أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

موسم الهجرة النسائية من قناة الجزيرة ... د.خالد ممدوح العزي

مقارنة بين الإعلاميات في قناة العربية وقناة الجزيرة:

تعتبر قناة الجزيرة والعربية من اكبر ومن أهم القنوات العربية الفضائية التي تعمل على التغطية الإخبارية لمدة 24 ساعة يوميا ويكاد التنافس يصل إلى حدته بين المحاطتين،وهذا ينقسم على محازبي المحاطتين ،لان الوطن العربي ينقسم من حيث الصوت والصورة بين أنصار ومشاهدي هذه القناة أو تلك،فإذا كان العديد ينعت العربية بالعبرية ،ويصفها بأنها تخدم المشروع الصهيوني والغربي ،لأنها لا تخدم ولا تروج لمشروعه السياسي ،فالفريق الثاني الذي يصفها بأنها تروج لمشاريع الممانعة والتطرف الإسلامي في المنطقة وبنفس الوقت عملت قناة الجزيرة على التطبيع الإعلامي والثقافي مع العدو الإسرائيلي نتيجة،استضافة محللين سياسيين وضيوف إسرائيليين،على الهواء مباشرة فاتحة الطريق منذ تأسيسها في العام 1996 ،أمام كل القنوات العربية بممارسة هذا العمل الإعلامي الجديد في الوطن العربي .
لكني سوف أكون من جمهور الإعلاميات الذين يمارسون مهنة الإعلام كمذيعات ومقدمات البرامج السياسية والثقافية، والمراسلات، مراسلات الميدان.
ولكوني باحث وكاتب صحافي لا يهمني سوى الخبر،ونقله الموضوعي كما تعمل به مبادئ علم الصحافة العامة في تعاطيها مع الخبر،ولكوني مناصرا للمرآة في عالمنا العربي ،الذي تحارب من الجنس الأخر بسبب جنسها،وكونها جزاء ناقص في عالمنا العربي بالوقت التي أثبتت ، المرآة نفسها، وأنها تمتلك قدرة هائلة في جميع الميادين التي تعمل بها وتسجل نجاحا باهرا أمام سلطة الرجل.فالجزيرة التي اعتمدت على الإعلاميات العربيات واللبنانيات بشكل خاص من يومها الأول، كانت تخوض حربا دروس ضد سلطة الإعلام النسائي والخوف من قدرتهن باعتبار،"أن كيدهن عظيم"،عظيم جدا إذا كان مستوى الإعلاميات عالي جدا وهو على مستوى يرفع رأس الإعلام العربي على المستوى العالمي ،لكن الجزيرة التي واكبنا عملها منذ البداية ،كانت المرأة فيها محاصرة ودورها مكتوم،فالمرأة لم تتسلم منصب أو مركز مميز فإذا فيها كما هو في نقيصتها،أو منافستها الإعلامية الأخرى"العربية"،كما هو معرف في مصطلحات عالم المال والتجارة.


لنأخذ حالة"مي بيضون" الإعلامية اللبنانية مراسلة قناة الجزيرة في بيروت ،والتي كانت من رواد العمل فيه في أيام لبنان الصعبة حتى الانسحاب الإسرائيلي من لبنان فجاءه تغير عمل الجزيرة،أعطي مكتب الجزيرة إلى إعلامي،كان مراسل القناة في طهران،و سرحت الإعلامية تدرجيا من عملها،في مكتب بيروت،ومن الجزيرة الخروج الغريب لكل من الإعلاميتان الشهيرتان"ريما صالحة ومنتهى الرميحي."
لقد كان خروج ريما صالحة مهرجاننا إعلاميا قامت به الجزيرة أدى إلى التهديد بالقتل،وخاصة بان ريما صالحة ومنتهى ذهبوا إلى قناة العربية، وفيها يقدمان أفضل البرامج الإعلامية على الشاشات العربية .
ريما صالحي التي تقدم برنامج" صناعة الموت "والتي تقف فيه بوجه الإرهاب والقتل الجماعي من خلال الالتقاء بأشخاص نفذوا وخطاطو لهذا العمل، مغلفين إعمالهم باسم الدين الإسلامي،فهذا العمل يهدف إلى توعية المشاهدين من إخطار التطرف التي توم به منظمات تنفذ وتقتل الأبرياء والأطفال والشيوخ تحت حجة التكفير،أما منتهى الإعلامية التي تقدم برنامج يومي على العربية،يتم الأضواء من خلاله على المع الأحداث،من خلال مناقشه هادئة وبناءة تقوم بها المحاورة مع الضيوف والوصول إلى نتيجة حتى لو كان الاختلاف بالرأي لان شعار القناة أن تعطي مجال للأخر من اجل التعبير.لم نعرف نزوح على شاشة القنوات العربية،مثل هذا النزوح من قبل، وخلاف يخرج إلى العلن،في العربية مثلا لان العربية تحافظ على كوادرها ولا تخوض معهم سجال يؤدي بهم إلى الخروج منها،فالهجرة شيء خطير في الحياة العامة للناس،فكيف إذا كانت هذه الهجرة من شاشات القنوات الكبرى كالجزيرة لإ أذا كانت الهجرة الجمعية التي قدمتها مذيعات الجزيرة هي من اجل اللبس الذي يعتبر أكثر حشمة فذا ليس هو السبب الرئيسي للعملية التي أدت بهم للخروج الجماعي وتقديم استقالات من بيت عاشوا فيه مدة طويلة وأعطوا له كل ما بوسعهم، لان لباسهم محتشم وهن أديبات في تعاملهم،لكن المسألة أكثر بكثير من ذلك بين الإعلاميات ونائب رئيس القناة أيمن جاب الله، فالقناة ومجلس إدارة القناة لم تحسم الأمر نهائيا في معالجتها لذا الموضع،إن عملية الاستقالة المقدمة من قبل المذيعات شيء مميز،وجيد وعمل شجاع قامت به الإعلاميات وهذه خطوة ثالثة تنفذ على مستوى الشاشات في الوطن العربي،فإذا كنت الإعلامية اللبنانية "مي الشدياق"كانت السباقة في إعلان استقالتها غلى الهواء مباشرة من على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال،وتلتها الإعلامية اللبنانية" شذا عمر" من على نفس المنبر اللبناني وبنفس الطريقة لتشكل حالة عادية يمكن استخدامها فيما بعد ،وهذا ما فعلته الإعلاميات الخمسة المستقيلات بتاريخ 30 أيار، مايو من العام 2010 وهن:

" جمانه نمور "لبنانية" ولونا الشبل "سورية"ولينا زهر الدين "لبنانية" وجلنار موسى "لبنانية" ونوفر عفلي "تونسية"والمذيعات "إيمان بنورة وليلى الشيخلي وخديجة بن قنة" شاركن في تقديم الشكوى لإدارة الشبكة لكن لم يقدمن استقالاتهن.
فإذا كان التهكم على للباس لماذا التهكم على حجاب الإعلامية الجزائرية"خديجة بن قنة"،التي تقدم برنامج الشريعة والحياة ومقدمة إخبار" التي يصف حجابها بأنه مزركش،فهي التي كانت مرشحة لمنصب مديرة القناة مكان الأستاذ وضاح خنفر، ماذا تريد إدارة القناة بان ترتدي الإعلاميات على شاشتهم النقاب أو"البرقع"،ولبد من التذكير هنا بأن"مذيعات قناة الجزيرة يأتنا في صدارة قائمة المذيعات الأكثر احتشاماً في المشهد الإعلامي الفضائي العربي"،و لكن نقطة الاحتشام في اللباس لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير، والموضوع أكبر وأوسع من هذا بكثير !!! وذكرت إحدى المذيعات بأن الاستقالة أتت نتيجة"تراكمات خمس أو ست سنوات، وبسبب سياسة لا تحترم القواعد المهنية، فالموظف لا يعامل حسب مؤهلاته وخبرته ولكن حسب مزاجية بعض المسؤولين". وحسب رأي رئيس التحرير نفسه الذي أصدر القرار في مسألة اللباس والماكياج والتسريحة، وقبل إصدار القرار تم الاطلاع على المعايير المتبعة في مؤسسات إعلامية كبرى مثل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"و"سي ان إن" الأميركية. لكن السبب هو المنافسة التي تقوم بها الجزيرة للسيطرة على العالم الإسلامي من خلال القدرة والخبرات الموجودة لديها فهي تنافس قناة ال"بي بي سي" البريطانية ومحاولة امتلاك الإمكانيات التي بحوزتها،فهذا التنافس على حساب الإعلاميات والحد من أعطى دورا مميزا لهم في العمل الإعلامي ،وكسب ثقة المسلمون عامة والمتطرفون خاصة ،فكانت الهجمة على الإعلاميات وعلى أشهر الوجوه في إعلام الشرق الأوسط، والذي لا يتناسب مع شعر الجزيرة نفسها الرأي والرأي الأخر، فإذا ترقبنا عملية الهيكلية الجديدة في القناة حسب تصريح المدير العام وضاح خنفر،والتي من دور الإعلاميات واستبدالهم بالعنصر الذكري،فالمحطة تتجه نحو سيطرة القوة التعصبية،وتخرج من منطق الاعتدال التي اتسمت به القناة طوال الفترة السابقة التي دفعتها بان تكون مرجعا ومصدرا إعلاميا مميزا للعديد من الوسائل الإعلامية العالمية .


المراسلات:
تتميز العربية بكثرة المراسلات التي تقوم بالإعمال الميدانية وتحتل فيها،كمديرة مكتب مصر،"رندا أبو العزم "، ومراسلة غزة ،"حنان المصري"، واشنطن "منى الشقاقي"،القدس،"ريما مصطفى"، وبيروت كل من"نسرين حاطوم، وعلياء إبراهيم" ،ودمشق "يارا العشي". العراق الشهيدة" أطوار بهجت"،التي قضت نحبها إثناء عملها كمراسلة في الميدان العملي . إضافة إلى برامج "التوك شو" السياسية التي تقوم بتقديمها إعلاميات مرموقات على قناة الإخبارية والتي تتميز بها شاشة العربية كما التلفزيونات الأخرى،المصرية واللبنانية والتي يكون للإعلاميات دورا هاما يكاد لا يقل أهمية عن دور الرجال.


البرامج المميزة للعربية التي تقدم على الشاشة من قبل الإعلاميات :
برنامج بنورا ما اليومية للإعلامية الأردنية "منتهى الرميحي ،" صناعة الموت،للإعلامية اللبنانية ريما صالحة كل أسبوع"، صباح العربية كل يوم مع الإعلامية الفلسطينية الشابة راوية العلمي ومحمد عبيد ،تقديم برنامج السلطة الرابعة "الصحافة العالمية"للإعلامية اللبنانية "جزيل حبيب كل يوم مساء"،نهاية الأسبوع كل يوم جمعة للإعلامية اللبنانية ،نجو قاسم،الثامنة مساء اليومي التي قدمته الإعلامية اللبنانية ريما مكتبي التي أنهت خدمتها في العربية لتتحول بمساعدتها إلى قناة إل"سي إن أن" العالمية وبمساعدة ومباركة من قناة العربية نفسها، لتتطور الإعلامية الشابة نحو الشهرة الإعلامية والنجومية،البرنامج المميز للإعلامية جزيل خوري استديو بيروت ، برنامج من العراق الإعلامية اللبنانية سهير القيسي ، والإعلامية السعودية الشابة سارة الدندراوي، في برنامج غذائك وصحتك، برنامج محطات "ابتسام الأمين، وإعلاميات نشرات الاقتصاد ،و فقرات من عالم المال والإعمال، إضافة إلى مذيعة ومراسلة رياضية ليليان تنوري،ومقدمات حالة الطقس، والإعلاميات المذيعات في نشرات الإخبار اليومية، ك" ميسون عزام ،وزينة يازجي ،منتهى الرميحي ، نجو قاسم،سهير القيسي وأخريات". هذه الوجه كلها هي للإعلاميات العاملات في الميدان الإخباري.


أما الإعلاميات المحررات:
في غرفة الإخبار "نيوز روم"، لا نعرف عن عملهم شيء من هو مدير النشرات الإخبارية،مع العذر الشديدة من الزميل الدكتور نبيل الخطيب،رئس تحرير النشرة الإخبارية في القناة ونقول له شكرا على تقديه الجيد والمتزن للنشرة الإخبارية والشاملة، ففي هذه النشرات نلم يغيب عنى الصوت النسائي في تلاوة التقارير الإخبارية .
نتمنى لقناة العربية أن تستمر بهذا الإطار نحو إعطاء دور مميزا للإعلاميات في إظهار قدرتهم وتفوقهم في العمل الصحافي الإعدادي والتحريري والتقديمي ،دون تقليص من قدراتهم والحد من عطائهم تحت ذرائع مختلفة من اجل استمر اضطهاد العنصر النسائي تحت شعارات مختلفة،أو تفسير خاطئة لآيات قرآنية حسب مبتغى شخصي بان الرجل قوومن على النساء وان المرأة ناقصة عقل ودين.

 نتمنى للعربية الاستمرار بهذه السياسة وكذلك لتلفزيون المستقبل الإخباري والقنوات المصرية أن تبقى على متابعة هذا الخط. نحن لا نريد التعليق أو النقد على العمل المهني أو الاتجاه السياسي أو الفكري لأي من القنوات ،لكن من حيث حرية الإعلاميات في ممارسة عملهم المهني ف القنوات، ففي هذا المجال اخذ شاشة أو محطة مقابلة لقناة الجزيرة ولها ذات الوزن والتأثير الشعبي والمهني في العالمين الإسلامي والعربي.
تحية إلى الزميلات المستقيلات من قناة الجزيرة على هذه الوقفة الشجاعة بوجه الظلم المستبد من قبل سلطة الرجل الذي يخاف من قوة المرأة وتقدمها المميز في لبنان،فالسبب الرئيسي الذي يكمن في داخل هذه العملية التي تحاك ضد الإعلاميات هو التنافس بين الرجل والمرأة صراع على السلطة ، لا تخافوا احد أيها الزميلات لا "أيمن جب الله ولا وضاح خنفر" ولا أية سلطة تحد من قدرتكم ودوركم،تحية لكم ولكل الإعلاميات العاملات في كل القنوات الإعلامية ،انتم وجوه المستقبل المشرق والواعد على شاشات القنوات الفضائية العالمية ،فانتم الإعلاميات اللامعات على القنوات الإخبارية، لذا نقف معكم ومع قضيتكم وعنفوانكم بوجه كل التسلط .


[email protected]

باحث إعلامي، مختص بالإعلام السياسي والدعاية
(91)    هل أعجبتك المقالة (121)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي