عندما نضطر للتلاعب واللعب حول خوارزميات "فيسبوك" لتحريف الحروف كشرط لقبول نشرها، فإننا أمام جدار جديد يفصلنا عن حرية التعبير.
وعندما تطالبنا تلك المنصة بأن نغطي بغربال معاييرها شمس حقيقة لا يكلون ولا يملون لحجبها، فربما وجب علينا إسداء نصيحة الجدات اللواتي قضين دون التمتع بشعارات الحرية والعدالة، بأن تضيف "فيسبوك" خرزة زرقاء على فضائها ليس درءا للحسد، وإنما لتكون سدا منيعا أمام عين الحقيقة!
منذ بداية العدوان الإسرائيلي ضد "غزة" قرأنا كثيرا عن منشورات حُذفت وحسابات أُغلقت وصفحات حُجبت بحجة مخالفة معايير النشر وأهمها "معاداة السامية" و"الحض على الكراهية"، لكن أن يصل الأمر إلى توقيف النشر على صفحة بعد بث خبر مختصر بلغة مهنية عما يجري في "غزة"، فهذا يعني أن المنصة الزرقاء تنهى عن فعل وتأتي بمثله، بل بأسوأ من مثله أحيانا.
هذا ما حدث مع صفحة "زمان الوصل" الرسمية التي تضم 1.6 مليون متابع، عندما ألغى "فيسبوك" نشرها بعد نشر خبر عن قصف دبابة إسرائيلية لسيارة مدنية في "غزة"، حيث اعتبر ذلك مخالفا لقواعد المجتمع، علما أن الخبر لا يحوي صورا قاسية ولا عبارات داعية للكراهية، وإنما يقول: "دبابة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية قبل انسحابها من حدود غزة".
والأمر لم يتوقف عند قرار إلغاء نشر "زمان الوصل"، بل تعدى ذلك إلى محاولة اختراق الحساب الشخصي لرئيس تحريرها على "فيسبوك" أيضا!
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية