أكدت منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أن تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية في مناطق شمال غربي سوريا، يزداد مع المنخفضات الجوية والهطولات المطرية الغزيرة، لا سيما في مخيمات المهجرين ومخيمات منكوبي الزلزال، مع الأضرار الكبيرة التي خلفتها السيول وارتفاع منسوب مياه نهر العاصي وفيضان مياه عدة مجاري رافدة له، واختلاط مياه السيول مع مياه الصرف الصحي في العديد من المناطق والمخيمات.
وشددت في تقرير لها على أن كل ذلك رفع من مؤشرات خطر الفيضانات وخطر انتشار الأمراض والأوبئة كالكوليرا الذي سجل 1195 إجمالي العينات الإيجابية بحسب تقرير الأسبوع الثاني من عام 2024 الصادر عن شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة، منذ بداية تفشي المرض أواخر عام 2022.
وقالت إن فرقها استجابت خلال الأسبوع لأكثر من 110 مخيمات متضررة جراء العواصف والسيول في مناطق شمال غربي سوريا، تضرر بها أكثر من 233 خيمةً بشكل كلي، و1963 خيمةً بشكل جزئي، كما تضررت طرقات المخيمات، وتسربت مياه الأمطار لمئات الخيام.
وأضافت أن الفرق كثفت أعمالها خلال الأسبوع تلبيةً لنداءات الاستغاثة وتخفيف المعاناة عن المدنيين في المخيمات، وعملت الفرق على حفر قنوات لتصريف المياه من المخيمات والتجمعات السكنية، وشفط المياه منها وإبعادها عن الخيام، وفتح الطرقات التي أغلقت بسبب السيول والانجرافات الصخرية، وشفطت المياه من عشرات المنازل والمرافق العامة والساحات، كما رفعت الفرق جاهزيتها مع ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي للاستجابة لأي طارئ، وتعمل الفرق على تدعيم الساتر الترابي على كتف النهر المتصدع جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة العام الفائت لمنع فيضان مياه النهر التي غمرت مناطق واسعة من الأراضي الزراعية لمساحات أوسع ووصولها لمنازل المدنيين في العديد من القرى والبلدات.
وواصلت متطوعات الدفاع المدني السوري جولات الرعاية الصحية في مخيمات شمال غربي سوريا، بزيارات المخيمات وتقديم الخدمات الصحية للمدنيين، لا سيما الأطفال وكبار السن الأكثر تأثراً بانخفاض درجات الحرارة وتغيرات الطقس والمنخفضات الجوية، وتقديم خدمات الإسعاف لمن يحتاج رعاية متقدمة ونقلهم إلى المستشفيات.
وقالت إن الأضرار الكبيرة التي سببتها الأمطار الغزيرة لم تكن لتحدث لو كان السكان يعيشون في ظروف طبيعية، لكن تداعيات حرب نظام الأسد وروسيا جعلت من موسم الأمطار الذي ينتظره السكان كابوساً يزيد معاناتهم، في ظل وجود نحو مليوني مهجر يعيشون في المخيمات التي تفتقد لمقومات الحياة والبنية التحتية، وجاءت كارثة الزلزال المدمر في 6 شباط الماضي لتشرد عشرات آلاف العائلات وتضعف سبل العيش.
واعتبرت أن المأساة التي يعيشها المهجّرون لا يمكن حلها عبر تقديم الخدمات للمخيمات رغم أهميتها وضرورتها ولا بناء مخيمات إسمنتية فمعاناتهم أعمق من مجرد السكن، وإنما الحل الجذري والوحيد يكون في توفير الأمان للمدنيين للعودة إلى مساكنهم وعندها تتضاءل الحاجة للدعم الإنساني والإغاثي، وإلى حين هذا الحل يجب أن تتحقق لهم ظروف عيش تحفظ كرامتهم البشرية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية