أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

للأسف ما زال معظم إعلامنا يرى كأس العالم بعين واحدة

انتهى كأس العالم...وانتهت الحملات التي كانت من المفترض أن تكون دروساً لمنطقتنا العربية لنتعلم منها كل صغيرة وكبيرة ونحاول أن نطبق على الأقل 10% منها في ملاعبنا وبطولاتنا وعملنا الرياضي.
انتهى كأس العالم...بعد أن قام العديد من الإعلاميين والصحفيين العرب (للأسف) بخلع رداء الحيادية عبر صحف ومواقع وحتى قنوات تلفزيونية والكلام هنا يعني البعض الذي لم يعد من الممكن أن يقال عنه قلة لأن عادة خلع الرداء يبدو أنها باتت عادة عند الكثيرين تساعدهم بتخفيف الهموم المثقلة على كاهلهم.
للأسف تحولنا لأشخاص نسمع ونقرأ عن كأس العالم ما يريد البرازيلي أن يقوله لنا وما يعلنه الألماني أمامنا ، أو ما يفضل الإنكليزي التكلم عنه ، ويبدو أننا بتنا بحاجة لقراءة 32 مصدر مختلف الأهواء حتى تكتمل لدينا صورة عن 32 منتخب عالمي.
متى سيحين لنا الخروج من دوامة الهواية إلى نقل صور وتحليلات صادقة عن البطولة العالمية بعيدة عن أهداف الشماتة المبطنة وبعض الأهواء الشبه مكشوفة أو المكشوفة ومتى سيتمكن أغلب الصحفيين العرب من التخلي عن الأهواء العالمية للتنازل عن الرغبات التشجيعية سعياً لتكوين صورة شاملة تلبي رغبة العربي بالتعلم من الظاهرة العالمية.
للأسف..شهد كأس العالم تنازل العديد من الأسماء الإعلامية عن مكانتها لأنها لم تكتف عن إعلانها فقط عن أهوائها بل زاد ذلك ليشمل آراءها وتحليلاتها ، فللأسف بتنا نسمع إعلامي عربي بأهواء برازيلية يتغنى بخسارة ألمانيا أمام إسبانيا ويعرب عن سعادته ويعلن ضعف الأداء الألماني بكل البطولة متناسيا التذكير بفوز ألمانيا الساحق على إنكلترا والأرجنتين ومهتما بتغنيه لانتصار حقق له رد الاعتبار.
أو نجد مثلا صحفي بأهواء إيطالية يتناسى أن إيطاليا تسببت بنفسها بخروجها بتعادل مخيب من نيوزيلاندا المتواضعة ، ليعلن أن أخطاء التحكيم في مباراة إيطاليا وسلوفاكيا هي فقط التي حرمت الطليان من اللقب العالمي ، أو نجد إعلاميا بأهواء كاتالونية يهلل لانتصار إسبانيا متذرعا أن فرحه بسبب انتصار الكرة الهجومية علما أن إسبانيا لم تسجل سوى 8 أهداف في 7 مباريات ، في حين أن إيطاليا التي تشتهر بأدائها الدفاعي قد قامت بتسجيل 13 هدف في 7 مباريات حين فازت بالبطولة العالمية عام 2006.
ولو كانت هذه الإحصائية لا تقلل من قيمة وقوة إسبانيا إلا أنه ليس من الجميل أن يختار الكثيرون من الإعلاميين التهليل لإسبانيا لأنها تجاوزت ألمانيا ، في حين اختار آخرون التهليل لهولندا لأنها أخرجت البرازيل ، لتتحول الكثير من وسائل الإعلام العربية إلى شيء يشبه النقاش بين مدرجات الجماهير ، حيث يقوم جمهور كل فريق بتشجيع منتخبه المفضل بكل ما يملك من قوة والتقليل من قيمة الخصم، وليتحول المشاهد من مكانة المستفيد إلى مكان المتفرج الذي عليه أن يتعلم أن كأس العالم هو شيء بعيد عنا لنتعلمه بل هو فقط "للشماتة" ولنقول "ويننا ووينن بدنا مليون سنة لنصير متلن".
إن لم يبدأ باب التطوير من الإعلام وإن لم تضغط الوسائل الإعلامية بحياديتها وبنقلها للصورة الحقيقية للحكومات والشعوب العربية ، فكيف ستكون الوسيلة الأنسب لنعرف أن كأس العالم هو فرصة للاستفادة مع المتعة دون إسقاط واحدة من هاتين القيمتين؟
إن كان صحفيو وإعلاميو البرازيل قد هنأوا هولندا بعد إقصائها لأبناء السامبا ، وإن كان الألمان قد فعلوا المثل للإسبان بعد أن حرموا ألمانيا من لعب النهائي ، وإن كانت الصحف الإيطالية والإنكليزية قامت بتوبيخ فريقها بأسوأ لهجة ممكنة بعد خروج منتخباتها بخفي حنين من المونديال ، فمتى سيتعلم إعلامنا ضرورة التصفيق للفائز والخاسر والحديث عن كل منهما بعد اللقاء ، إلى متى سنستمر برؤية أصحاب الأهواء يتواجدون بصحفنا وبإذاعاتنا وقنواتنا التلفزيونية ، نأمل أن يكون مونديال 2010 فرصة للاستفادة وتجاوز الأخطاء لعل مونديال 2014 يكون أكثر جمالية من الإعلام العربي.

هاني سكر - زمان الوصل
(73)    هل أعجبتك المقالة (69)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي