عادت قضية الصحفي الأمريكي المفقود في سوريا "أوستن تايس" إلى الواجهة من جديد بعد أكثر من عشر سنوات على اختفائه.
وقال وزير الخارجية "أنطوني بلينكين" يوم الأربعاء في مقابلة مع واشنطن بوست: إن حكومته منخرطة على نطاق واسع في معرفة مصير أوستن بالاشتراك مع دولة ثالثة لم يسمها، لإيجاد طريقة لإعادته إلى الوطن. ولن نلين حتى نفعل ذلك".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الأربعاء أن إدارة بايدن جددت المحادثات المباشرة مع نظام الأسد بشأن قضية تايس وقضية الأمريكيين الآخرين، نقلاً عن مسؤولين في الشرق الأوسط مطلعين على الجهود.
وعندما سُئلت عن تايس، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير إنها لا تستطيع تأكيد أي اجتماعات.
وعلقت واشنطن وجودها الدبلوماسي في سوريا عام 2012 مع اندلاع الثورة في سوريا عام 2011.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، "فيدانت باتيل"، في تصريحات صحفية إن الولايات المتحدة تابعت كل قناة سعياً لإطلاق سراح تايس.
وقال باتيل للصحفيين: "تابعنا كل قناة نستطيع أن نسعى لعودته بأمان إلى عائلته وسنواصل القيام بذلك، وهذا يشمل مناقشة القضية مع عدد من دول المنطقة".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن العام الماضي أن الحكومة الأمريكية تعرف "على وجه اليقين أنه محتجز من قبل النظام السوري".
ودعا النظام السوري إلى التعاون في الجهود المبذولة لإطلاق سراحه، فيما لم يعترف نظام الأسد علانية بأنه يحتجز تايس.
وذكرت شبكة CNN الأمريكية في أغسطس الماضي أن إدارة بايدن لديها اتصالات مباشرة مع الحكومة السورية في محاولة لتأمين إطلاق سراح تايس.
عام 2020، في ظل إدارة ترامب، سافر المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن "روجر كارستنز" سراً إلى دمشق والتقى بمسؤولي نظام الأسد لهذا الغرض.
وقالت "ديبرا تايس" -والدة أوستن تايس- بحسب الشبكة الإثنين، إنها تعتقد أن الإدارة ملتزمة بإعادة ابنها إلى المنزل، لكنها "تتعثر بشأن ما يجب القيام به". مضيفة أنها لا تشك في أن ابنها سيخرج حراً.
وأشاد بايدن بأوستن تايس والأمريكيين الآخرين المحتجزين ظلماً، بما في ذلك "إيفان غيرشكوفيتش" و"بول ويلان" في روسيا، في تصريحات في عشاء مراسلي البيت الأبيض يوم السبت الماضي.
وفي تشرين الأول أكتوبر/2012 تداول ناشطون شريط فيديو للصحفي الأمريكي "أوستن تايس" الذي فقد في ظروف غامضة في سوريا.
وأظهر الشريط الذي تبلغ مدته 47 ثانية سيارتين إحداهما مركب عليها رشاش قرب هضبة عالية في منطقة أحراش غير واضحة المعالم، وبدا الصحفي الأمريكي أوستن 31 سنة آنذاك- معصوب العينين ثم يبدو عدد من الأشخاص الملثمين وهم يدفعون الصحفي بعنف أمامهم ويصعدون تلة عالية، ثم يبدو الصحفي المخطوف في مشهد تالٍ معصوب العينين وهو يلهث ويخاطب خاطفيه بنبرة استرحام.
وتداولت وسائل إعلام النظام الفيديو والخبر، مدعية أن "جبهة النصرة" والجيش الحر اختطفا الصحفي الذي "يعمل ضابطاً في المارينز"، حسب قولها، وهي المعلومة التي لم يبحْ بها "أوستن" سوى لمدرس لغة انكليزية استضافه في يبرود قبل اختطافه بأسبوعين فكيف عرفت مخابرات النظام بعمل "تايس" السابق لو لم تكن هي من اعتقلته وحققت معه.
وكانت "زمان الوصل" التقت في كانون الأول 2018 مصدراً قال إنه استضاف الصحفي الأمريكي "أوستن تايس" في منزله بمدينة يبرود لمدة أسبوعين قبل اختطافه .
وروى الناشط "أ.ع" المدرس في إحدى ثانويات يبرود بأن "تايس" الذي كان يعمل كصحفي حر لصحيفة "واشنطن بوست" ووكالة الصحافة الفرنسية، و"ماكلاتشي نيوز" و"سي بي إس" دخل إلى سوريا عن طريق تركيا لتغطية الحرب والثورة السورية، وبقي لفترة في إدلب، وحينها -كما يقول محدثنا- سمع بتحرير مدينة "يبرود" من قوات النظام وبإشاعات لأذناب النظام تدعي أنها باتت إمارة إسلامية وأن المسيحيين مضطهدون فيها.
وأضاف محدثنا أن "تايس" تواصل عن طريق أحد النشطاء بابنه الذي كان يدير تنسيقية "يبرود"، وتمكن من الوصول إلى "قارة"، وهناك تم اصطحابه عبر الطرقات الجبلية الوعرة جداً والخطرة والبعيدة عن أعين النظام إلى يبرود ليكون باستضافته بحكم أنه مدرس لغة انكليزية ويسهل التواصل معه.
وكان الهدف من استضافته -حسب قوله- الحرص على نقل الصورة الحقيقية للثورة السورية للإعلام الأمريكي وتصحيح الصورة المغلوطة التي تداولها الإعلام الغربي آنذاك من أن "يبرود" تحولت إلى "إمارة إسلامية ومأوى للقاعدة".
وفي آب أغسطس/2012 سمع "تايس" أن أهالي "داريا" انتفضوا ضد النظام وقرر الذهاب إلى هناك، وحاول محدثنا -كما يقول- أن يثنيه عن هذا القرار لوجود خطر على حياته، والخوف من أن يكون النظام اخترق بعض الأشخاص في الثورة أو وضع كمائن ولكنه أصر على الذهاب.
وأردف: "بعد ثلاثة أيام أظهرت إذاعة شام إف إم المؤيدة للنظام على شريطها الإخباري خبراً يقول إن الثوار وجبهة النصرة اختطفوا الصحفي الأمريكي تايس وتم إخراج فيديو عبارة عن تمثيلية مكشوفة لمجموعة مسلحين بالزي الإسلامي وهم يدفعون تايس المكبل أمامهم بعنف بعد أن أنزلوه من سيارة "جيب".
وأشار الخبر الملفق إلى أنه من خلال التحقيق مع "تايس" تبين أنه برتبة نقيب في المارينز الأمريكي رغم أنه لم يصرح بهذه المعلومة إلا لمستضيفه بالذات.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية