أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل سمعت عن " وثبة تل"؟ ... محمد عبده العباسي

ترجع تسمية موقع وثبة " تل " إلى المكان الذى وثب فيه البطل السويسرى الشهير " وليام تل " الذى اقتاده رجال الحاكم المحلى لسويسرا ويدعى " جيسلر " ليقوموا بسجنه فى إحدى الجزر الواقعة فى سويسرا ..
وتبدأ قصة وليام تل الذى يعد شخصية محورية ورئيسة فى ملحمة حركة الإستقلال التى قام بها الشعب السويسرى فى القرن الرابع عشر ضد " آل هابسبورج " ..
هذا البطل عده الناس هناك شخصية حقيقية حتى أثبت العلماء المحدثين أنه شخصية أسطورية وتحكى القصة أن " جيسلر" الحاكم المحلى لتلك البلاد وكان طاغية وجباراً قد قام بوضع قبعة له فى أحد الأسواق وأمر الناس كلما مروا بضرورة أن ينحنوا أمامها تعظيماً وانصياعاً فيدل ذلك على خضوعهم لحكمه وإستبداده ..
إلا أن مواطناً رفض بإباء وشمم الإنصياع أو الرضوخ لتلك الأوامر ، وتناهت الأخبار للحاكم الطاغية " جيسلر " فأمر على الفور بالقبض عليه ، ومحاكمته..
تم القبض على وليام تل ، وبدأ " جيسلر " يختبر قدرات ومهارة وليام تل فى الرمى بالسهام ،ليقيس مدى مهارته فقام بوضع تفاحة على رأس أحد أبنائه وطلب من " تل" أن يصوب سهامه نحوها شريطة ألا يسقطها بسهم واحد .
قام وليام تل بوضع سهم من سهامه فى القوس ووضع سهماً آخر فى حزامه ، وسدد من قوسه على الفور سهمه فأصاب التفاحة ، وتعجب " جيسلر" حينئذ ثم سأله عن السهم الذى فى حزامه ، فأجابه :
ـ لقد كنت أعتزم تسديده إلى قلبك يا " جيسلر" إذا حدث خطأ وأصيب الإبن .
فى تلك اللحظة انتابت " جيسلر " حالة من الغيظ الشديد وقان على الفور بإصدار أوامره لرجاله بأن يشدوا وثاق " تل" وأن يحملوه فى قارب ويقوموا بحبسه فى سجن بالبحيرة ..
سار القارب فى طريقه يشق ماء البحيرة ، وقبل أن يصل إلى ساحل الجزيرة غافل " تل" جميع الحراس ، وقام بالوثوب من القارب فى مكان بالبحيرة وثبة متقنة عُرف مكانها بإسم وثبة " تل" ..
وظل يسبح ويسبح دون أن يلحق به أحد ، حتى اختفى عن أنظارهم تماماً فظنوا أنه قد غرق ..
ولم يمض وقت طويل حتى فوجئ " جيسلر" وهو يتبختر وسط جنوده وأتباعه بمن ينقض عليه انقضاض الأسد الهصور ليرديه قتيلاً ..
سؤت أنباء مصرع " جيسلر " فى كل أنحاء سويسرا فاشتعلت أوار نار الرغبة العارمة فى نفوس الشعب ، وكانت تلك هى اللبنة الأولى لتكوين ماسمى بـ " الإتحاد السويسرى " بعد الحصول على الحرية والإستقلال والتخلص من الطغيان .

(136)    هل أعجبتك المقالة (132)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي