 
					
( هرج و مرج يعم القرية ، 
اختلط الحابل بالنابل ، 
آلات و معدات تتحرك هنا و هناك ، 
تجمع الأهالي حول العمال يشاهدون ما يحدث ) 
ـ إيه اللي حصل ؟ 
ـ و الله ما أنا عارف . 
( يمسك أحدهم بآخر يجري ) 
ـ فيه إيه يا أبو اسماعين ؟ الناس دي بتلم حاجاتها و رايحين على فين ؟ 
( يفلت أبو اسماعيل نفسه من بين يديه ) 
ـ مصيبة سودة و حطت على راسنا ..... 
( يذهب الرجل إلى أحد العمال من ذوات البشرة البيضاء ، يخرج الرجل سيجار ذهبي ، يناوله للعامل ) 
ـ ولع يا خواجة . 
ـ سانكس . 
( يتناول العامل منه السيجار ، يشعله له الرجل ) 
ـ هو حصل إيه يا خواجة ؟ إنتوا بتلموا حاجاتكم و رايحين على فين ؟ 
ـ كل شركة يمشي ، كفر بلاس خلاص ، فيه مكان تاني شغل . 
ـ مكان تاني فين لا مؤاخذة ؟ 
ـ بلد تاني اسمه كفر أبو هطب . 
ـ كفر أبو حطب ؟ ليه و هوه إحنا زعلناكم في حاجة لا سمح الله ؟ 
ـ بترول كفر بلاس خلاص ، فنش ، فيه بترول تاني كتير في كفر أبو هطب ( يصرخ أحد الجنود ) 
ـ يلا راجل هناك روح ... 
( يدفع الجندي الرجل بعيدا فيرحل الرجل يكلم نفسه ) 
ـ معناته إيه الكلام ده ؟ 
( يقابله التوابتي ) 
ـ إلحقنا يا توابتي بيه .... 
ـ فيه إيه يا حنفي ؟ الناس دي بتعمل إيه ؟ 
ـ بيقول لك رايحين كفر أبو حطب . 
ـ كفر أبو حطب ؟ 
ـ أيوة ، الخواجة لسه قايل لي إنهم لقيوا بترول ياما هناك . 
ـ و بترولنا ؟ 
ـ بترول إيه ما خلااااااص ، بح .... 
ـ كلام إيه ده ؟ 
ـ و كتاب الله المجيد ، أهو الخواجة عندك أهو حتى اسأله .... 
( يذهب التوابتي إلى كبير العمال ) 
ـ سلام عليكم . 
( لا يعيره الرجل انتباها ) 
ـ سلام عليكم . 
ـ فيه إيه ؟ 
ـ معلش و لو فيها رزالة يعني .... 
ـ يلا كول ، أنا فيه شغل كتير ، مش أندي وكت .... 
ـ هو حضرتكم بتعملوا إيه ؟ 
ـ خلاص شركة شغل هنا خلاص ، بترول خلاص ، معدات سيارات هفارات كله يروح كفر أبو هطب . 
ـ بترول إيه اللي خلاص ؟ 
ـ بترول كفر بلاس خلاص فنش . 
ـ فنشوك من بدري ، إنته يا راجل انته مش قايل إن كفر البلاص عايمة على بير بترول ؟ 
ـ خطأ ، بئر كبير موجود في كفر أبو هطب . 
ـ و اللي كنتم بتطلعوه من عندنا ده إيه ؟ 
ـ اكتشفنا بالبحث إن هذا بترول كفر بلاس مجرد بترول تجمع من تسريب في بئر كبير موجود في كفر أبو هطب ، يعني ده كله بترول يخرج من هنا بترول مسروق ، فهو في الأصل بترول كفر أبو هطب ، مفروض كفر بلاس ترجع كل فلوس ياخد مكابل بترول . 
( يمسك التوابتي برقبة كبير العمال ) 
ـ بترول مسروق يا ولاد الهرمة ، يا حرامية يا ولاد اللصوص ، خلاص طبختوها مع بعض ؟ تلاتة بالله العظيم قاتل يا مقتول النهاردة . 
( يصرخ كبير العمال ) 
ـ مجنــــــون ، مجنـــــــون . 
( يدفع كبير العمال التوابتي بعيدا عنه بقوة فيقع التوابتي على الأرض ، عندها يتجمع بعض الجنود يضربون التوابتي بكعوب أسلحتهم في رأسه ، يفلت التوابتي من أيديهم بصعوبة و يجري بعيدا و هو يصرخ ) 
ـ آآآآآآآآآآه ، و الله العظيم ما ها نسيبكم يا حرامية يا ولاد الهرمة ، أني عارف إنكم مطبخينها مع عمدة كفر أبو حطب عشان تسحبوا بترولنا من هناك ببلاش ، و الله العظيم لرايح لشيخ الغفر و أخليه يجي يطين عيشتكم ، هي البلد سايبة و إلا سايبة ؟ 
( يجري التوابتي إلى قصر شيخ الخفر ، 
يدخل على شيخ الخفر يلهث و يلطم وجهه و يصرخ ) 
ـ إلحقنا يا شيخ الغفر . 
ـ فيه إيه يا توابتي ؟ حصل إيه ؟ و إيه اللي عمل فيك كده ؟ 
ـ العمال ولاد الحرامية بتوع الشركة ، نزلوا عليا ضرب و فين يوجعك ... 
ـ أكيد عملت لهم حاجة ، هو أنا مش عارفك ؟ 
ـ لقيتهم عمالين يلموا في حاجتهم و رايحين على كفر أبو حطب .... 
ـ نعم نعم ؟ 
ـ و الله العظيم ده اللي حصل ، و ليه و ليه قلت لهم رايحين على فين ، قاموا نازلين فيا ضرب زي ما أنته شايف كده ، دول أكيد متفقين مع العمدة هناك عشان يسحبوا بترولنا من هناك ببلاش . 
ـ إنته اتهبلت في مخك و الا إيه يا وله ؟ 
ـ يا ريتني اتهبلت و الا اتجننت كان أهون م المصيبة السودة اللي إحنا فيـــــها .... 
ـ ما هو إذا كان اللي بيتكلم مجنون يبقى اللي بيستمع عاقل ..... 
ـ طب تعالى بص بنفسك ... 
( يذهب التوابتي إلى النافذة يلحقه شيخ الخفر ، و إذا بهرج و مرج يعم القرية ، عمال الشركة يفككون حفاراتهم ، بعض العمال ينزوع السياج الذي يحيط بالقرية ، و البعض يفكك حوائط الأبنية الجاهزة و يضعونها فوق الشاحنات ، السيارات و الأوناش تتحرك إلى خارج القرية، يدق جرس الهاتف ، يخرج شيخ الخفر هاتفه المحمول من جيبه ، ينصت للمتحدث ، تتسع عينا شيخ الخفر ، الذهول يعقد لسانه ، يلطم التوابتي وجهه و يعدد ) 
ـ قال جت الحزينة تـــــفرح ما لقتلاهاشي مـــــطرح .... 
( يرد شيخ الخفر على المتحدث ) 
ـ كلام إيه ده ؟ 
( يقاطعه التوابتي ) 
ـ مش بأقول لك اني لسه جاي من هناك أهوه ، و الراجل الكبير بتاعهم بيقول قال إيه إن أساس البير هناك في كفر أبو حطب ، أكيد دول شلة حرامية و عاملين رباطية علينا ؟ 
( يتحدث شيخ الخفر في الهاتف ) 
ـ و البترول اللي كان طالع من عندنا ده إيه ؟ 
( يقاطعه التوابتي ) 
ـ قال إيه كانوا شوية بترول منفدين م البير الأصلي اللي في كفر أبو حطــــــب ، و خلصوا خلاص ، خلصوا خلاااااص ، يا ريتنا كنا سمعنا كلام عمدتهم لما قال نضم البلدين على بعض ، يا ريتنا كنا سمعنا كلااااااامه .... 
( يقذف شيخ الخفر بهاتفه المحمول في الحائط ، و يضرب التوابتي ) 
ـ و انته كمان ها تقعد تولولي و تعدد لي زي اللي جاموستها ماتت ؟ 
ـ أيوة فش خلقك فيا ، انته مش قادر على الحمار ها تشطر ع البردعة ؟ 
ـ أني كنت عارف م الأول ان كفر البلاص دي نحس زي وشك .... 
ـ و ها نعمل إيه دلوقتي ؟ 
ـ بسرعة تروح تجيب لي البت (جاكلين) دلوقتي حالا ... 
ـ البت جاكلين ؟ ههههه ، قال البت جاكلين قال ، قول جاكلين هانم ، قول الأميرة جاكلين ، تكونش لسه فاكر نفسك زعيم كفر البلاص و أني مش واخد بالي ؟ لاااااا ، ده كان زمان و جبر و طلع له في راسه وبر ، الكلام ده كنت تقوله لما كان عندك بترول ، دلوقتي لازم احنا اللي نجري و نروح لها و ناخد منها ميعاد كمان ، و جـــــايز ترضى تقابلنا .... 
( يضربه شيخ الخفر بخيزرانته ، يتكوم التوابتي حول نفسه ، يرفع شيخ الخفر الخيزرانة عاليا مهددا بالمزيد ) 
ـ ما عاش و لا كان يا جعر ، ده الجربان اللي زيك هو اللي يروح لها و ياخد منها ميعاد ، إياك تكونش فاكرني أهبل و بريالة زيك يا له ، لا فـــــوق شوف إنته بتكلم مين ، ده أنا عندي ملايين متلتلة بإسمي في بنوك سويسرا .... 
( يقوم التوابتي فارا ، يحاول شيخ الخفر ملاحقته ، فيدور التوبتي حول المكتب ، يقفان في مواجهة بعضهما يحول المكتب بينهما ) 
ـ ملايين مين يا أبو ملاييـــــــــــــــــن ؟ ملايين مين يا أبو ملايين ؟ ما خلاص ، و هو أنته فاكر إنهم ها يسبولك ملايينك كده ؟ دول لو سابولك الجلابية القديمة بتاعتك يبقى تبوس إيدك وش و شعر ، مش بأقول لك بيقولوا البير أصلا بتاع كفر أبو حطب ؟ أقطع دراعي من هنا هو إن ما كانوا ها يوزوا عمدة كفر أبو حطب يرفع عليك قضية .... 
ـ ليه إن شاء الله ؟ 
ـ ها يقول إنك كنت بتسرق البترول بتاعهم ، و انته عارف إنه شايل منك عشان ما رضيتش تضم البلدين على بعض ..... 
ـ انته بتفكر لهم و بتخطط كمان ؟ 
ـ و حياتك ده اللي ها يحصل ، و أني أهوه و انته أهوه ... 
ـ دي تبقى مصيبة سودة يا وله لو عملوا كده بصحيح . 
ـ مش بس كده ، ده أكيد الشركة ها تقف معاه كمان عشان ترضيه و تضحك عليه ، و دول ناس إيديهم طايلة و يعملوها .... 
ـ بس يا وله بلاش كلام فارغ ..... 
ـ لا مش كلام فارغ ، و انته عارف كده كويس ، أمال انته فاكر إيه ؟ ما هي كل العزوة اللي كنا مداريين فيها دي بقت عزوة كفر أبو حطب دلوقتي ، مش البترول طلع بتاعهم ؟ قال جبتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين تتعان . 
( يدخل بعض الرجال يفككون الأثاث و يحملونه إلى خارج القصر ، يعترض طريقهم التوابتي ، يصرخ فيهم ) 
ـ إيه اللي بتعملوه ده يا وله انته و هوه ؟ 
( يرفع أحد الجنود السلاح في وجهه ، عندها يبتسم التوابتي ابتسامة صفراء و يرفع يديه عاليا ) 
ـ لأ بأقول لك إيه ، كفاية قوي كده ، ده أني كنت باهزر معاكم ، شيل يا با شيل ، ماهي أصلا حاجتكم و جحا أولى بلحم توره ، شيل يا عم شيل ، آجي اشيل معاكــــــــم ؟ 
( يتبع ) 
 
					
				 
						
 
									 
									 
									 
									 
									 
									 
								 
								 
								 
								 
								 
								 
								 
								
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية