أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل من مزيد ... وصفي عبدالغني

يقول المثل انك تستطيع ان تخدع بعض الناس لكل الوقت, وتستطيع ان تخدع كل الناس لبعض الوقت, لكنك لا تستطيع ان تخدع كل الناس لكل الوقت. هذا المثل ينطبق على حكومة اسرائيل التي تحاول منذ اربع سنوات ان تخدع كل الناس وتوهمهم على انها تحاصر قطاع غزة لمنع وصول الاسلحة اليه خاصة وان هذه الاسلحة تستعمل لقتل مواطنيها.

في مقابل ذلك تحاول حكومة اسرائيل ان تصور نفسها على انها حمل وديع ومخلوق مسكين لا حول ولا قنابل ذكية ولا ذرية لديها, تكاد تهلك ويقضى عليها تحت ضربات صواريخ القسام التي تسقط في الاماكن المفتوحة , حسب نشرات الاخبار,

وقد حاولت الحكومة الاسرائيلية بعد اختراعها لهذه الكذبة, ان ترسخ هذه الصورة في اذهان الناس حول العالم, الا انها لم تستطع فعل ذلك وحدها, خاصة بعد حربها الطاحنة التي شنتها على قطاع غزة وطحنت خلالها البشر والحجر, وكانت باشد الحاجة لمن يساعدها على رسم صورتها تلك فوقف الى جانبها من الحلفاء والاصدقاء والتابعية امريكان واوروبيون وفلسطينيون تطوعوا ليكونوا ابواقا تنفخ فيها حكومة اسرائيل دعايتها الباطلة.

لقد قامت الحكومة الاسرائيلية بخداع الناس طيلة الاربع سنوات الماضية واستطاعت ان تضرب حصارا على قطاع غزة, ما كان له ان ينجح لولا المساعدة الدولية في الصمت والتبريرلهذا الحصار ولولا المساعدة من الاخوة العرب في المشاركة الفعلية في ضرب الحصار سواء باقفال المعابر او باقامة الحائط الفولاذي.

بقي الحال على ما هو عليه بالرغم من جميع المحاولات لكسر الحصار ورفع معاناة اهل القطاع, فقد استطاعت الحكومة الاسرائيلية ومعها شلة الطبالين والزمارين والدجالين من الوقوف في وجه كل من قصد غزة في محاولة لرفع الحصار او لادخال المساعدات الغذائية والطبية,كان اخرها قيام النظام المصري بتكسير عظام اعضاء مشاركين في قافلة شريان الحياة على ابواب رفح وطرد النائب البريطاني جورج غالاوي ومنعه من دخول مصر مرة اخرى.

واخيرا جاء اسطول الحرية يمخر عباب المتوسط, يحمل على متنه اهل العزم فكانت على قدرهم العزائم, كانوا من جنسيات مختلفة جاءوا من شتى اسقاع الارض اصروا على كسر الحصار والوصول بالمساعدات الى غزة, الا ان الحكومة الاسرائيلية ارسلت اسطولها الحربي يحمل على متنه خيرة جنودها واسراب مروحيات تحمل نخبة مدججة باحدث انواع الاسلحلة فتكا, وغلب الطبع لدى الحكومة الاسرائيلية تطبعها فجاء الامر للجنود ليفتكوا بمن كانوا على ظهر السفن فامطروهم بوابل من الرصاص سقط على اثرها العشرات ما بين قتيل وجريح.

مع طلوع الفجر تبين للعالم مدى البشاعة التي نفذت بها الجريمة, حتى ان جوقة الطبالين والزمارين من العرب والاجانب صمتوا وابتلعوا السنتهم كأنما على رؤوسهم الطير, وبعدما استفاق العالم من هول ما جرى بدأ يفهم انه كان مخدوعا طيلة السنوات الماضية وسقط ادعاء الحكومة الاسرائيلية بانها الحمل الوديع وانها في حالة من الدفاع عن النفس.

لم يصدق احد في العالم الرواية الاسرائيلية لما جرى وتبين مدى كذبها وتعرت امام العالم الذي بدأ بادانتها على جريمتها النكراء ثم خرجت الجموع في شتى انحاء الارض تدين الجريمة البشعة وتطالب برفع الحصار عن قطاع غزة. وما هي الا ساعات معدودة حتى وجدت الحكومة الاسرائيلية نفسها تقف وحيدة امام العالم الغاضب عليها لارتكابها الجرائم.

لقد فشل الجيش الاسرائيلي في الاستيلاء على سفن اسطول الحرية حسب الخطة التي اعدها القادة العسكريون لانهم وفي محاولتهم للاستيلاء على السفن واجهوا اناسا ذوي ارادة حرة وعزيمة قوية, وهم الذين اعتادوا على مواجهة مع عرب الخضوع والخنوع الراكعين واللاهثين خلفهم من اجل محادثات مباشرة او غير مباشرة.

لقد استطاعت الدماء الزكية التي سالت في عرض البحر من ان تعيد قضية حصار غزة الظالم الى الوعي العالمي وجعلت منها قضية كل العالم في وجه التعنت والغطرسة الاسرائيلية, حتى ان بعض الوزراء داخل الحكومة الاسرائيلية امثال هرتسوغ وغيره باتوا يطالبون برفع الحصار عن قطاع غزة.

ان الادانة العالمية والموقف الموحد للعالم اجمع بوجه الحكومة الاسرائيلية جعلها تفقد توازنها وادى بها الى حالة من الشلل لم تعد تعرف ما تفعله او كيف تتصرف خاصة وانها لم تجد من يقف الى جانبها حتى من اقرب حلفائها او يصدق روايتها الكاذبة عما جرى لان الرواية كانت قد كتبت بالدم, وما يكتب بالدم فهو اصدق واقوى واوضح مما يقال او يكتب بالحبر.

لقد كانت الضربة التي تلقتها الحكومة الاسرائيلية في المجال السياسي ضربة قوية كتلك الضربات التي كان يتلقاها انداد الملاكم محمد علي على حلبة الملاكمة, فكانت تترنح وتتخبط يمنة ويسارا, وتشيع الاكاذيب والشائعات حول ما جرى.

لن تستطيع الحكومة الاسرائيلية بعد اليوم من ان تخدع احد لا لبعض الوقت ولا لكل الوقت ولا حتى للحظة واحدة, فقد تكشفت اكاذيبها وسقطت روايتها ولم يعد من يصدقهاعلى انها هي الحمل الوديع والمخلوق المسكين, وفهم حتى من كان يرفض ان يفهم من قبل, ان الحكومة الاسرائيلية انما هي حكومة احتلال وتعسف وقرصنة دولية اياديها ملطخة بدماء اناس ابرياء, لا هم من اعدائها العرب ولا من الحركات الارهابية كما كانت تدعي.

في هذه اللحظة الحاسمة التي تقف فيها حكومة اسرائيل وحيدة امام العالم اجمع ولا تجد من يساندها او يصدقها, يتوجب على كل معني وصاحب شأن من ان يبادر اليوم قبل الغد, من اجل تجهيز العشرات بل المئات من السفن المحملة بالامدادات الغذائية والطبية والمساعدات الانسانية, لتسييرها في قوافل واساطيل تخرج من كل الموانيء العالمية تمخر عباب البحر بعزيمة واصرار متجهة نحو قطاع غزة لكسر الحصار الظالم عنه, ولتتوقف في طريقها لدقيقة صمت واجلال والقاء اكاليل الزهور عند النقطة التي سالت فيها دماء الابرياء تخليدا لذكراهم ووفاء لدمائهم الزكية وارواحهم الطاهرة.

(81)    هل أعجبتك المقالة (78)

أسعد جابر

2010-06-08

لا تؤجل.. تحليل عميق واضح لا لبس فيه ولا فذلكات وهذا يتطلب عملاً فورياً دون تأجيل ..إن استمرارية القوافل شرط أساسي لاستمرارية الضغط وإبقاء صورة الهجوم في الأذهان مما يكون له أكبر الأثر في مزيد من الضغط ً>ٌ ألأخ وصفي عبد الغني في طرحه الموضوع بموضوعية وشكراً.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي