنه صندل وبالأصح شبشب هندي جلد طبيعي مقاس 45، غير ان الوزير الهندي كان صاحيا وتفادى الضربة أفضل من بعض حراس المرمى لدينا، وبذلك ينضم الوزير الى قائمة الذين تعرضوا لمثل هذه المحاولة والتي تشمل الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية المستقيل سلام فياض. ونتيجة لتفاعل الموضوع قمت ببحث عن الطريقة الجديدة في التعبير، فوجدت أنها اختراع عربي صميم، ويعود الفضل كل الفضل فيها الى الصحفي العراقي منتظر الزيدي، مخترع هذه الطريقة الذي اكتسب شهرة عالمية بعدما رشق بزوجي حذائه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، خلال مؤتمر صحفي ببغداد في 14 ديسمبر الماضي، مع أن الفكرة تطويع الحذاء لخدمة الإنسان تعود الى عهود سحيقة، استخدم خلالها الإنسان جلود الحيوانات وجذوع الأشجار لاختراع القبقاب والشبشب وصولا لاختراع الحذاء بالشكل المعروف، غير ان أول محاولة للتواصل مع الحبيب بأي صورة من الصور تمت عبر صورة الشبشب في الستينات من القرن الماضي، وذكر فيها اسم الشبشب صراحة، أطلقها مغني شعبي مصري حيث تقول كلمات أغنيته..
حبيبي ماشى حافي والأرض بتلسعه
يا رتنى كنت شبشب
كنت اقدر انفعه
يا شبشب حبيبي يا
شبشب الهنا
يا ريتني كنت........... !!
إذن العرب والحمد لله ليس كما تقول الأبحاث العالمية: إنهم اقل شعوب العالم اختراعا فقد اخترعوا هذه الطريقة للتعبير عن عجزهم وطفح الكيل بهم. وهذه الطريقة تبين أنها أسرع الطرق في الانتشار والوصول للجماهير (بسرعة تشابه سرعة الضوء تقريبا). ودليل ذلك ان عدد القصائد التي قيلت في حذاء منتظر الزيدي تقارب 92 قصيدة متنوعة بين الشعر الشعبي والموزون والفصيح والعمودي، وهي أكثر من القصائد التي قيلت في مدح كافور الإخشيدي وأبو تمام والمتنبي مجتمعين. بل ان إحدى المحطات الفضائية استمرت أسبوعا كاملا في مدح الحذاء وصاحبه، وهي المرة الأولى في تاريخ الأمة العربية التي ينسب المرء إلى حذائه وليس العكس، فنقول حذاء الطنبوري وليس طنبوري الحذاء. وتبين من البحث ايضا ان استخدام الحذاء كسلاح ضد الحشرات، أيضا اختراع عربي صميم حيث تبين ان السلاح المناسب لقتل الصراصير وأبو بريص تحديدا هو الشبشب عيار 36 و41، وهي الوسيلة الأكثر انتشار عربيا.
حال الأمة أصبح غريبا، بل أكثر غرابة حين نعلم ان بعض الشباب المتحمس قاموا بصنع تمثال للحذاء وليس لصاحب الحذاء، وتم نصبه في إحدى ساحات مدينة عربية، والبعض الآخر استورد كميات هائلة من نفس نوع الحذاء والمصنوع خصيصا في تركيا. وآخر اختراعاتنا دعوى النخبة المثقفة والمتعلمة لإلقاء نظره الوداع الاخيره على بوش بـ"الشبشب" (كلمه حذاء تسبب لي نفورا قليلا، لذلك أستميحكم عذرا لاستخدامي عبارة شبشب بدل حذاء ) .
ليس غريبا ان أمة بحجم الأمة العربية تستعيد كرامتها بالشبشب، ويصبح واحدا من حامي حماها حذاء مقاس 39.
ليس ذلك من العار، فهل هي الهزيمة التي تنخر عظامنا لنجد ان الحذاء يحقق لنا نوعا من التوازن والرضا عن النفس .. أم انه اليأس؟ لست محللا نفسيا حتى أصل الى النتائج، ومن يدري ربما تخرج علينا بعض الجامعات الدولية بتخصص جديد يسمى علم اجتماع (تخصص احذية/ فرعي شباشب). نعم , كان بإمكان ذلك الصحفي ان يخبر الوزير الهندي ما يريد، فالهند هي اكبر بلد ديمقراطي في العالم، بل ان هذا الصحفي يكتب في جريدة توزع ما يفوق توزيع اكبر جريدة عربية ما يعني ان بمقدوره ان يكتب ما يشاء ويوصل الرسالة التي يريد، نعم بلير ضرب بالقندره ( كما تسمى بالعراق ) بين عيونه . نعم انه اخذ حمام بالبيض الفاسد و الطماطم المعفنه ) لكنه في النهايه حقق الهدف الذي جاء من اجله , و عمل دعايه لكتابه بطريقه لن تنسى ؟
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية