أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

Two Stars for Peace الحل أبو نجمتين و تركيا ... عرض ايوب الغنيمات

الناظر للوهلة الاولى إلى العناوين الواردة في هذا الكتاب يخيل إليه أنه يتعامل مع فيلسوف حالم، ولكن بالعودة إلى الخلفية التي تمثلها الكاتبة الأمريكية مارتن روث بلات يكتشف أنه يتعامل مع أحد اركان المجمع الصناعي العسكري أو ما يمكن تسميته بحسب تشومسكي بمجتمع الشركات، فنحن لا نتعامل مع فيلسوف أو ناشط حقوقي وإنما مع مدير شركة ومؤسسة لاحد الصناعات الرائدة في الولايات المتحدة الأمريكية، والغريب في الأمر أن هذا الكتاب تم نشره في 2003 وهي ذات الفترة التي كان فيها جيمس جونز أحد اعمدة إدارة الرئيس جورج بوش وهو حاليا أحد اقرب المستشارين له وهو بدوره اقترح أن يكون للناتو وللولايات المتحدة دور مباشر في علاج الصراع القائم في فلسطين، ومثلت دايتون أحد أوجه العملة الأمريكية التي مثلت توجهات المجمع الصناعي العسكري الأمريكي والذي يقترن تعريف مصالحه بتعريف مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وتكمن خطورة هذا المشروع الخيالي في أنه يصدر في كيان أذاب بالمطلق الهوية الحقيقية للسكان الاصليين وهم الهنود الحمر فالعقلية المتحكمة في طروحاته لا تخرج عن سياق تجربته التاريخية في حل المشاكل، وهي حلول ساذجة تتجاهل دوما هوية المنطقة العربية وعمقها الاسلامي.

 

 

من المؤكد أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية التي تدور في فلكها المنطقة، بل إن العالم أصبح يدور في فلك هذه القضية التي تحولت إلى أحد مصادر التهديد للاستقرار العالمي بحسب الرؤى الجديدة المتبلورة في الغرب مؤخرا، وهي نتيجة طبيعية للحروب الدونكشوتية التي خاضها ويخوضها الغرب في العراق وافغانستان.
بلغت خطورة الوضع التاريخي الراهن للقضية الفلسطينية حدا، جعل الكل يسير باتجاه إيجاد حلول لتلك للقضية عبر مشاريع عديدة دولية ومنها -يا للأسف- عربية وفلسطينية.
غير أن كل تلك الحلول الافتراضية لا تقدم سوى المزيد من الخرائط وصور اللقاءات، ولا يتحقق على الأرض سوى المزيد من المستوطنات والطرق الالتفافية والجدران القاتلة التي تحاصر كروم الزيتون والعنب في الأيام، ومن ضمن الحلول الخيالية المقدمة للصراع العربي الصهيوني قدمت الكاتبة الأمريكية مارتن روث بلات (Martine Rothblatt) كتاب بعنوان «نجمتان من أجل السلام»(Two Stars for Peace: The Case for Using U.S. Statehood to Achieve Lasting Peace in the Middle East) الصادر عن مطبوعات iUniverse عام 2003، وقد قدمت فيه الكاتبة تصوراتها للطريقة التي يجب أن يحل فيها هذا الصراع من وحي خيالها الممزوج ببعض الأفكار الخيالية والمنطقية، كون الأمريكان -كما يعتقد- لديهم عقول غير بقية البشر ولديهم القدرة على فرض الحل لو اردوا.. فعبر ما يقارب 136 صفحة صاغت المحامية الأمريكية حلا مثاليا يلامس رغبات الشباب والمراهقين والحالمين بالهجرة والحالمين بفردوس السلام المفقود.

 


مؤلفة هذه الكتاب محامية أمريكي حاصلة على دكتوراه وماجستير في إدارة الأعمال وهي مواليد شيكاغو، إلينوي في عام 1954 وهي مسؤولة عن إطلاق العديد من شركات الاتصالات الساتلية، بما في ذلك أول نظام لتحديد مواقع المركبات عبر الأقمار الصناعية وبعض المحطات الإذاعية الفضائية، وحاليا الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة للأدوية التي تأسست في العام 2007 في سيلفر سبرينغ بولاية ميريلاند، والاهم من ذلك أنها تترأس الرابطة الدولية للمحامين التي تعمل على وضع مشروع معاهدة الإنسان الحقيقي للأمم المتحدة.
تشير «مارتن» في التمهيد لكتابها إلى أن مأساة الشرق الأوسط التي نعيشها حاليا تعود بدياتها إلى أفكار ودواعي تأسيس الدولة اليهودية التي صاغها ثيودور هيرتزل عام 1896 في بعض من كتبه ومقالاته حيث أشار هيرتزل إلى الكثير من الأسباب لتاسيس وطن قومي منها:
*أن السبب الرئيسي للتمييز هو ميل البشر في إلقاء الأخطاء على الآخرين وخصوصا الأقليات.
* لو لم يكن اليهود أغلبية في مكان ما، فإنهم سيحكم عليهم بالتمييز.
* أن الاستيعاب (يعني ذوبان اليهود في مجتمع ما) لن ينهي التمييز لأن التزاوج الداخلي (تزاوج اليهود من بعضهم فقط) سيتم مقاومته من قبل الأغلبية غير اليهودية وسيؤدي باليهود إلى الهجرة إلى أماكن لا تمنعهم من التزاوج الداخلي.
*لا يهم إذا كانت الدولة اليهودية (دولة الأغلبية اليهودية) في فلسطين أو الأرجنتين أو أي مكان بينهما فيجب أن تكون الدولة اليهودية دولة علمانية (لا دينية) مبنية على حقوق العمال، ولهذا يجب أن يحتوي علم الدولة على سبع نجمات ذهبية تمثل سبعة ساعات عمل يومية، على خلفية بيضاء لتمثل الروح النقية وبشكل عام لا يختلف اليهود عن باقي البشر خاصة فيما يتعلق بالطبيعة البشرية.
بالاعتماد على ما سبق فإن القوة الدافعة لليهود لتأسيس الدولة اليهودية قد بدأت بالنمو خلال بدايات القرن العشرين، وقد ساعدت الهولوكوست على تقديم الدعم المادي والعاطفي اللازم لولادة دولة "إسرائيل" وتم إيجاد مكان يشكل فيه اليهود أغلبية وهذا المكان سيكون خاليا من التمييز ضد اليهود كون اليهود سيكونون في مركز القوة ولن يكونوا عرضة لتحمل أخطاء الآخرين.
غير أن هيرتزل كما تقول الكاتبة لم يفلح بل فشل في توقع أن الأقليات القومية اليهودية من اليهود غير الأوروبيين، سيبقون عرضة للتمييز لنفس الأسباب التي أدت إلى ازدياد معاداة السامية في أوروبا ونسي أو تناسى هيرتزل أن وجود دولة يهودية في أي مكان في العالم سيكون داخل بحر من الدول المجاورة غير اليهودية، ومن هذا المنطلق سوف يبقى اليهود عرضة للكره وسيعاملون ككبش فداء وسيصبح السكان الأصليين والمهاجرين من غير اليهود ضحايا داخل الدولة اليهودية من جراء التمييز وهذا ما سيقود إلى تشكيل طابور خامس داخل الدول اليهودية.
وتضيف الكاتبة: هنا تبرز الولايات المتحدة كأمة من الأقليات فبعد عقود من إرساء الحقوق المدنية فإن معاداة السامية قد احتفت فعليا في الولايات المتحدة، واليوم نجد أن اكبر جالية لليهود في العالم موجودة في أمريكا وتضيف أيضا، أن هيرتزل كان سينبهر بأمة الأقليات التي تشكل الولايات المتحدة اليوم وربما كان يحلم بأن تصبح الدولة اليهودية عضوا في الاتحاد الأمريكي مثلها مثل ولاية يوتاه التي أصبحت ملاذا آمنا لطائفة المورمون الدينية فلدي إيمان قوي (والكلام للكاتبة) بان ذلك ما كان سيفعله هيرتزل خاصة نتيجة الألم الذي يشعر به لرؤية دولة "إسرائيل" (غير الأمريكية) تقاتل أعداءها في الداخل والخارج وبصورة مستمرة رغم هيرتزل كان يرى أن تلك الحروب جيدة لبناء الهوية الإسرائيلية، ولكنها ستكون سيئة لنوعية الحياة جيدة التي يطمح بها اليهود.

 


إن الوضع الإسرائيلي اليوم لا يشكل الحل الأفضل لمشكلة معاداة السامية العتيقة، وبالطبع فإن الأمور الآن أحسن بكثير مما كانت عليه في الماضي عندما لم يكن اليهود يعيشون كأغلبية لكن الوضع الراهن يدمر نوعية الحياة اليهودية باستمرار وبشكل مباشر وبصورة تنعكس عليهم كمسببين لمحنة جيرانهم الفلسطينيين لقد كان تصور هيرتزل لإسرائيل أن تكون نموذجا للعالم، إلا أن العالم اليوم يربط كلمة "إسرائيل" بالدبابات والبلدوزرات العسكرية لكن هنالك طريقة أفضل من ذلك بالتأكيد.
فمن خلال استبدال السيادة الإسرائيلية بسيادة أمريكية. ستصبح "إسرائيل" في الطليعة ولن يكون هنالك خطر جسيم أو احتمال لعودة معاداة السامية، ولن يكون هنالك تحيز ضد العديد من المجموعات اليهودية وذلك بفضل حماية الحقوق المدنية التي يضمنها الدستور الأمريكي.
وستقل حالة انعدام الأمن بوجود السيادة الأمريكية وستكون "إسرائيل" محمية من قبل الدولة العظمى بدون الحاجة إلى تقديم تنازلات واعتذارات صعبة وبذلك سوف تحقق حلم هيرتزل بإقامة دولة ذات أغلبية يهودية تقدم للعالم نموذجا مشرقا للحضارة والعلم والصناعة.
على الرغم من أن انضمام "إسرائيل" طواعية للولايات المتحدة الأمريكية كولاية أمريكية يعتبر حلا جغرافيا سياسيا ناجحا، إلا أن هذا النجاح سيصبح وهما إذا لم يتزامن مع انضمام الدولة الفلسطينية العتيدة أيضا إلى الولايات المتحدة كولاية جديدة، فكل الفوائد التي سيجنيها الإسرائيليون من سلام وأمن ونوعية الحياة الجيدة سيجنيها أقرباؤهم الفلسطينيون أيضا.
لقد عاش الشعب الفلسطيني تحت سيطرة طويلة من قبل الحكام الأجانب، لذلك فإن طموحاتهم بالسيادة على أرضهم هو طموح نبيل وله ما يبرره، فمعظم البشر الذين دخلوا أمريكا كمهاجرين كانوا قد عانوا من نفس الاضطهاد وقد كان ذلك الاضطهاد سياسيا في بعض الأحيان وعرقيا أو اقتصاديا في أحيان أخرى، وسواء أكان هذا الاضطهاد قد جاء من ظلم العثمانيين أو قسوة الكنيسة أو إحدى الطوائف المتغطرسة فإن جرس الحرية سيبقى يرن بوضوح.
لقد وفرت أمريكا الملاذ الآمن للطوائف الدينية والجماعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحياة الكريمة والمستقلة، وذلك عبر منحهم حرية الانضمام وحرية العبادة وحرية التعلم وحرية الكسب -ومازال الكلام للكاتبة- وقد كان من بين تلك الجماعات العديد من الفلسطينيين الذين وصلوا شواطئ أمريكا كمهاجرين ناجين بحياتهم من الظلم والاضطهاد ليبدأو حياة جديدة في أمريكا لكن مسألة الطموحات الفلسطينية تذهب إلى ابعد مما طمحت إليه تلك الجماعات والتي وجدت في تشكيلها مجتمعات جديدة داخل الخمسين ولاية ما يرضيها فما يزال معظم الفلسطينيين يعيشون في ارض آبائهم وأجدادهم أو بالقرب منها كما أنه ليس هنالك رغبة ولا حتى احتمال لإزالة الشعب الفلسطيني من وطنه ولو تم عمل ذلك فانه سيتعارض مع تحذير هيرتزل من التخلي عن الثقافات الجميلة التي تعيش في ارض الميعاد فقد تنقل نبتة الحضارة من مكانها إلا أنها تنمو بجمال خاص لو تركت في موطنها الأصلي.
وعلى أية حال فإن هنالك طريقة نموذجية لإيجاد حياة كريمة للفلسطينيين ألا وهي منحهم السيادة الأمريكية على أرضهم كولاية جديدة تسمى ولاية فلسطين الأمريكية.
إن انضمام الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة سيمنحهم حياة كريمة، تماما مثل حياة إخوانهم وأخواتهم الذين يعيشون الآن في أمريكا، فضلا عن أنهم سيجنون ثمار العيش بكرامة داخل أرضهم، ارض أجدادهم الجميلة. إن التفصيلات البيروقراطية للسيادة تعتبر ذات أهمية قليلة بالنسبة للإنسان العادي لكن ما يريد الفلسطيني معرفته هو: هل سيحظى باحترام متساو كمواطن في أمريكا؟
هل سيتمكن من السفر والعمل والتعلم في أي مكان أريده داخل أمريكا؟
هل ستحافظ دولة الاتحاد على أرض الفلسطينيين التاريخية وشعبها؟
تقول الكاتبة: إن الجواب عن كل تلك الأسئلة هو نعم وبصوت مدو. وأقولها بقوة: نعم لولاية فلسطين الأمريكية. ففي هذا الوقت أيضا نجد أن الناس يتحدثون عن حل الدولتين، وانا أقترح بدلا من ذلك حل النجمتين -نجمتين من أجل السلام- فعندما ترحب أمريكا بانضمام "إسرائيل" وفلسطين كولايتين جديدتين، أي الولاية رقم 51 والولاية رقم 52، لتصبحا ضمن الاتحاد الأمريكي عندها سيتحقق الحلم القديم بالرخاء والسلام والازدهار في ارض اللبن والعسل وسيصفق العالم للعلم الأمريكي الجديد بعد أن تعيد أمريكا حياكته ليضم النجمتين الجديدتين وسيظهر الشرق الأوسط على منصة العالم كمنطقة للاستقرار والتفاهم وستقل بذلك حدة التوتر التي نراها في كل مكان وسينظر الرجال والنساء إلى الإسرائيليين والفلسطينيين بنظرة إعجاب وسيحظى الأمريكيون بفخر يستحقونه لانضمام مواطنيهم الجدد لهم.
تقول الكاتبة إن العلم الأميركي الحالي يحتوي على 50 نجمة، وهذا العلم تغير أكثر من 26 مرة منذ العام 1777 فقد كان يحتوي 13 نجمة وهي عدد الولايات التي أسست الاتحاد الفدرالي الأمريكي وبمرور الوقت أصبحت النجوم تضافا تباعا إلى ذلك العلم مع انضمام أو شراء بعض الولايات الجديدة وتكون تلك النجوم بنفس اللون والحجم إشارة إلى المساواة بين الولايات الأمريكية المختلفة، وفي القرن الماضي شهد العلم الأمريكي بعض التغيرات حين تم قبول ولاية (نيومكسيكو) ثم في عام 1944 تم قبول جزر هاواي في الاتحاد ثم عام 1959 تم التعديل الأخير حيث تم قبول ولاية ألاسكا في الاتحاد وتضيف الكاتبة (Martine Rothblatt) إنه حان الوقت لإضافة نجمتين للعلم حيث ينبغي لإسرائيل وفلسطين الانضمام إلى الولايات المتحدة كحل نهائي لمشاكل الشرق الأوسط والعنف المستمر في الأراضي المقدسة.
وتستمر الكاتبة في سرد الإجراءات القانونية لدخول طرفي النزاع في دائرة الاتحاد الأمريكي فالولايات المتحدة -والكلام مازال للمؤلفة- بلد حر يتألف من العديد من الكيانات والأقليات التي تخلت طوعا عن سيادتها وبرغبة مواطنيها كي تصبح جزءا من دولة الاتحاد، فدولة الاتحاد الأمريكي جاءت في بداياتها لوقف الصراع العنيف والحروب الاهلية بين مختلف شعوب المختلفة من الذين استقروا على الأرض الأميركية. فدستور الولايات المتحدة في المادة الرابعة والقسم الثالث منة ينص على أنه «يجوز للكونغرس أن يضيف ولايات أخرى إلى الاتحاد بأغلبية الأصوات». وهكذا وببساطة يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين تقديم عريضة للطلب من الكونغرس قبولهم في دولة الاتحاد وربما سوف يقبل الكونغرس الطلب لما فيه من منافع كثيرة تعود على دولة الاتحاد الأمريكي نتيجة انضمام الأراضي المقدسة للاتحاد ثم هناك لوبي قوي مؤيد لإسرائيل وأمنها وهناك قبول دولي وعربي بذلك الحل لإنهاء حالة الصراع في الشرق الأوسط.
في فصول أخرى من الكتاب تدخل الكاتبة في كيفية تحديد حدود الولايات الجديدة التي سوف تفقد أهميتها لأن الناس في تلك الولايتين يمكنهم التحرك بحرية عبر حدود الولايات وبذلك لن تقسم القدس من جديد. وتتحدث الكاتبة عن كيفية اختيار اعضاء جدد في مجلسي الشيوخ والنواب لتمثيل الأمريكيين الجدد واعادة تشكيل القوات الإسرائيلية والفلسطينية كي تصبح ضمن الصيغ الاتحادية الأمريكية من قبيل وحدات الحرس الوطني أو دمجها في القوات المسلحة الأمريكية وبذلك سوف ينعم الطرفين العربي واليهودي بالحقوق المدنية والقوانين الاتحادية وسوف يكون النظام والامن للجميع.
وفي فصول اخرى طرحت الكاتبة بعض الاسئلة واجابت عنها ومن هذه الاسئلة:
ماذا عن اللغة؟ فتقول إن حوالي 90 في المئة من الإسرائيليين يتحدثون الانجليزية كما تفعل أغلبية الفلسطينيين، فقبل عقد من الزمان كانت اغلبية الشعب الأمريكي من غير الناطقين بالانكليزية وخصوصا القادمين من أمريكا اللاتينية وآسيا لكنهم اليوم يتحدثون ويفهمون اللغة الانكليزية بالاضافة للغتهم الاصلية.
ماذا عن القدس؟ القدس الغربية من حدود الخط الاخضر الذي رسم عام 1949 ستكون عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية ستكون عاصمة فلسطين ومع ذلك لن يكون هناك أي اسوار أو حواجز بين المدينيتن مثلما تتدفق حركة المرور بحرية الان بين واشنطن العاصمة وضواحي فرجينيا وميريلاند فحرية التنقل يكفلها الدستور لجميع الأمريكيين الاحرار في السفر إلى كل بقاع الدنيا.
ماذا عن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية؟ المستوطنون سيبقون حيث هم، ولكنهم سيصبحون مقيمين في ولاية فلسطين الأمريكية، فالمحكمة الأمريكية العليا اشارت قبل عقود كثيرة إلى أن التطورات على الارض قبل الاتحاد يجب احترامها وعند انضمام الدولة الفلسطينية يجب أن يعمل القانون المستوطنين اليهود بصورة لا تختلف عن بقية سكان الولايات الأمريكية الاخرى.
ماذا عن الدين؟ تقول الكاتبة لا يوجد بلد في الدنيا لديه الاحترام وحرية ممارسة الشعائر الدينية مثل الولايات المتحدة (العلمانية) فيجب على الولايتين الجديدتين عدم تفضيل دين على اخر أو أن تمس بحرية ممارسة أي دين اخر، غير أن "إسرائيل" سوف يشار إليها دائما على أنها ولاية يهودية أمريكية تماما مثلما ولاية يوتا والتي تعتبر ولاية طائفة المورمون، وسوف يعامل غير اليهود في الولاية الإسرائيلية مثلما يعامل غير المورمون في ولاية يوتا وهذا ينطبق ايضا على الولاية الفلسطينية.
ثم تنتقل الكاتبة إلى سؤال اخر وتسأل: هل يكره الفلسطينيون الأمريكيين؟ كثير من الفلسطينيين يعيشون الان في الولايات المتحدة ولديهم الكثير من الاصدقاء والاقارب هناك رغم أن الكثير من الفلسطينيون الان ناقمون على تصرفات الحكومة الاتحادية (كالعديد من مواطنينا) مع ذلك فإن الفلسطينيون لديهم مخزون كبير من المودة للشعب الأمريكي على كل فإن استفتاء الشعب الفلسطيني سواء في الانضمام أو عدم الانضمام إلى الولايات المتحدة هو من سيقدم الاجابة عن هذا السؤال، وعلاوة على ذلك فإن الفلسطينيين يشاركون القيم الأمريكية الجوهرية من الاعتماد على الذات، والعمل الشاق، والعدالة للجميع، فمن الخطأ أن نعمم ما يقوم به بعض المتطرفين منهم على ما يقارب ثلاثة مليون فلسطيني الذين يرغبون بحياة افضل.
ماذا عن منافع الاتحاد بالنسبة للفلسطينيين؟ سيجلب السلام والرخاء لشعبهم وسوف تقوم الدولة الفلسطينية ويتحقق الرخاء والسلام، في حين أن دمج الفلسطينيين مع "إسرائيل" أمر غير واقعي لأن الإسرائيليين لن يسمحوا لانفسهم بالخسارة امام الاغلبية في دولتهم الخاصة.
إن الاتحاد مع أمريكا هو الطريق الوحيد والواقعي لاقامة الدولة الفلسطينية الفريدة القادرة على النمو الاقتصادي والاستمرار، وماذا بالنسبة للإسرائيليين؟ جل ما يحلم به اليهود هو الامن فإسرائيل تتوق إلى حل لا يكون فيه بحالة حرب مع نصف السكان في الاراضي المحتلة المحيطة بالقدس. ماذا عن البعد الجغرافي والمسافة بين واشنطن العاصمة والقدس؟ فالمسافة بين هاتين المدينتين عدة ساعات من الطيران والمسافة بينهما اقرب من المسافة بين واشنطن وهونولولو في وضع الترانزيت، في الواقع عندما اضيفت كاليفورنيا كولاية جديدة في الاتحاد عام 1850 كانت ابعد من ذلك بكثير من حيث الوقت والجهد اللازمين للوصول إليها من العاصمة واشنطن، ماذا عن تكلفة الاتحاد الجديد؟ من قبيل الامن، والرعاية الصحية والانفاق الاجتماعي حيث إن اضافة الولايتين الجديدتين سيكلف نحو 10000000000 دولار سنويا وهذا اقل من 10 في المئة مما ينفق اليوم لمحاربة الارهاب عالميا وربما بذلك سوف نقضى على مصدر رئيسي من مصادر الارهاب.
وتطرح الكاتبة سؤالا آخر ماذا عن جزر بورتوريكو ألا ينبغي أن تنضم اولا للاتحاد؟ فتجيب إن بورتوريكو لم تنضم للولايات المتحدة كولاية تابعة وتخلت بذلك عن استقلالها الخارجي بل انضمت إلى دولة الاتحاد كدولة مستقلة ولكن عندما ترغب تلك الجزر في الانضمام فإن باب مفتوح للولاية رقم 53.
ماذا سوف يقول العرب الآخرون؟ سيكونون سعداء عندما ستمنح الولايات المتحدة الدولة العربية والمسلمة (فلسطين) أول نجمة على علمها ووجود ولاية أمريكية على الحدود مع مصر، والأردن، وسوريا يزيد من النمو الاقتصادي والرخاء في تلك البلدان والبلدان المجاورة.
ما سيقول الأوروبيون؟ من المؤكد أنهم يدركون أن جميع البدائل الأخرى هي أسوأ ويجب أن نتذكر ما قاله الفيلسوف الفرنسي فولتير في عام 1759 حيث قال «إذا لم نجد شيئا لطيفا، على الأقل سنجد شيئا جديدا»، فبعد التوسع الأخير للاتحاد الأوروبي تصبح المسافة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي لا تزيد عن 400 كيلومتر وهي المسافة بين "إسرائيل" واقرب ارض أوروبية. ومن الناحية الجيوسياسية "إسرائيل" وفلسطين ليستا جزءا من أوروبا الجغرافية فهي تقع في آسيا، ومعاهدة روما ودستور الاتحاد الأوروبي لا يقبل في عضويته البلدان غير الأوروبية جغرافيا.
ماذا سوف تقول الأمم المتحدة؟ الأمم المتحدة بحاجة ماسة إلى حل منهجي للقضية الفلسطينية. وتستطيع الأمم المتحدة أن تتولى العديد من الأمور المتعلقة بتصويت الشعب الإسرائيلي والفلسطيني لصالح الاتحاد مع الولايات المتحدة وبذلك سوف تكون الأمم المتحدة أكثر احتراما في المناطق الأخرى.
ماذا عن حق العودة؟ حق العودة يتمحور حول رغبة اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ارض ابائهم فاقامة الدولة الفلسطينية ضرورة لتستوعب هؤلاء الفلسطينيين اما هؤلاء الذين كانوا في الارض التي قامت عليها "إسرائيل" فيمكن منحهم تأشيرة اقامة سنوية عبر اقاربهم ويقدر عدد هؤلاء بنحو 90000 شخص كل سنة، وبالتالي فإن هذه التاشيرات لن تغير من عدد الإسرائيليين الستة الملايين والفلسطينيين الثلاثة الملايين.
ماذا لو كانت "إسرائيل" أو فلسطين فقط تريد الانضمام إلى الولايات المتحدة؟ هذا الخيار لن يتوفر الا بعد اتفاق السلام بينهم وتوفير الاستقرار.
ختاما تقول الكاتبة: في القرن 21 كل شيء يبدأ من الشعب والحركات الشعبية هي الصوت الحقيقي للجماهير، لا يمكننا أن نخمن كم يكون الفرح غامرا عندما يتحد المتحدرون من العصور القديمة مع عمالقة التكنولوجيا، لذلك نحن على استعداد لتحمل مخاطر دعوة "إسرائيل" وفلسطين للانضمام إلى الولايات المتحدة ولكي يتم الأمر فالكونغرس يتطلب بضعة ملايين من برقيات ورسائل الشعوب الراغبة في الاتحاد.
استنتاج:
الحقيقة أن الكتاب والكاتبة أثار حفيظتي ويدفعني لكتابة كتاب جديد يتحدث عن جدوى انضمام غزة اولا والضفة ثانيا إلى الجمهورية التركية الاردوغانية كارض تابعة، أو أن تاخذ وضع الارض المتميزة بالحماية مثل شمال قبرص، ألا تروا معي أن هذا الحل يلقى القبول التام والشامل من قبل أهل غزة وهو حل منطقي كون تركيا أردوغان تتميز بالقرب الجغرافي والديني والتاريخ المشترك لما يقارب 700 سنة؟

 

 

(125)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي