قضى مواطن سوري – أمريكي، ينحدر من مدينة السويداء، تحت التعذيب في سجن "صيدنايا العسكري"، بعد أن دفعه الحنين للعودة إلى وطنه الأصلي عام 2021، ليعتقله النظام ويقتله في سجونه سيئة الصيت.
وقالت شبكة "السويداء 24"، إن كحال عائلة المعتقل "جمال شاهين المتني"، ابن السويداء الذي يحمل الجنسية الأمريكية، لم تعرف عن وفاته، إلّا بعد إصدار بيان وضع له من دائرة النفوس، تحوّلت حالته المدنية فيها إلى متوفى.
وأضافت أن "المتني" من مواليد عام 1952، أمضى سنوات طويلة مع عائلته في الولايات المتحدة الامريكية، التي تحمل العائلة جنسيتها، عاد المتني في آذار من عام 2021 بعد الغياب الطويل، إلى بلده الأصلي، الذي تحكمه سلطة لا تتردد في قتل مواطنيها تحت التعذيب في المعتقلات.
ونقلت عن أحد أبناء الضحية من الولايات المتحدة قوله، إن معاناتهم الطويلة وما رافقها من ابتزاز ومماطلة، كان آخر فصولها إصدار ورقة من دائرة النفوس في سوريا، حددت فيها الدائرة وفاته في تاريخ 23/12/2021، أي بعد حوالي خمسة أشهر من اعتقاله.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية السورية لم تبلغهم بشكل رسمي، لا عن وفاته، ولا حتى عن المكان الذي كان معتقلاً فيه، ولا عن مصير جثمانه، كما أن تلك الاجهزة لم تتجاوب مع أي إجراء قانوني اتخذته العائلة، لمعرفة مصير السيد جمال بعد اختطافه.
وأكد ابنه والعديد من أفراد الأسرة في اتصالات أجرتها معهم السويداء 24، أن السيد جمال لم ينخرط في أي نشاط سياسي، ويبدو أن مسألة اعتقاله، كانت مرتبطة في الدرجة الأولى بالجنسية الأمريكية التي يحملها، وفق ما يرجّح بعض أقاربه.
وأوضحت الشبكة أنه بتاريخ الخامس من تموز 2021، اقتحمت مجموعة مسلحة يقودها "راجي فلحوط"، وهو من أعضاء المخابرات العسكرية السورية، المدرجين في قوائم العقوبات الأمريكية بسبب تجارة المخدرات، منزل السيد "جمال" في مدينة السويداء، وقام أفراد المجموعة بخطفه تحت تهديد السلاح، أمام انظار شقيقته وأفراد من أسرته.
وعلمت العائلة لاحقاً عبر وساطات، أن فلحوط اقتاد السيد جمال إلى شعبة المخابرات العسكرية في دمشق، التي كان يرأسها وقتذاك اللواء "كفاح الملحم"، رئيس جهاز الامن الوطني الحالي، أعلى سلطة أمنية في سوريا، ولم تُبلغ العائلة بشكل رسمي عن سبب الاعتقال، ولا عن مكانه، ولم يسمح لها حتى بتوكيل محامٍ له.
وخضعت العائلة حسب شهادات وثقتها "السويداء 24" من المقربين، لابتزاز من ضباط ووسطاء، كان بينهم عقيد في الجيش السوري، طلب مبلغ 13 ألف دولار من العائلة، بعدما قدم وعوداً بالإفراج عنه، مدعياً أنه السيد جمال معتقل بتهمة "تمويل الإرهاب"، وهو ما تنفيه عائلته بشكل قطعي، مؤكدة أن الضابط المذكور، حصل على المبلغ المطلوب، واختفى من بعدها.
وقالت ابنة السيد جمال في اتصال سابق مع الشبكة، إن آخر معلومة وصلت عن والدها، كانت تحويله إلى سجن صيدنايا، الذي تصفه تقارير دولية بالمسلخ البشري، نظراً للجرائم الفظيعة التي ارتكبتها السلطات السورية فيها بحق آلاف المعتقلين.
وتواصلت عائلة الضحية مع السلطات الأمريكية في عدة مناسبات، مثل وزارة الخارجية، والسفارة الأمريكية في تركيا. وكانت السلطات الامريكية تقدم الوعود بمتابعة القضية، وتشير في نفس الوقت إلى عدم وجود تواصل مباشر مع نظام الأسد.
وأشارت إلى أن أفراد العائلة بقوا على هذا الحال، ينتظرون أي خبر يطمأن قلوبهم عن مصير أبو خالد، الرجل المسن، صاحب الابتسامة اللطيفة، الذي كان يعاني من أمراض منها مرض القلب، حتى جاء خبر وفاته عبر دائرة النفوس.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية