أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رسالة اعتذار .... أحمد سليمان العمري



تقبَّلِي مِنِّي ألْفَ اعتِذارٍ واعتِذار

ما مَنَحْتِني أنْتِ كَيْ

تَرِ ِوسْعَ مُحيطي

وصَخْبَ مَوْجي,

عَلا بَعدَ كُلَّ الطُّموحِ والبِحار

ولا عِشْتِ قُرْبي كالإيمان,

عِبادَةً وصَلاةً خَيْرَ الأنْهارِ غِمار

ما كُنْتُ شَريكَ الأحْلامِ والدَّار

ولا كُنْتُ الذي تَتَمَنَّيْنَ

فِي الحَيَاةِ والأقْدار

تقبَّليِ مِنِّي ألْفَ اعتِذارٍ واعتِذار

لأنِّي مَا سَكَنْتُ القلْبَ أو نَسيتُ

والخِيانةُ النِّسْيانَ

والهَرَبُ في أحْضانِ الأغْرار

لأنِّي ما رَشِدْتُ طَريقَ الأسْرارَ

أو حَضَنْتُ مَعَكِ الصِِّغار

أو أَزَلْتُ الوِشاحَ وعَنِ النَّشوةِ الغمَار

تقبَّلي منِّي ألفَ اعتذارٍ واعتِذار

الأوَّلُ: ما عَرَفْتُ غيرَ الصِّدْقِ

وحُسْنَ الجِوار

والثَّاني: إخْلاصِي وَوَلائِي ونيَّتِي

الإستِمْرار

والثَّالِثُ: يَقِينِي الأخْرَسُ فِي قَلْبِي مُنْذُ

البِدْءَ إسْدالِ السِّتار

وألْفَ اعتِذارٍ لأنِّي ما تَمَنَّيْتُ

أَنْ يَكُونَ لِي غَيْرُكِ خَيار

أو في قلْبِي أُنْثَى ما كانَتْ أنْتِ...

وإن ما سَكَنَ حُضْنَها مَرَّةً عار

تَقَبَّلِي مِنِّي ألْفَ اعتِذارٍ واعتِذار

لأنِّي لسْتُ الصَّدْرَ والذِّراعَ

فِي الأعْراسِ والأتْراحِ

في خرائِطُكِ وبيْنَ الأشْجار

أو مَن قَدَّسَ السَّمْراءَ فيكِ

وألْبَسَكِ الكِسْوَةَ القمْراءَ

قُرْباً وطَوْعاً والقَلْبُ مَمْلُوءٌ

الحُبَّ إشتعالة النَّار

ما كُنْتُ في خَيالُكِ سِرَّ السَّعادَةِ

وكُلَّ الإنْبِهار

أو الضَّحِكاتُ في الصُّبْحِ والمَسَاءِ

وحَلاوَةِ الثِّمار

ما تَكَهَّنْتُ ولا تَعَمَّقْتُ حتَّى أفْهَمَ

أنَّكِ صَعْبَةٌ وأحلامُكِ وَعِرَةٌ

ومَن وقَفَ على بابِها

كُتِبَ عَلَيْهِ الشَّقاءُ

أوِ الدَّمَار

تَقبَّلِي مِنِّي ألْفَ اعتِذارٍ واعتِذار

فأنا مَخْلوقٌ مِنْ صِدْقٍ

وَلَهْوٍ

وكَثِيرِ الحُبِّ ضِِفار

ولأنِّي لَن أكُونَ غَيْرَ الذِي كَانْ

ولَيْسَ لَدَيَّ خِيار

تَقَبَّلِي مِنِّي ألْفَ اعتِذارٍ واعتِذار

كَمْ أقلّتِ الدُّنْيا أقْوامٌ وخَرَّبَتْ دِيار

يَكْفِينِي عَطاءُ اللهِ وهُوَ عالِمُ

الكَنائِنِ والأسْرار

ويا رَبُّ عَفْوُكَ عَلى مَن أَغَمَّ

عُمْرَهُ فِراقَ الحَبِيبَ

فَما عَرِفَ الفَرْقَ بَيْن الحُمّةَ

وانْقِضاءَ النَّهار

شُدَ الحُزامَ وارْفَعِ الجَبِينَ

واعْدُو بِعِزِ جَوادٍ,

فَالعُمْرُ جَوادٌ جَموحٌ يَخْلِفُ

وراؤَهُ غُبارٌ وجِمار

تقَبَّلي مِنِّي ألْفَ اعتذارٍ واعتِذار

حَسِبْتُ أنِّي مَلَكْتُ بِعِناقِكِ فِي اللَّيْلِ...

والسَّيْرِ أثْناءَ النَّهار

وإذا بي خَياراً مِن بَينِ خِيار

كَوَجْهِ غَرِيبٍ فِي أزِقَّةِ الدِّيار

ويا لَيْلَتي الظَّلْماءُ وسِنينَ

لا تَحْسَبوها ضاعَتْ,

فَهِيَ عُمْرٌ لَهُ رِداءَ الحُسْنِ

بَيْنَ الأعْمار

بَلْ وشُكْراً لَها وقُبْلَةً رَغْمَ القَرار

حَمَلَتْني يَوْماً وَقالَتْ

بِرَبِّي إنَّكَ أنْتَ مُنْياي...

وصَفْحاً اليَوْمَ أقَدِّمُ الإعتِذار

تَقَبَّلي مِنِّي ألْفَ اعتِذارٍ واعتِذار

وإنَّ للكِبار هَنَّاتٌ وأكْبَرُها

فِقدانَ الحَبيبِ,

ومِن الجَفاءِ الاعتِبار

وتَقْديم الاعتِذار

وداعاً يا حَبيبَةَ تَزُفُّها القُبَلُ

ويَحِفُّها الشَّوْقُ

والذِّكْرى وجَلَّ الاعتِذار

(89)    هل أعجبتك المقالة (87)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي