لا تزال بعض الأطراف السياسية التي ترغب في الهيمنة على منصب الرئاسة التركية تضع قضية إعادة اللاجئين السوريين في مقدمة مشاريعها الانتخابية، وانتشرت في أنحاء مختلفة من البلاد لوحات دعائية لحزب الشعب الجمهوري موضوعها عودة السوريين إلى بلادهم.
وقبل الجولة الثانية من الانتخابات التركية، أشعل المنافس "كمال كليجدار أوغلو" الجدل حول اللاجئين السوريين، متعهداً بطردهم من تركيا في حال فاز بالانتخابات.
وكان كيليجدار أوغلو، مرشح تحالف الوطن، المكون من ستة أحزاب معارضة بما في ذلك حزب الشعب الجمهوري ، قد تعهد خلال حملته الانتخابية منذ أشهر بإعادة اللاجئين السوريين طواعية في تركيا في غضون عامين إذا تم انتخابه. كما أعرب عن نيته في إعادة التفاوض بشأن اتفاق الهجرة لعام 2016 بين تركيا والاتحاد الأوروبي والذي وافقت فيه بروكسل على تقديم 6 مليارات يورو لأنقرة لمنع عبور اللاجئين إلى أراضي الاتحاد الأوروبي أي أنه سيطرد اللاجئين ويستفيد منهم في آن معاً في سلوك يفتقر لأدنى المعايير الأخلاقية والإنسانية.
وفي خطاب ألقاه يوم الخميس الماضي، زعم "كمال كيليجدار أوغلو" أن منافسه رجب طيب أردوغان، "سمح عمداً بعشرة ملايين لاجئ في تركيا"، قائلاً إن شاغل المنصب عرض "الجنسية التركية للبيع للحصول على أصوات مستوردة".
وصرح، وفقًا لوسائل الإعلام التركية، "إنني أعلن هنا: سأعيد جميع اللاجئين إلى الوطن بمجرد انتخابي كرئيس".
ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للاجئين، تستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم، مع "ما يقرب من 3.6 مليون سوري تحت الحماية المؤقتة وما يقرب من 370.000 لاجئ وطالب لجوء من جنسيات أخرى".
وفي عام 2016، بينما كانت أوروبا تتصارع مع أزمة اللاجئين المتزايدة، وقع الاتحاد الأوروبي اتفاقًا مع أنقرة "يهدف إلى وقف تدفق الهجرة غير النظامية عبر تركيا إلى أوروبا".
وتلقت البلاد حوالي 10 مليارات يورو كمساعدات إنسانية للمساعدة في استضافة الفارين من الصراع في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وسيواجه كليجدار أوغلو أردوغان في جولة ثانية متوترة من الانتخابات يوم 28 مايو، بعد أن حصل أي من المرشحين على أكثر من 50 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى من الاقتراع نهاية الأسبوع الماضي.
وفي حين كان الاقتصادي الديمقراطي الليبرالي كيليجدار أوغلو البالغ من العمر 74 عامًا يأمل في الاستفادة من الغضب المتزايد من تعامل الحكومة مع الاقتصاد والزلازل التي خلفت 50 ألف قتيل في فبراير وقضية اللاجئين، فقد جاء في المرتبة الثانية، حيث حصل على أقل من 45 في المائة مقابل 49 في المائة لأردوغان. وهو يواجه الآن صراعًا شاقًا للإطاحة بأردوغان في الجولة الثانية المقررة في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
ومن ناحية أخرى، تعهد أردوغان، رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، بعدم طرد اللاجئين السوريين، وأكد أن أنقرة قامت ببناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية في شمال غرب سوريا لتمكينهم من العودة الطوعية.
وقال أردوغان في لقاء متلفز مع الناخبين الشباب في 11 مايو / أيار -بحسب ما نقل موقع voanews أن بلاده بنت أكثر من 100 ألف منزل لهم في شمال سوريا، ولهذا السبب، بدأ اللاجئون لدينا الآن بالعودة تدريجياً إلى تلك المنازل".
وقال الناشط "أحمد الغزال" في حديث لـ"زمان الوصل" انه لم يعد خافياً على أحد أن سياسة الدول تحكمها المصالح وبالتالي التعامل مع قضية اللاجئين تنظمها عقدة المصلحة أكثر مما هي عليها كأخلاق ومبادئ وقيم.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية