أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تخت شرقي: الواقعية المُغرقة بالفوضى

يتميز مسلسل "تخت شرقي" للمخرجة رشا شربتجي بأنه من أكثر الأعمال الدرامية متابعةً من قبل المشاهدين العرب والسوريين بشكل خاص، لأنه يمسهم بشكل مباشر.

ويتبع المسلسل للأعمال الدرامية الاجتماعية المعاصرة التي تتحدث عن الفرد السوري بعلاقته مع من حوله ضمن الأوساط العائلية والعملية والشخصية، وهي غالباً علاقة غير صحية وغير متوازنة وتفتقد للموضوعية وللمنطقية كما هي حقيقةً في المجتمع الشرقي.

وتؤكد مخرجة العمل لإحدى الصحف أن المسلسل عمل فوضوي "يتحمل الفوضى ابتداءً من النص إلى التقطيع إلى الممثلين إلى التناقضات بين الشخصيات، حيث لا يوجد فيها خير مطلق وشر مطلق، وهي واقعية تشاهدها في الشارع".

وتقول شربتجي إن المشاهدين سيلحظون ما هو جديد في "تخت شرقي" من ناحية النص والممثلين، وطبيعة العمل المختلفة عن الأعمال السابقة كلها.

ومع أن المشاكل والمواضيع المطروحة في العمل، لم تكن جميعها جديدة على المشاهد، إلا أنها أخذت منحىً آخر كون العمل يحاول الفصل بين جيل الآباء وجيل الأبناء ولو بطريقة غير مباشرة، حيث يتحدث عن مشاكل الشباب المعيشية وفشلهم في الحب والعمل، ثم ينتقل بشكل غير مباشر إلى مشاكل الآباء أو الجيل السابق الذي سبب هذا النوع من المشاكل وأفرز هذا النمط من العيش.

ويلاحظ المشاهد غياب الحبكة الأساسية في العمل بمعناها التقليدي، أي خط حدث واضح لشخصيات محدودة نوعاً ما. فهنا الحبكة مبعثرة وبعثرتها تأتي من كونها شبيهة بالحياة التي تحكي عنها، مشتتة مثلها وضائعة بشخصياتها الكثيرة والتي لا تعرف أن تجد لها مكاناً على أرض الواقع.

وتمتاز شخصيات "تخت شرقي" بكثرتها وتنوعها، حيث لا وجود للبطل أو الشخصية الرئيسية فيما بينها، تماماً كما هو الواقع (لا أبطال وإنما مجرد شخصيات مزدحمة ولكلٍ همومه وأحلامه)، وهذا واضح تماماً من شارة البداية التي تكثر فيها الألوان والممثلون والممثلات وهي تصنف شخصيات المسلسل في نمطين "شباب التخت الشرقي" و"بنات التخت الشرقي".

ويتناول العمل مشكلة تُطرح للمرة الأولى في الدرامية السورية، وهي مشكلة نظرة المجتمع إلى "النازح" هذا اللقب القاسي الذي التصق بأهالي الجولان المحتل الذين نزحوا من أرضهم عام 1967م.

ويعرض العمل لأشخاص كثير ينظرون إلى "النازح" على أنه شخصية دونية أوأقل شأناً منهم، وكأن "النزوح" هو مشكلته وحده ولا يتحمل أعباءها إلا هو وأمثاله، لكن المسلسل لا يكتفي بعرض المشكلة، وإنما يسعى إلى معالجتها عبر شخصية يعرب (قصي خولي) الذي يتولى مسألة الدفاع عن فكرة النازحين ووجودهم وحقوقهم الاجتماعية كأحد أفراد المجتمع.

 

ميدل ايست اون لاين
(253)    هل أعجبتك المقالة (233)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي