أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ما الذي تقوم به السفارات الفلسطينية في دول العالم؟! ... رشيد شاهين

مناسبة هذا المقال هي جريمة الحرب والمجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات القرصنة البحرية لدولة الاحتلال في عرض البحر الأبيض المتوسط، حين قامت باعتراض أسطول الحرية في المياه الدولية، وقامت بارتكاب مجزرة قتل وجرح خلالها العشرات، لتضاف هذه الجريمة إلى رصيدها الأسود من مسلسل الجرائم التي تم ارتكابها قبل وبعد اغتصابها لفلسطين، وإعلان قيام دولة الاغتصاب على الأراضي الفلسطينية التي تم تشريد أهلها منها في العام 1948. وما تلا ذلك من "حرب" إعلامية بكل المعايير، حرب سوف لن تقف عند حدود الجريمة بل ستتعداها إلى كل ما يتعلق بهذا الصراع الدائر منذ عقود ستة.
من المعروف أن لكل الدول في العالم سفاراتها وقنصلياتها وممثلياتها المنتشرة في دول العالم الأخرى، وقد لا يكون تمثيل لهذه الدولة أو تلك في الدولة "ع أو غ" على سبيل المثال، وعادة ما يكون عدم وجود تمثيل دبلوماسي لهذه الدولة أو تلك، ناتج عن أسباب مختلفة من أهمها، أهمية الدولة المقصودة، بمعنى ان دولة مثل أميركا، لا يمكن ان تغفل أو ان لا يكون لها تمثيل دبلوماسي على أعلى المستويات في دولة مثل روسيا، هذه الأهمية التي توليها أميركا لدولة مثل روسيا، قد لا تكون هي ذاتها بالنسبة لدولة أخرى صغيرة او "غير مهمة" بالنسبة لأميركا، كما ان أميركا " وهنا دوما على سبيل المثال" قد تعتمد دولة ما، ليكون بها سفارة معتمدة لأكثر من دولة من تلك الدول التي تعتقد أميركا بان لا ضرورة لكي يكون فيها تمثيل دبلوماسي، ومن هنا يتم اعتماد دولة ما تكون بالعادة في ذات الإقليم، يتم من خلالها التعامل مع دول متعددة من خلال هذه السفارة، (أيضا على سبيل المثال قد يتم افتتاح سفارة في عاصمة مثل عمان ويتم اعتماد هذه السفارة من الدول الأخرى المحيطة أو القريبة، والتي هي في هذه الحالة سوريا لبنان العراق.. وهكذا) كذلك فان عدم وجود سفارة في بلد ما، قد يكون لأسباب مادية بحتة، وفي أحيان أخرى قد يرجع السبب في عدم وجود تمثيل دبلوماسي بسبب وجود حالة من العداء بين الدول.
خلال الفترة الماضية وعلى مدار عشرات السنين، كان التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني يتميز بأنه موجود في العشرات من الدول، وان عدد الدول التي تعترف بفلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية أكثر بكثير من تلك التي تعترف بدولة الاغتصاب، وقد فاخر قادة المنظمة بذلك دائما، والحقيقة هي ان الموضوع لا يتعلق بالعدد الهائل للسفارات في الدول المختلفة، لان وجود سفارة في دولة ما مع وجود سفير " يهتم بالأعمال التجارية ولا يهتم بقضيته" هو في الحقيقة وجود مسيء أكثر منه فائدة للقضية، وقد أصبح معروفا للقاصي والداني ان هناك الكثير من السفراء الذين في الحقيقة لم يقدموا آية خدمات لا للقضية ولا للمواطن الفلسطيني، وقد تكون الرسالة التي بعثها أبناء الجالية الفلسطينية الذين تم قبولهم في البرازيل بعد ان ضاقت عليهن الأراضي العراقية والعربية، إلى الرئيس الفلسطيني خير دليل على عقم تعامل السفارات الفلسطينية بالخارج مع المواطن الفلسطيني. كذلك فان ما أثير مؤخرا في وسائل الإعلام حول ما يقوم به السفير الفلسطيني في إحدى الدول العربية وجبايته لما يعتقد فلسطينيو تلك الدولة بأنه "خاوة" دليل آخر على نوعية السفراء الذين يمثلون فلسطين في بعض الدول.
في الحقيقة لا اعلم ما هي المعايير التي يتم على أساسها اختيار السفراء، او من يمثلون فلسطين في الخارج، وما هي المعايير التي تعتمدها السلطة الفلسطينية في ترتيب أولوياتها من خلال اختيار الدول التي لا بد من وجود ممثل لفلسطين بها، إلا ان منطق الأمور يقول، بان هناك أبجديات او أساسيات لا بد من مراعاتها عند تعيين سفير في هذه الدولة او تلك، وهي في حدها الأدنى، ان يتحدث هذا السفير لغة البلد التي يتم تعيينه بها بشكل جيد جدا لا بل أكثر من ذلك لا مجرد المعرفة او العلم باللغة، كذلك فان من الضروري ان يكون السفير عالما بالطريقة التي يجب فيها مخاطبة الرأي العام في تلك الدولة وخاصة الغربية منها والتي تميل تاريخيا إلى دولة الاغتصاب، كما ان عليه انتقاء المفردات بصورة جيدة جدا وحذرة إلى ابعد الحدود، لان الخطب الرنانة في أحيان كثيرة قد تكون ضارة وقد تتسبب في فقدان الكثير من الدعم لقضية هي في الحقيقة رابحة ولا تحتاج إلى الكثير من الجهد للدفاع عنها.
بعد يومين من عملية القرصنة الدموية التي قامت بها دولة الاغتصاب في المياه الدولية شرق المتوسط، اتصل بي أكثر من صديق في الدول الغربية سواء عبر الهاتف او عبر البريد الاليكتروني، وكان احد هؤلاء الأصدقاء الصحفيين من دولة غربية الأكثر غضبا، لا أرغب بتسميتها حتى لا أتسبب بحرج أو إحراج لممثل فلسطين في تلك الدولة، وسألني " ماذا بحق الجحيم يفعل سفيركم هنا، ان السفير الإسرائيلي يجول في كل وسائل الإعلام مدافعا عن موقف حكومته برغم كل الإدانات الصادرة عن العالم اجمع، ولا نسمع حتى مجرد كلمة من سفيركم، ماذا دهاكم، وحتى وان تكلم فانه لا يستطيع ان يعبر عن قضيتكم، ما الذي يجري عندكم، كيف تعملون، العالم كله يقف إلى جانبكم وانتم لا تقفون إلى جانب أنفسكم، على الجميع ان يتحرك، إنها فرصة قد لا تتكرر في المستقبل القريب"، كان هذا تقريبا هو الترجمة الحقيقية لما قاله لي الصحفي الغاضب من أداء السفير الفلسطيني في بلاده، وللتأكيد على هذه المسألة فإنني اطلب من القراء الكرام ان يراجعوا وسائل الإعلام المختلفة والصحف على مدار الأيام التي تلت عملية القرصنة، لكي يكتشفوا ما الذي قام به سفراء دولة الاغتصاب في محاولة مستميتة للدفاع عن بلطجة دولتهم. وما الذي قام به سفراء فلسطين في أي من الدول، ويمكن لمن يشاء ان يطلع على ذلك من خلال محرك البحث غوغل، وهذه على أي حال عملية سهلة لمن يشاء من المسؤولين في السلطة لمراقبة عمل السفراء ونشاطاتهم دون انتظار التقارير الوهمية او المفبركة التي كان يلجأ إليها البعض قبل ثورة المعلومات المتوفرة بين أيدي الجميع.
لقد سمعنا الكثير عن مشاكل السفراء أو ممثلي فلسطين في لخارج، وسمعنا عن كيف تعامل بعضهم مع ممتلكات السفارات، وكيف يتصرف في سفارة فلسطين وكأنها "مزرعته الخاصة"، كما سمعنا عن سفراء لم يمارسوا سوى التجارة، واستخدموا تلك السفارات كمكاتب تجارية عقدوا من خلالها صفقات بدلا من عقد اجتماعات سياسية ودبلوماسية، وسمعنا عن فساد وصفقات..الخ، والحقيقة اننا قد نتفهم "هلع" الإنسان وطمعه وحبه للمال، لكن هذا لا يجب ان يكون بحال من الأحوال على حساب القضية والدماء والشهداء والمعاناة، هنالك حرب ضروس تدور بين الفلسطينيين وبين مغتصبي أرضهم، وهي الآن وأكثر من أي وقت مضى، معركة إعلامية بالدرجة الأولى وهي كذلك معركة علاقات عامة ورأي عام وأحيانا معكرة استخدام جيد للغة ومصطلحات بعينها تبتعد عن الغوغاء والهوجائية، ونعتقد بأنه قد آن الأوان لكي ينسى سفراء فلسطين ولو جزئيا بعضا من صفقاتهم التجارية، وان ينتبهوا ولو لمرة واحدة للدفاع عن قضيتهم العادلة، ونعتقد بان هذا هو الوقت الأكثر مناسبة، خاصة وان دولة العدوان سهلت عليهم مهمتهم من خلال بلطجتها في حربها على غزة وفي قرصنتها في أعالي البحار، ولم يعد الجهد المبذول من هؤلاء كما كان عليه في السابق.
على أي حال الموضوع حساس وخطير ومهم وضروري ، ومن هنا فان على احد ما في السلطة الفلسطينية، وهو هنا بالضرورة في المقام الأول الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء د. سلام فياض ، ان يتخذ أي منهما خطوات جدية لكي يتم إصلاح ما أفسده السفراء.
14حزيران 2010

(99)    هل أعجبتك المقالة (115)

سمعان بن يقظان

2010-06-16

كلام فلسطين : الدبلوماسية الفلسطينية هي الآن في عصرها الذهبي 7 / 3 / 2010 السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري كثيرة هي النجاحات التي حققتها السلطة الوطنية الفلسطينية منذ تشكلها وقيامها عام 1994م ، كمقدمة لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، والتي صنعتها وتقف خلفها وبقوة منظمة التحرير الفلسطينية بكافة مؤسساتها وأجهزتها المختلفة وفصائلها الوطنية ، باعتبارها الإنجاز الوطني الذي تحقق بفضل نضالات شعبنا الفلسطيني الصابر الصامد وقيادته الوطنية الشرعية ، التي تمتلك كل مقومات القيادة وأسسها المرتكزة على أحدث مفاهيم الإدارة والتنظيم والتخطيط الحديثة ، والتي تنظم العلاقات بين مؤسساتها وأجهزتها وشعبها ، فانتقلت ونقلت الشعب الفلسطيني وقضيته بكل اقتدار من مرحلة التشتت والضياع ، إلى مرحلة النضال الوطني بمراحله المختلفة ومفاصله المتعددة ، وقضيته من قضية لاجئين إنسانية إلى قضية سياسية بامتياز مؤثرة ومتأثرة بالعالم من حولها ، مجبرة العالم بأسره على احتضانها والاعتراف بضرورة وأهمية مساعدته على إقامة دولته الفلسطينية المستقلة ، وتمكينة من حقوقه الوطنية وثوابته المشروعة . ومن بين وأكثر وأوضح هذه النجاحات التي تحققت ، ما تم إنجازه على مستوى الدبلوماسية الفلسطينية وأهمها بنية وعمل ومهمات سفارات فلسطين بالخارج ، التي نجحت بعد سنوات نضال وعمل دؤوب بنقل هموم ومعاناة الشعب الفلسطيني لشعوب العالم المختلفة ، فأزاحت الشعوب والحكومات العالمية المعنية بالقضية الفلسطينية والمتأثرة بها والراغبة بحلها ، من مصطفة بجانب المحتل ومتعاطفة مع قضية شعبنا ومعاناته ومشاكلة الحياتية اليومية فقط ، إلى متفهمة وفاعلة وعاملة على تمكينه من قضاياه وحقوقه السياسية المختلفة . ومما ساعد الدبلوماسية الفلسطينية التي عمادها سفارات دولة فلسطين العاملة والنشطة في أكثر من ثمانين دولة فاعلة ، وارتكازها على عدد آخر من السفراء غير مقيمين في عدد آخر من الدول المتعاطفة أصلا مع شعبنا ومع قضيته ، هو الإبداع الفلسطيني وتمكنه من كل عناصر الإدارة المعلوماتية ، فكانت دولة فلسطين من أوائل الدول رغم التدخلات والتداخلات الإسرائيلية التي استخدمت للتواصل بين مقراتها وأجهزتها المختلفة وبخاصة مع سفاراتها بالخارج أحدث وسائل التكنولوجيا بالإتصال المرئي والمسموع ، إضافة للحقيبة الدبلوماسية النشطة ، بهدف التسريع بعملها وضمان الدقة بانجازاتها . ومن أهم إنجازات السلطة الوطنية الفلسطينية واجنحتها بالخارج ، نجاحها التام والحقيقي بتطويق الحملات الإسرائيلية السياسية الهادفة للإساءة لشعب فلسطين ولقيادته ، ومحاولة الشخبطة على تاريخه النضالي وإرثه الثوري الوطني ، والتعتيم على حاضره الإبداعي البَنّاء نحو الدولة المستقلة وتقرير المصير ، ومحاولة نسف حقوقه وثوابته وتصويره على أنه شعب إرهابي لا يؤمن بالسلام الذي تنشده الدول وتتمناه الشعوب التي من بينها شعبنا الفلسطيني التواق للحرية وللأمن وللسلام ، ومحاولة إقناع العالم بأنه فاقد للأهلية لقيادة دولته المستقلة التي يطالب بها جراء مشاكله الداخلية وتخلفه الفكري كما تحاول أن تشيع وتصف ثقافته النضالية ، من خلال الفبركات الإعلامية التي تنسجها بعض الإبواق والأقلام المؤيدة لإسرائيل والمعادية لتطلعات وآمال شعبنا ، ومن خلال التهم والإشاعات الكاذبة التي تحاول أن تسوقها وتلسقها به ، فقد تمكنت جميع السفارات الفلسطينية بفعل حراكها الدائم وتواصلها المباشر بدون إي عوائق مع المقر ، وبفعل نشاط الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( ابو مازن ) وتواصله مع الدول وسفاراتنا بالخارج ، من إعادة البوصلة الدولية باتجاه شعبنا وحقوقه وقضيته ، ففي حين أنّ مجموع الدول التي اعترفت بقيام دولة فلسطين بعد وثيقة الجزائر وصل ل 106 دول ، إزداد عددها منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا بفعل الحراك الدبلوماسي الفلسطيني الذي قاده الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنفسه ، وبفعل النشاط الكبير والواسع لسفاراتنا بالخارج ، التي نقلت الكثير من الدول من متفرجة سلبية بمواقفها إلى متعاطفة إيجابيا مع قضيتنا ، ودفعتها للوقوف بجانبها وللتصويت لصالحها في الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة ، والتي على إستعداد للإعتراف الفعلي بالدولة الفلسطينية حال قيامها قريبا ليصل عددها إلى أكثر من 164دولة من أصل 196 دولة عضو في الأمم المتحدة ، والذي قد يزيد عن 185دولة حال الاعتراف الأمريكي والدول الدائرة بفلكها بها ، في حين أنّ مجموع الدول التي أعلنت إعترافها بإسرائيل حال قيامها بلغ 86دولة فقط ، ارتفع إلى 134 قبيل السبعينات من القرن الماضي نتيجة للضغوط والتداخلات الأميكية والأوروبية الغربية المساندة لها ، إلا أنه عاد وأنكمش كثيرا بفعل الحراك الدبلوماسي الفلسطيني والعربي الذي رافق انتصار حرب رمضان 73 م والإنتفاضة الفلسطينية الأولى 87م ، لكنه عاد ليرتفع قليلا بفعل تفكك دول الاتحاد السوفييتي السابق وبفعل نتائج وإرهاصات حرب الخليج الثانية التي أثرت سلبا على مسار القضية الفلسطينية ، ثم عاد وبفعل الحراك الفلسطيني المنظم والمستمر لينكمش قليلا، بعد إن سحبت أو قطعت بعض الدول إعترافها وعلاقاتها بإسرائيل ، واعلنت تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني واعترافها بالدولة الفلسطينية . أما سر النجاح الذي حققته الدبلوماسية الفلسطينية وسفاراتنا بالخارج بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية ومباشرتها أعمالها البنائية والنضالية ، فهو تمكن القيادة الفلسطينية من القضاء على كل الترهل الإداري فيها الذي كانت مسؤولة عنه الدائرة السياسية ، التي ألغي عملها ومكاتبها بالخارج بقرار من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأصبحت تحت إدارة الرئيس المباشرة ، للتخلص من نفقاتها الزائدة التي أثقلت على المواطن الفلسطيني الذي يجب أن يوجه له كل الدعم ، وخاصة في هذه الظروف المصيرية والاقتصادية الصعبة ، وبسبب الفساد الإداري الذي أفقدها ضرورة بقائها لقيامها بتعيين مجموعة كبيرة من الموظفين والإداريين بالواسطة والمحسوبية ، وبسبب الفساد السياسي الذي حال دون انجازها لأعمالها المنوطة بها ، ولاتخاذها مواقف مغايرة لمواقف منظمة التحرير الفلسطينية تقربا وتزلفا من بعض أعدائها ، وبسبب الفساد الوظيفي الذي شوّه أداءها وجعلها منافسة للسلطة الوطنية الفلسطينية لا مكملة لها . ومن أجل الشفافية بالعمل القيادي وقراراته المهمة ، ومن أجل الوصول للتخطيط السليم الهادف لبلورة موقف وطني مؤيد للقرارت الحكيمة والشجاعة التي تتخذها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية ، كان هناك دائما لجان فنية وإكاديمية تهدف لتأييد القرارات أو تصحيحها أو إعادة صياغة البعض منها وإعادتها لدراستها ، للخروج بأفضل القرارات والخطوات التي تساهم باحترام العالم لفلسطين شعبا وحكومة وقيادة ، وتساهم باحترام شعبنا الفلسطيني لذاته ولقيادته ، خاصة في هذه المرحلة التي كثر بها المزورين للحقيقة ، الراغبين بإلهاءه بقضايا جانبية غير حقيقية بعد أن صوروها وكأنها حقائق ثابتة ، متناسين قدرة شعبنا على التدقيق والتمحيص وبحثه الدائم عن الحق والحقيقة ، ومن هذه اللجان المتخصصة القائمة لجنة الإشراف على إدارة ملف الدبلوماسيين والسفراء الفلسطينيين بهدف الوصول لأرقى وأنجع الحلول للنهوض أكثر بعمل السفارات والمفوضيات الفلسطينية بالخارج ، وللتخلص من الترهلات الوظيفية في بعضها بما يتوافق والمصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفسطيني . وككل سفارات دول العالم بدءا من سفارات أصغر وأفقر الدول حتى أكبرها وأغناها ، التي لا بد وأن تكون لها مخصصات مالية لأنجاح الأعمال والمهمات الموكولة إليها ، كذلك هي سفاراتنا بالخارج التي كانت وما زالت من أكثر السفارات العربية والأوروبية وغيرها على الإطلاق التي يؤمها يوميا العشرات من المراجعين المحتاجين لمساعدتها أو لإنجاز معاملاتهم ، والتي تقدم لهم كل الدعم والرعاية وتجيب حاجاتهم واحتياجاتهم المادية وغيرها بتفهم ودراية وبشفافية ونزاهة ، وفق أحدث أسس الرقابة المالية والتفتيش الإداري ، وبزيارة واحدة من مُشكك أو زاعم بخطأ ذلك لإحدى السفارات الفلسطينية المنتشرة في العالم ، تكون كافية له ليبني مواقفه النبيلة على الحقيقة التي ينشدها ، بدل صنعه للخبيثة المغرضة التي يأمل غيره الأفاق بها ، ونقله من داعم للإشاعات الصهيونية والعميلة التي تسيء لشعبنا ولقيادته ، إلى متفهم ومتفاعل مع إنجازاته وتضحياته وقضيته ، وإلى داعم ومساند ودافع للمركب الفلسطيني نحو الحرية والتحرير وتقرير المصير ، والمنطلق بقوة وإصرار وتحدي نحو دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، بقيادة الرئيس الفسطيني محمود عباس أبو مازن الراسخ على مبادئه ، الثابت على مواقفه ، المستنير بهدي دينه وهدى شعبه . .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي