أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

'فارسي1'.. تلفزيون من الخارج يهز الجمهورية الاسلامية

 

تجذب محطة فضائية تلفزيونية، تبث من دبي، اعدادا متزايدة من المشاهدين داخل إيران الى درجة انها اصبحت مصدر قلق للسلطات الايرانية رغم ان محتوياتها ترفيهية وليست سياسية.

واصبحت "فارسي1" التي تبث منذ سنة جزءا من النسيج الاجتماعي الايراني وراجت مسلسلاتها في ارجاء ايران وحتى في القرى المعزولة.

وخلال شهر رمضان الحالي لا تتجمع العائلات حول مائدة الافطار الا وفي الخلفية قناة "فارسي1".

ويوم بعد آخر، ينزح عدد متزايد من مشاهدي القنوات المحلية التي يديرها التلفزيون الحكومي الإيراني، بسبب القيود السياسية والفكرية، ويتحولون إلى "فارسي1"، التي تعرض مسلسلات أميركية مثل "سكند أكشن".

وفي المتاجر كما في وسائل النقل يناقش الناس مستجدات مسلسل الأكشن "سكند شانس" الاميركي، ولدرجة رواج المسلسل "الهيسباني"، الذي صورت احداثه بميامي، استلهمت النساء تسريحة تدعى "ايزابيل" تشبها ببطلة المسلسل. بينما تحول البطل الرئيسي الذي يعود من الموت ليدعو الى الحق، الى مثال يقتدى به في مظهره وسلوكه.

وتمنح برامج تتنوع بين الكوميديا والدراما الرومانسية ومسلسلات الاجرام والشرطة، الايرانيين لمحة عن نمط الحياة في دول اخرى.

وقناة "فارسي1" مشروع فتي لمجموعة "موبي غروب" الاعلامية تديرها عائلة محسني الأسترالية، الأفغانية الأصل والمالكة لتلفزيون "تولو" وراديو "آرمان" الناجحين في افغانستان.

وتجلب استثمارات روبرت مردوخ امبراطور الاعلام العالمي في الشركة المالكة العداء لقناة "فارسي1".

وقال احمد كُميل مدير العلاقات الدولية ومستشار كبير في مجموعة "موبي غروب" لمجلة "موديريات-اي ارتباطات" الشهرية الارانية ان "فارسي1" تستقطب 35 مليون مشاهد داخل ايران وبمعنى اخر نصف سكان ايران.

وكمؤشر محتمل لتزايد شعبية القناة على نحو كبير يشير تقرير لحرس الحدود عن تزايد كبير لتهريب أجهزة استقبل البث الفضائي داخل ايران في غضون الاشهر الاخيرة.

ويحظر القانون أجهزة استقبال البث الفضائي داخل إيران، ويعاقب بغرامة مالية كل من يقدم على تركيبها.

ويعتقد بعض الايرانيين ان السلطات تتسامح مع "فارسي1" لكونها تهتم بالترفيه ولا تشكل تحديا سياسيا ويمكن ان تصرف النظر عن المشاكل التي تواجهها البلاد.

ولكن الأمور لا تبدو لا تبدو كما هو عليه الحال مع تزايد منتقدي القناة من مختلف اجنحة المؤسسة الحاكمة.

وبحس بعض الرسميين لا تعدو "فارسي1" اكثر من وسيلة يستخدمها المتربصين بايران ضمن "حرب تطويع" لاخضاع البلاد.

وفي منتصف ماي الماضي عقد مجلس تشخيص مصلحة النظام اجتماعا للنظر في الاهداف الخفية للفضائيات الفارسية التي تبث من خارج البلاد وبصفة خاصة "فارسي1".

ويلعب مجلس تشخيص مصلحة النظام دور هيئة استشارية غير رسمية للزعيم الروحي اية الله الخميني ولكنه لا يُساند ادارة الرئيس احمدي نجاد.

ووجه الاجتماع اتنتقادات حادة للتلفزيون الحكومي بقنواته المختلفة التي سلمت الجمهور الايراني لقنوات مثل "فارسي1" بسبب ضعف برامجها.

ونفى عزت الله زغرامي مدير التلفزيون الحكومي لاحقا هذه الاتهامات وقال ان فضائيات التي تبث من الخارج لا تمثل تهديدا بمثل هذا الحجم. ولكن خلال اجتماع داخلي مع مساعديه اعترف زغرامي بان "فارسي1" تعد فعلا منافسا خطيرا للتلفزيون الايراني.

والتلفزيون الحكومي مؤسسة ضخمة تلقت العام الماضي دعما حكوميا بنحو 480 مليون دولار اضافة الى 300 مليون دولار عبارة عن عوائد الاعلانات التجارية وهذا في مقابل 2.5 مليون دولار التي شكلت انطلاقة "فارسي1".

وفي اجتماع آخر، وهذه المرة من تنظيم محافظة شيراز، تم التركيز على "دراسة تأثيرات تلفزيون فارسي1".

وخلال الاجتماع اعتبرت شهيدة نكيرافين الباحثة بمكتب الزعيم الروحي لشؤون الحج ان "فارسي1" تسعى الى "تأنيث" المجتمع الايراني.

وزاد الاعلان عن عزم "فارسي1" التوسع عبر اطلاق فضائيات اخرى للموسيقى والاطفال حنق المسؤولين.

ووصف موقع على الانترنت مقرب من محسن رزاي القائد السابق لقوات حرس الثورة، هذا الاعلان بانه مخطط مقصود لنشر الاباحية وتدمير اسس الاسرة.

وبنبرة مشابهة اتهم محمد تاغي رحبار رئيس اللجنة الديني في البرلمان الايراني تلفزيون "فارسي1" ببث برامج "تهدف الى تدمير دعائم الاسرة ودفع شباب ايران الى ممارسة الجنس وتعاطي الكحول".

 

(110)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي