أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تحيـــــــــــــة للجيش اللبناني ...د. عوض السليمان.


 دكتوراه في الإعلام - فرنسا


منذ زمن طويل، منذ الثمانينيات، أو حتى قبل ذلك وأنا أتابع أخبار الاعتداءات البربرية للكيان الصهيوني على لبنان، أذكر ولا أنسى الجمل الإخبارية في الإذاعات العربية، حلقت طائرات العدو فوق إقليم التفاح، وقصفت الزهراني وأوقعت شهداء وجرحى، وفي الشوف والليطاني فعلت ما هو أشد وفي قرية العديسة حدث كذا وكذا....الخ. هذه الأخبار، كانت معتادة ويومية لدرجة أن تأثيرها كان ضعيفاً على المتابع، خاصة مع مرور الوقت والاعتياد التدريجي على تلك الأنباء.

ورويداً رويداً، لم يعد المستمع أو المشاهد يهتم بتلك الأخبار، التي تسير كما تسير الساعة دون توقف. وزاد الطين بلة تفشي مظاهر الإباحية في لبنان والأقراط المنتشرة في آذان وصدور الرجال، وتحت ملابسهم وانتشار ثقافة اللواط القادمة من أوربا، وانتشار كثير من الفضائيات اللبنانية التي جعلت قبلتها نشر الجنس والرذيلة.
بالعودة إلى تلك الاعتداءات، ومع كثرتها على لبنان، واهتمام إذاعات عربية بتفصيلها وذكر عدد وأسماء الشهداء، أقول مع كل ذلك كان المواطن العربي يتمنى سماع جزء من الخبر لم يكن ليذكر البتة، وهو ماذا فعل الجيش اللبناني للرد على العدوان، وكان من المؤسف ألا نسمع إلا تلك العبارة التشجيعية التي تطلقها إذاعة لبنان ودمشق سواء بسواء، "وقامت المضادات الأرضية بالرد على الطائرات المعادية وإجبارها على الفرار".
اليوم فقط، تكلم الجيش اللبناني، فلم يعد هشّاً ورد بالفعل على العنجهية الصهيونية، وواجه على الفور الاختراقات الصهيونية لأراضيه، بل واستطاع قتل ضابط صهيوني برتبة مقدم، وجرح ثلاثة آخرين. وهذا بالضبط ما وعد به الرئيس اللبناني ميشيل سليمان، بأن الجيش اللبناني لن يكون لقمة سائغة للعدو وهو جاهز للدفاع عن لبنان وأرضه.
لا أعتقد أن عربياً واحداً، لم يفخر هذا اليوم، بثبات الجيش اللبناني ودفاعه عن أرضه، بكل بسالة، حيث قدم ثلاثة شهداء وقتل من عدوه ونال منه نيلاً يرفع به، ليس رؤوس اللبنانيين فحسب، بل رؤوس الشرفاء في كل مكان.
الصهاينة مجموعة من الشذاذ والمجرمين، وقطاع الطرق، لا يدافعون عن أرضهم بل يعتدون على أرض غيرهم، وهم يعلمون أنهم إلى زوال عاجلاً أم آجلاً، ولبنان اليوم يدافع عن أرضه وشرفه، بل لنقل إنه يدافع عن شرف كل العرب، تماماً كما يفعل المجاهدون في العراق، و في فلسطين.
بدا اليوم واضحاً، حتى للجاهل بأمر بني صهيون، أن الكيان الغاصب هذا، ما هو إلا مجموعة من الجبناء، لا يقاتلون إلا من وراء جدر أو في قرى محصنة، فقد لقنهم حزب الله دروس تموز التي لن ينسوها، وكذلك لم يفلح كل إجرامهم بإسقاط حماس، وهاهم اليوم، ينكشفون أمام الجيش اللبناني.
كنت واثقاً ولا أزال، أن الجيش اللبناني وحده، أو الأردني وحده، أو الجيش الأصغر منهما قادر لوحده أيضا أن يكسر شوكة الصهاينة، ويردهم على أدبارهم خاسرين، ذلك لو تواجدت الإرادة السياسية العربية، ولو كفّت الجامعة العربية عن الركض إلى مجلس الأمن وتقديم شكوى، ومخاطبة المجلس بنرجوكم ساعدونا.
ولو قرر رئيس عربي واحد أن يواجه الكيان الصهيوني، لوقع الأخير في ورطة، ولكفت الهجرة المعاكسة لإسقاط هذا الكيان الإجرامي، ولكن ماذا نقول ونحن نعلم عليم اليقين، أن الإرادة السياسية لكثير من الدول العربية، هي في إبقاء شرعية دولة صهيونية، ليسهل على الحكام السيطرة على الشعوب العربية وسرقة الميزانيات ووضعها في مصارف سويسرا بحجة مقارعة العدو. وإنني على يقين أن محادثات السلام مع العدو ما كانت لتبدأ لولا رغبة كثير من قادة الاعتدال العربي بالحفاظ على دولة الصهاينة في فلسطين، فلقد علم كثير من القادة، أن طريق السلام لو فشلت، فستثور الأمة ، ولن يكون هناك إلا طريق الحرب، وإن نشبت فسيخسر هؤلاء القادة الكيان الصهيوني الذي ستسقطه بصقات الشعوب العربية، وعندها سيفقد هؤلاء القادة شرعيتهم إلى الأبد وينكشف مستورهم.
نحن نعلم، أن باراك ونتنياهو وليبرمان، ما كان ليرضيهم ، أن تتقارب السعودية مع سورية ويذهب القائدان العربيان معاً إلى بيروت، ليؤكدا على استقرارها، ودعمها، فأرادوا أن يخلقوا هذه الفتنة هذا الصباح، ولكن الجيش اللبناني كان لهم بالمرصاد، ولقد خسر الكيان الصهيوني أيما خسارة في اعتدائه اليوم على لبنان، إذ كشف أكثر فأكثر ضعفه ومهانته حتى أمام جيش صغير غير مجهز كالجيش اللبناني. هذا الكيان، الذي لا يتوانى عن الخسارة كل يوم، فقد فضح نفسه أمس أمام سفينة الحرية، حيث كشف العالم كله من هم الصهاينة، وفضح نفسه اليوم، أمام الشعوب العربية وأمام نفسه، عندما بين ضعفه وجبنه، وهذا بالضبط ما سوف يزيد من ثقة المواطن العربي بحتمية خسارة العدو في المستقبل، وزاد أيضا من ثقة الجندي العربي بنفسه فيما لو نشبت حرب في المنطقة، وندعو الله أن تنشب، حرب لا هوادة فيها.
الرئيس اللبناني حيا مقاتليه البواسل، وكذلك فعلنا جميعاً وشعرنا بالفخر، ولكنني أستغل الفرصة لأطلب أيضا من الرئيس سليمان أن يعمل على لم شمل البيت الداخلي وتجميع سكانه في ظل وحدة وطنية دائمة وفي الوقت نفسه أن يعمل على وقف بث السموم التي تنشرها فضائيات من أرض لبنان، لا هم لها إلا ثقافة اللواط، ونشر الفساد.
أعلم أن" جسد" هي طفرة مَرَضية إلى زوال، وأن" حلم" كذلك، وسيبقى لبنان عربياً بثقافة عربية، أما ثقافة الواوا وأخواتها ، فستعود إلى مصدرها هناك في الغرب، حيث حضارة اللواط المزدهرة.
تحية مرة أخرى إلى الجيش اللبناني، وتحية لمواقف الشرفاء العرب من الاعتداءات الهمجية على لبنان، تحية للموقف السوري وأيضا للموقف المصري والذي أرجو أن يظل راسخاً وأن يتحرك نحو خطوات عملية من توقيف للعربدة الصهيونية في شرم الشيخ، وقطع لإمدادات الغاز، بل وقطع كامل للعلاقات الدبلوماسية مع العدو، " وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم".

 

(87)    هل أعجبتك المقالة (87)

محمد الزعبي

2010-08-05

أظن أن هناك كملة ناقصة في المقال حيث يقول الدكتور والأقراط المنتشرة في آذان وصدور الرجال، وتحت ملابسهم وانتشار ثقافة اللواط أعتقدأن هناك كلمة //الداخلية// ناقصة وتصبح العبارة وتحت ملابسهم الداخلية...ولا شو رايك دكتور.


حمصي

2010-08-07

ليس الهدف من هذا التعليق الاعتراض على ماقاله الاستاذ عوض السليمان فأنا من متابعي مقالاته وأبحاثه أيضاً، ولكنني معترض على ما قاله من أن مجلة جسد الجنسية، وجمعية حلم اللواطية، هي طفرات في لبنان، وأن ثقافة الشعب اللبناني هي ثقافة عربية أصيلة اسمع يا دكتور، لقد عشت في لبنان حوالى خمس سنوات وأعتذر أن أقول لك أن ثقافة حلم وجسد هي ثقافة الشعب اللبناني أو 80 بالمئة على الأقل منه، يا دكتور أنا مسيحي وحتماً لا أرى الأمور بنفس المعايير التي تراها، ومع ذلك كنت في غاية الصدمة في لبنان، فهناك رجال يعرضون بناتهم علينا ونحن نسير في الطريق، وهناك سيارات تاكسي مخصصة للعلاقات الجنسية للذين ليس عندهم بيوت، وفي بيروت الشرقية ضربونا لأننا لا نعرف الفرنسية ونتكلم العربية فقط، وهم يفضلون إسرائيل على سورية، ولا أريد أن أذكرك بما فعل جعجع وما فعل أنطوان لحد، وما فعل عون قبل خمس عشرة سنة، ويكفي يا دكتور أن تذكر أنه في سنة واحدة 2009/2010 تم القبض على مئة جاسوس في لبنان، فاي ثقافة عربية في لبنان، هما ثقافتان إحداهما إيرانية والأخرى إسرائيلة فرنسية مشتركة. تحياتي لك دكتور عوض السليمان،وأقدر أنك تكتب من موقف عروبي..


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي