أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وزير سابق يتحدث عن فساد حزب البعث وتدميره لاقتصاد البلد ويطالب بحله

منى

زادت الأصوات التي تطالب بتغيير رئيس وزراء النظام وحكومته، على خلفية التخبط في القرارات الحكومية، والتي تسببت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بتزايد حالة الاستياء العام، وخصوصاً في مناطق الساحل السوري، بالإضافة إلى المحافظات الجنوبية التي تشهد هي الأخرى احتجاجات مستمرة منذ أكثر من أسبوعين.


وعلى مدى اليومين الماضيين، تداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي منشوراً لوزير الزراعة الأسبق، نور الدين منى، يطالب فيه من سوريا بحل حزب البعث، بعد أن يسرد الأخطاء التي وقع بها الحزب منذ تسلمه السلطة في العام 1963، والتي يدفع النظام ثمنها منذ أكثر من 12 عاماً.

وكتب منى على صفحته الشخصية في "فيسبوك" يوم الأحد الماضي، ما وصفها بـ "الأسباب الموجبة والمسوغات لمقترح حل حزب البعث"، مشيراً إلى أنه منذ استلام الحزب السلطة قبل 60 عاماً ثم تفرده بها وتدجينه الحركة السياسية في البلد لاحقاً ضمن ما يسمى الجبهة الوطنية التقدمية؛ فإن حزب البعث وعبر مسيرته العملية في الحكم لم يحقق أياً من أهدافه في (الوحدة والحرية والاشتراكية) كما أنه لم يحقق شعاره (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة). فقد اندثرت كل محاولات الوحدة العربية واختفى الخط العروبي من نضال البعث. كما أن جماهير البعث وقواعده الشعبية "لم تنل الحرية حتى في مجرد انتقاد القيادات وقراراتها. فالحرية غير مسموح لأحد أن يتلفظ بها، ويفهم معناها..!!".

وأضاف منى الذي شغل منصب وزير الزراعة من العام 2001 وحتى العام 2003، أنه منذ استلام الحزب السلطة، سجّل إخفاقات وفشل في تحقيق شعاراته وأهدافه، كما فشل في قيادته للجانب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وطنياً، وفشل في تطبيقه قانون الإصلاح الزراعي ولم تؤتِ عملية التأميم الصناعي أُكلها، وتم القضاء على الطبقة الوسطى وضرب النسيج الاجتماعي وتعميق الطائفية وتغذية العصبيات القبلية والعشائرية (عبر محاصصات المناصب)، وبدلاً من تحقيق شعارات الاشتراكية التي تبناها الحزب (لا مكان في سورية إلا للتقدم والاشتراكية)، أصبح لا مكان فيها إلا للرأسماليين والتجار وحالياً تجار الممنوعات والمخدرات، وبدلاً من تحقيق شعار مجانية التعليم فقد زاد التوجه نحو خصخصة التعليم فتكاثرت المدارس الخاصة والجامعات الخاصة والتي لا يقدر على دفع أقساطها إلا البرجوازية المتمكنة والمدعومة والمتنفذة. فخرجت جامعاتنا الحكومية من التصنيف العالمي لاعتمادية التعليم، وتم تفشيل العملية التعليمية والتدريسية بفعل عوامل الخصخصة الهادفة للربح وانتشار الفساد والغش الامتحاني.. الخ. وبدلاً من تحقيق العدل تم إفساد القضاء وتحويله ليكون استنسابياً يرى فقط بعين أصحاب النفوذ والسلطة.

 "وعلى صعيد وحدة الأراضي السورية فقد خسرنا الجولان وأصبح رمزاً للنكسة، وحالياً تتالت خساراتنا في الجغرافية السورية فشرقي الفرات أصبح أمريكياً ورمزاً للمؤامرة الكونية، وجزء من شمال سورية أصبح تركياً ورمزاً للصداقة القديمة، وإدلب الخضراء خارج التغطية تتناهبها الفصائل المسلحة ومعظم مواردنا الطبيعية تم تأجيرها بعقود للروس والإيراني والسوريون لاجئون في كل أصقاع الأرض وعمال نازحون في دول الجوار وغرقى في البحار وهم يحاولون اللجوء لدول أوروبا ومشردون في المخيمات، ويموتون بسبب الفقر والجوع وانعدام الرعاية الصحية، ويشحدون السلال الغذائية وهم في عقر دارهم". مضيفا: "(ويعرفون أن سورية أغنى بلد في الكون)"،وبناء عليه، تابع منى، أنه يجب الآن حل حزب البعث العربي الاشتراكي وحل الجبهة الوطنية التقدمية وأن يطبق فعلاً إلغاء المادة الثامنة من الدستور، التي أقرت نظرياً ولم تطبق فعلياً فقد ظل الحزب هو القائد للدولة والمجتمع منتهجاً طريقاً خطراً منذ تسلمه السلطة بتطييف المناصب وتوزيعها اعتماداً على الولاءات وليس الكفاءات وضمن محاصصة طائفية مجحفة ومقيتة؛ عمقت وبشكل مقصود الشروخ بين مختلف الطوائف وخلقت نوعاً من الاحتقان الذي كان مضبوطاً أمنياً حتى ما قبل العام 2011، وتفجر كحمام دم دفع ثمنه كل السوريين دون استثناء وفي كل المناطق وعلى اختلاف مشاربهم.
وتساءل الوزير الأسبق الذي يصف نفسه بالبعثي القديم: "اليوم وفي ظل ما يحدث في سورية الجريحة لماذا لا يبادر الحزب عبر قياداته لحل نفسه وإعادة تشكيل حزب أو عدة أحزاب سياسية ويكون شريكاً في الوطن لا مستأثراً بالحكم وتولي المناصب..؟ لماذا لا يتم إطلاق الحرية لبقية الأحزاب لتأخذ دورها في الحياة السياسية للسوريين وتشكيل أحزاب جديدة وفق معايير وطنية بحتة ويتم تطبيق الديمقراطية فعلياً وليس مجرد كلام إعلامي..؟".

وخلص منى في ختام منشوره إلى القول بأن الحزب وبعد تجربته في الحكم، فشل في تحقيق أهدافه وشعاراته، والوطن بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، وإسرائيل تسرح وتمرح كل يوم من أدنى الجنوب إلى أقصى الشمال، وتعبر فوق قاعدة حميميم لترمي بالسلام والتحية، وتقصف الأهداف الإيرانية، ولكن للأسف يموت السوريون وتتدمر في بلدهم البنية التحتية؛ وتخرج المطارات عن الخدمة، مضيفاً: "فليكن قربان نهوضه قرارات حزبية مسؤولة تجعل هذا الشعب الذي كان أمثولة في الصبر والتضحية؛ يتأمل بفجر سورية جديدة بعيداً عما يرسم لنا من مخططات واتفاقات دولية تراعي مصالح كل دول الاحتلال المباشر أو المتخفي برداء الحلفاء والأصدقاء وتتجاهل مصالح الشعب السوري الذي لم يعد يحتمل صبره مزيداً من الضغط أو مزيداً من فلسفة الذرائع والحجج بأننا محط أنظار المحتلين والغزاة والاستعماريين والإمبرياليين؛ من كل أصقاع الأرض. وكأن المؤامرات الكونية خلقت لنا حصرياً".

اقتصاد - احد مشاريع زمان الوصل
(111)    هل أعجبتك المقالة (43)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي