عمدت مجلة هارفارد للقانون إلى رفض مقال يتعلق بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للمحامي والباحث الفلسطيني في كلية الحقوق بجامعة هارفارد "ربيع إغبارية" بعد ما مر المقال بالكثير من اللجان للموافقة على نشره، -وفق تسريب لموقع إنترسبت الأمريكي-.
وقال الموقع بحسب ما ترجمت "زمان الوصل" أن محرري مجلة هارفارد المرموقة تواصلوا مع "ربيع إغبارية" بعد أسبوع من بدء عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حماس على الكيان الصهيوني في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وهو الوقت الذي أدى فيه الهجوم الإسرائيلي الشامل على الفلسطينيين في قطاع غزة إلى تدمير القطاع واستشهاد أكثر من 12 ألف مدني فيه.
وقدم إغبارية مسودة مقالة مكونة من 2000 كلمة بحلول أوائل نوفمبر بعنوان "النكبة مستمرة" وحمل فكرة "لماذا فلسطين هي المظهر الأكثر وضوحًا للحالة الاستعمارية التي تم دعمها في القرن الحادي والعشرين".
قال فيها إن الهجوم الإسرائيلي على غزة يجب أن يتم تقييمه ضمن "الإطار القانوني" لـ "الإبادة الجماعية" وخارجه.
وتماشيًا مع الإجراءات القياسية لمجلة Law Review، تم الإطلاع على المقالة وتحريرها وتجهيزها للنشر بعد الموافقة عليها من قبل المحررين المعنيين. ومع ذلك، لم يتم نشرها في المجلة بعد دراستها في اجتماع طارىء للمحررين.
وبناءً على طلبات من أكثر من 30 محررًا، تمت الدعوة لاجتماع طارئ لهيئة المجلة بأكملها. وبعد ما يقرب من ست ساعات، صوت أكثر من 100 محرر دون الكشف عن هويتهم بشأن نشر المقال أم لا، مع تصويت أغلبية كبيرة ضد النشر.
بيئة التخويف المنتشرة
وبررت المجلة قرارها بالتخوف من تعرض موظفيها للمضايقات بسبب ردود الفعل حول المقال، وسط بيئة التخويف المنتشرة حالياً تجاه كل من يعارض إسرائيل.
وزعم "شهرياري بارسا" أحد المحررين أن المقالة قد يترتب عليها مخاوف بشأن تعرض الموظفين للإساءة أو المضايقة، ولكن "القرار المتعمد بفرض رقابة على صوتك خوفًا من رد الفعل العنيف سيكون مخالفًا لقيم الحرية الأكاديمية ورفع الأصوات المهمشة في الأوساط الأكاديمية القانونية التي تمثلها مؤسستنا".
وتعد مجلة هارفارد للقانون منصة انطلاق معروفة للمهن القانونية والسياسية المرموقة. وكان الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" رئيسًا للمجلة خلال فترة وجوده في كلية الحقوق.
قمع الخطاب المؤيد للفلسطينيين
وجاء قرار مجلة هارفارد بشأن مقال إغبارية وسط حملة قمع في عدد من الجامعات الأمريكية ضد الخطاب المؤيد للفلسطينيين في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر والهجوم الإسرائيلي اللاحق على قطاع غزة.
ويواجه الطلاب والكتاب والفنانون الذين يتحدثون علنًا من أجل التحرير الفلسطيني مستويات شديدة من الرقابة واللوم - خاصة في الأوساط الأكاديمية.
وقامت جامعة كولومبيا وجامعة برانديز بتعليق فرعي طلاب من أجل العدالة في فلسطين و"الصوت اليهودي من أجل السلام" في الحرم الجامعي لأسباب زائفة تتعلق بانتهاك سياسة الاحتجاج في الحرم الجامعي والمخاطر التي تهدد سلامة الحرم الجامعي.
وواجهت جامعة هارفارد أيضًا ضغوطًا من كبار المانحين لقمع الخطاب المؤيد للفلسطينيين. وتعرض الطلاب للمضايقات والمضايقات بسبب كتابتهم رسالة في أعقاب أحداث 7 أكتوبر، قائلين إن القمع الإسرائيلي الطويل الأمد للفلسطينيين هو "المسؤول بالكامل عن كل أعمال العنف التي تتكشف".
من هو ربيع إغبارية
و ربيع إغبارية محامٍ يعكف على نيل درجة الدكتوراه في كلية الحقوق بجامعة هارفارد. عملَ كمحامي استئناف عام، وانضم لاحقًا إلى مركز عدالة القانوني ومقره حيفا، حيث لا يزال يترافع في قضايا الحقوق المدنية والسياسية الفلسطينية.
ويكتب إغبارية حول مواضيع مختلفة في الشأن الفلسطيني والقانون الإسرائيلي، بما في ذلك الرقابة على التعبير على شبكة الإنترنت.
ونشر كتاباته في مجلة ييل للقانون والتكنولوجيا، ومشروع القانون والاقتصاد السياسي، ومجلة الدراسات الفلسطينية، وغيرها.
كما عملَ إغبارية في السابق محررًا تنفيذيًا للمقالات في مجلة هارفارد لحقوق الإنسان، وهو حاليًا عضو في فريق تحرير صفحة فلسطين على موقع جدلية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية