أصابت عملية "طوفان الأقصى" أسطورة إسرائيل الأمنية والعسكرية والاستخبارية في مقتل، وفضحت هشاشة التحصينات والجدران التي أنشأتها لحماية وعزل نفسها عن "الآخر" الفلسطيني المحاصر، بحسب ما وصفت دراسة "تقدير موقف" صادرة عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
واعتبرت أن فرضية "إسرائيل" حول إمكانية الاستمرار في احتلال الأرض الفلسطينية من دون دفع الثمن وإجبار الشعب الفلسطيني على القبول بهذا الواقع (فرضية) أثبتت فشلها غير مرة.
وأدت عملية "طوفان الأقصى" إلى تكبّد إسرائيل خسائر بشرية جسيمة بلغت ضعفي مجمل خسائرها في حرب عام 1967، سقط غالبيتهم في اليوم الأول من العملية.
وفاق فشل المنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية فشلها في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، وسيتمخض عن ذلك، مهما كانت نتيجة الحرب على غزة، تداعيات كبيرة داخل أجهزة الدولة وفي المجتمع الإسرائيلي، ويؤجج الجدل حول من يتحمّل المسؤولية عن هذا الفشل غير المسبوق، الذي سقط نتيجته نحو 4200 بين قتيل وجريح، فضلًا عن اهتزاز ثقة الإسرائيليين بمنظومتهم الأمنية والعسكرية وقدرتها على حمايتهم، بحسب الدراسة.
وبينما لاتزال صدمة "طوفان الأقصى" تربك قوات الاحتلال، فإن حكومتها تواجه قرارات صعبة أولها تحديد هدف الحرب الذي تسعى لتحقيقه بدقة من الهجوم على قطاع غزة، فثمة شبه إجماع في إسرائيل، حسب الدراسة، بأنه ينبغي ألا تكون هذه الحرب مثل الحروب السابقة التي شنتها "إسرائيل" سابقا، وينبغي تغيير الاستراتيجية تجاه غزة وحماس تغييرًا جذريًا بهدف القضاء على حكمها. بيد أن تحقيق هذا الهدف يستدعي احتلال قطاع غزة أو أجزاء واسعة منه، لأن قوات الاحتلال لن تستطيع حسم الحرب من الجو، مهما دمرت من منشآت ومبان ومهما ارتكبت من مجازر.
أما الاجتياح برًا، فسوف يكبد الاحتلال خسائر فادحة في حرب مدن تتقن "حماس" خوضها. أضف إلى ذلك أن قوات المشاة في الجيش الإسرائيلي غير جاهزة بما يكفي لخوض حرب برية في قطاع غزة، كما نشر في "تقدير موقف".
ورغم مخاوف البعض في "إسرائيل" من فتح جبهة على الحدود اللبنانية، إلا أن الفرضية الأساسية لدى القيادة الأمنية والسياسية الإسرائيلية تتمثل في أنّ حزب الله لن يدخل في هذه الحرب، وبأن قوته العسكرية معدّة للدفاع عن مشروعه في لبنان، وأساسًا عن المشروع النووي الإيراني، ولردع "إسرائيل" عن القيام بمهاجمته، تقول الدراسة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية