ماذا يفعل ملايين اللاجئين والنازحين الى مناطق حدودية وبلدان اخرى ليتمكنوا من البقاء أحياء؟ الاجابة المنطقية تعني توفير حصص شهرية من الأغذية ومواد الاغاثة والخدمات الصحية والتعليمية و..لكن الأمم المتحدة لها رأي آخر يتمثل في تنمية مواهب اللاجئين الموسيقية والفنية ، تلك التي سوف تساعدهم على التأقلم مع ظروفهم الجديدة ، وتفتح أمامهم آفاقا مستقبلية رحبة يتناولون فيها سيمفونية البطولة لبتهوفن في الريوق وإبداعات بابلو بيكاسو للغداء ، اما العشاء الكونتيننتال فيتكون من مقطوعات من الموسيقى العالمية الخفيفة!.
بنديكت بورجيون مدير مشروع (تطوير) اللاجئين العراقيين الذي تنفذه اليونيسيف في سوريا يقول: من المؤكد ان تطوير المواهب الكامنة لدى اللاجئين سيمكنهم من التكيف والتغلب على مشاكلهم اليومية ، ونأمل ان يتم تطبيق هذا المشروع في جميع البلدان التي تستضيف لاجئين عراقيين ، ويثير الدهشة ان بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان يمشي في نفس الاتجاه عندما اعتزم مطلع العام الحالي إصدار ألبوم غنائي يتضمن بعض ما أبدعته قريحته وحنجرته الذهبية ، مؤكدا ان عائدات بيع الألبوم سيتم تخصيصها لمشروع تعليم الموسيقى لاطفال الفقراء!.
نحن إزاء مفاضلة بين رغيف الخبز ورغيف الفن ، والقول بان الموسيقى والتشكيل يمكن ان تملأ بطون الجوعى وتداوي المرضى هو إدعاء باطل يؤكده القول الغربي الشائع: لا يمكن عبادة الله على معدة خاوية ، والأجدى الانسحاب الفوري من العراق وإلغاء أي عقود لاستغلال ثروته النفطية لأنها أبرمت في ظروف إذعان لجبروت المحتل ، ووقتها لن يكون العراقيون بحاجة الى مشروعات اليونيسيف الخائبة ، كما ان هذا التوجه ينسخ معادلة النفط مقابل الغذاء ويستبدلها بواحدة اخرى تقول: لنا الخبز والنفط ولكم دو..رى..مي..فا..صول..لا..سي !
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية