أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اقتصاد كأس العالم في سورية.. هل يستطيع (الدنكل) كسر احتكار الجزيرة

لم تفلح الـ"اي ار تي" في عام 2006 من ضبط احتكارها ونقلها الحصري لمباريات بطولة كأس العالم، ولم تتمكن من فرض نفسها كناقل وحيد غير قابل للاختراق، فقد تمكن الجمهور من متابعة البطولة رغم كل المحاولات التي قامت بها القناة الناقلة عبر برمجة التشفير العالي، وتوزيع بطاقات فك التشفير بكثافة من خلال شبكة كبيرة من الموزعين والوكلاء.
قبل أن تبدأ المباراة بخمس دقائق يبدأ الجمهور بتناقل رقم الكود المشفر الذي سيحرر القنوات، القنوات التركية وبعض القنوات الأوروبية كانت النافذة التي من خلالها شاهد الملايين في سورية بطولة العالم.

السوريون يستعدون أيضاً
رغم أهمية البطولة لدى الجمهور في كافة أنحاء العالم، إلا أنها في سورية لم تكن تأخذ الطابع الاحتفالي، كان المنزل مكان المشاهدة الوحيد، كما أن موسم الامتحانات الثانوية والإعدادية كان من أهم العوائق التي تقطع الفرجة لأن الأهل لا هاجس لهم سوى أن ينجح الأبناء، وفي أقصى حالات الفرجة يمكن أن يجتمع الأصدقاء في منزل أحدهم ويراهنون من سيفوز، هذا متعصب لألمانيا وذاك للبرازيل، وهذا يعتقد أن فرنسا لديها منتخب غير فرنسي، وهذا يحب البرازيل لأنها فقيرة مثلنا، ويكره الانكليز والطليان لماضيهم الاستعماري...اليوم يختلف الأمر كثيراً، ليس في كأس العالم وحدها لكن حتى على صعيد البطولات الأوروبية، وكؤوس الأبطال، والدوريات المحلية.
الشوارع قبل البطولة بأشهر تحضّرت لموسم كاس العالم، الجزيرة الرياضية بدأت حملتها الإعلامية وإعلان حصريتها، بطولة الأندية الأوروبية كانت من بين البطولات التي تم حصر نقل مبارياتها بالجزيرة، وعلى أثر ذلك كان الجمهور ينتقل من مقهى إلى آخر لمتابعتها، وجهزت المقاهي والمطاعم أماكن لاستقبال الجمهور الوافد الاستثنائي، وفي المحال التجارية صنعت الملابس الرياضية التي تحمل أرقام النجوم، ميسي وكريستيانو وكاكا، وانتشرت في الشوارع والمحال صورهم، وفي ظاهرة مختلفة يحفظ حتى الصغار أسماء الفرق واللاعبين كدليل على حجم المشاهدة وتغلغلها في الأسرة السورية.

سوق البطولة
أيام قليلة تفصلنا عن البطولة الأشهر في العالم، البطولة التي ينتظرها العالم كل أربع سنوات، كيف يستعد السوريون لهذا الكرنفال؟
الشارع السوري ينقسم حسب ما يشجع، الأعلام تنتشر في جدران المدينة، أعلام الدول المشاركة، كل واحد ينتزع علمه، مصانع القماش، والمطابع اعتبرت هذا الشهر من أهم مواسمها، كذلك بائعو الصور المنتشرون في كل شوارع المدينة المزدحمة وأماكن التجمع كالكراجات أضافوا سلعة رائجة لبضائعهم، ومزاد علني يعلنه الموسم العالمي.
البيوت أيضاً في المدينة والريف بدأت تشجيعها من الآن، أعلام وصلت إلى أمتار عدة صارت تغطي الشرف، وبعض البيوت اشترى أعلاماً بطول البيت وتكاد تغطيه، أما السيارات فتزينت بأعلام أقل حجماً، أعلام صغيرة على النوافذ الأمامية والخلفية، أما الصغار فيرتدون الألبسة والقبعات التي يريدها الأهل.

الدنكل يواجه الجزيرة
هل ستعاني الجزيرة كما عانت الـ "اي ار تي"؟، هل يستطيع الخبراء فك شيفرة التشفير، يتناقل الناس أن هذه المرة ستحسمها الجزيرة، خبراء (السويقة) -الذي يسمى شارع الديجيتال- هل يتمكنون من تكرار فعلتهم؟.
يقول البعض أن الجزيرة الرياضية ستشفر وفق برنامج يبدل الشيفرة أكثر من مرة أثناء النقل عبر ومضات تمكنها من إرباك متتبعي التشفير أو مستثمريه.
في السوق الالكترونية يتحدث الناس عن إمكانية جهاز يسمى (الدنكل) قادر على فك تشفير المحطات الرياضية العشر للجزيرة، أحد الأشخاص الذين يعملون على تركيبه في البيوت يقول: هناك إقبال كبير على شرائه، حتى الآن وقبل أيام من بدء البطولة ما زال الدنكل يعمل بكل دقة، يفتح الجهاز 75 محطة من شبكة "اي ار تي"، كذلك كل القنوات الرياضية للجزيرة.
ما يشجع الناس على اقتنائه يقول أحد المواطنين: تكلفته أقل من شراء كرت للجزيرة الذي يباع بـ 100دولار أي ما يساوي 5000ليرة، كما الكرت يحتاج إلى جهاز استقبال جديد لإدخاله، أي أن القصة لتنجح تحتاج إلى 10 عشرة آلاف ليرة سورية، الدنكل تكلفته لا تتجاوز الـ 4000ليرة.

دائماً..يوجد حل
في شتى الأحوال ليس هناك من مهزوم وخاسر في الشارع أكان الناس أم الخبراء، من استطاع أن يشتري كرت الجزيرة سيحظى بفرصة الفرجة دون مغامرة النجاح أو الفشل، ومن لم يستطع سيجد فرصته في حل خاص، مجموعة من الأصدقاء تفاهمت على شراء الكرت بالطريقة الأمريكية، وعند انتهاء الوسم سيحظى به من يستضيفه مقابل العشاء أو الضيافة، أما الخبراء إن نجحوا سيربحون بعض المال، وإن فشلوا فلن يخسروا سوى بعض الجهد.... موسم للربح والمتعة، ومغامرة الفرجة.




عبد الرزاق دياب – كلنا شركاء
(70)    هل أعجبتك المقالة (70)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي