نصر اللّه لن يتعاون مع بلمار: قضاؤنا ليس صندوق بريد

في الاحتفال الذي أقامه حزب الله أمس في مجمع سيد الشهداء، لمناسبة يوم القدس العالمي، وفي حضور ممثلين للرئاستين الأولى والثانية فقط، أطلّ نصر الله، متدرجاً في الحديث أولاً عن القدس عاصمةً لفلسطين وعن فلسطين من البحر إلى النهر، وثانياً عن المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية المباشرة التي «ولدت ميتة»، لأن معظم الفلسطينيين أعلنوا رفضهم لها، ثم عن الانسحاب الأميركي من العراق الذي «هو بالتأكيد عنوان فشل وهزيمة»، نتيجة المقاومة وصمود الشعب العراقي، مؤكداً أن محور الممانعة والمقاومة، قياساً بـ«المحور الغربي الإسرائيلي، الذي يتضامن معه بعض الاعتدال العربي»، استطاع في العقد الأخير «أن يحقق إنجازاً تاريخياً كبيراً على مستوى المنطقة وله انعكاسه على مستوى العالم».
وتطرق إلى موضوع المحكمة الدولية، التي كرر أنها باب لاستهداف المقاومة. وعلق على قول المدعي العام دانيال بلمار ـــــ «والجيد أنه فتح لسانه وبدأ يتحدث بالإعلام» ـــــ إن القرائن التي سبق أن قدّمها نصر الله «منقوصة»، بالإعلان مجدداً «نحن غير معنيين بالتحقيق الدولي ولا بالمحكمة الدولية، وبالتالي نحن غير معنيين بالإجابة عن أسئلة أو طلبات المدعي العام للمحكمة الدولية»، لافتاً إلى أن الحزب قدم ما لديه إلى القضاء اللبناني، وإذا كان لدى هذا القضاء «أسئلة ومتابعات تعنيه هو كقضاء لبناني يريد أن يحقق حولها فنحن جاهزون.

 أما إذا كان دوره فقط صندوقة بريد (...) فنحن لسنا جاهزين». وأضاف إن وظيفة القضاء اللبناني ومسؤوليته أن يكون «مهتماً ومعنياً بهذه القرائن وبهذه المعطيات وبالتحقيق مع العملاء وشهود الزور»، أما «إذا كان المدعي العام يهتم بالقرائن التي قدمناها أو لا فهذا شأنه، ولكن اهتمامه أو عدم اهتمامه سيكون مؤشراً هاماً جداً يؤخذ في أي تقييم لسلوك وأداء المدعي العام والمحكمة الدولية».

وتخوف من أن يكون قول «البعض إنه لا يريد طلب مساعدة عربية، بل نريد أن نسلح الجيش من موازنتنا»، باباً لفرض ضرائب إضافية «وعندها تخرج القوى السياسية لتقول إن الشعب اللبناني لم يعد يتحمّل ضرائب جديدة ورسوماً جديدة، ويصبح الأمر أنه لأننا نرفض الضرائب والرسوم الجديدة لا نريد أن نسلح الجيش». ورأى أن من «المضحك أن لبنان الذي كانت تفرض عليه شروط أميركية وغربية في التسليح (...) عندما تحدثنا عن تسليح إيران للجيش اللبناني خرج الناس ليضعوا شروطاً على إيران (...) مثلاً سمعت عبقرياً يقول: نحن نقبل بالمساعدة الإيرانية بشرط أن توقف دعمها للمقاومة في لبنان».